فتح تقرر رسمياً إلغاء مهرجان "أبو عمار" في غزة وتحمل حماس مسئولية توتير الأجواء

289-TRIAL- غزة / سوا / اعلنت حركة فتح عن الغاء مهرجان احياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات في قطاع غزة، التي كانت مقررة يوم الثلاثاء القادم في 11/11 داعية جماهير الشعب الفلسطيي الى احياء الذكرى بالطرق التي يرونها مناسبة.
وقال الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية في حركة فتح في مؤتمر صحفي عقد اليوم في مدينة غزة بحضور الهيئة القيادية العليا، واعضاء اللجنة المركزية عبد الله الافرنجي و امال حمد ، بالاضافة الى المتحدث باسم حركة فتح الدكتور فايز ابو عيطة، انه "بعد سلسلة الانفجارات والاعتداءات التي طالت قيادات في حركة فتح ابُلغنا من الجانب السياسي والأمني في حركة حماس ان الاجهزة الامنية في قطاع غزة لا تستطيع تأمين المهرجان وحماية المشاركين".
وقال الاغا:"تبع ذلك طلب الاجهزة الامنية من القائمين على اصلاح المنصة في ساحة الكتيبة بمغادرة المكان، بالإضافة الى الطلب من شركات النقل والمواصلات عدم تأجير حافلات للحركة".
وشدد الاغا على ان هذه المواقف والإجراءات تتناقض مع اعلان حركة حماس انها لن تقف عائقا امام احياء الذكرى العاشرة لرحيل الرئيس ياسر عرفات معتبرا ان هذه المواقف تمس ب المصالحة الفلسطينية التي تم التوافق عليها بين الحركتين في لقاءات القاهرة.
وحذر الاغا من تداعيات الموقف على الوضع الداخلي الفلسطيني، محذرا حركة حماس من النتائج السلبية المترتبة على ذلك.  
وكان القيادي في حركة فتح، هشام عبد الرازق، قد قال صباح اليوم الأحد، انه حتى اللحظة لم يتخذ قرار نهائي بشأن إلغاء مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات.
وأوضح عبد الرازق ، أنه سيعقد ظهر اليوم اجتماع لتحديد مصير إمكانية الاستمرار في إتمام المهرجان بموعده أو إلغائه والاكتفاء باحتفالات في الأقاليم فقط.
وأشار إلى أن القرار النهائي سيتخذ بتنسيق كامل مع القيادة الفلسطينية في رام الله .

وفي ذات الاطار، قال مسؤول العلاقات الوطنية في اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد إن حركة حماس ماضية في نهجها التوتيري ووضع العراقيل امام مسيرة انهاء الانقسام وعمل حكومة الوفاق الوطني، ضاربة عرض الحائط كل الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية، وذلك عبر تصريحات بعض قادتها التي تخرج عن اخلاقيات الحوار والعمل الوطني باستخدام لغة هابطة تفتقد الحد الأدنى من اخلاقيات الحوار.

وأضاف الأحمد في بيان صحفي اليوم الأحد، لم تكتف حماس بذلك بل لجأت الى اساليب غريبة عن الثقافة والتقاليد الفلسطينية عبر ازدواجية المواقف ومحاولة خداع ابناء شعبنا وفصائله وقواه الوطنية بالحديث عن انهاء الانقسام وممارسة كل الأشكال التخريبية لتعميقه، ولعل التفجيرات الـ15 التي تمت ضد منازل قيادات بارزة لحركة فتح وممتلكاتهم، وما رافق ذلك من استخدام اسم ’داعش’ عبر بيانات باسمها وتوزيعها في اماكن التفجيرات وعشرات المنازل لكوادر اخرى من فتح، إنما تدل على المستوى المتدني الذي وصلت اليه في التنكر لمسيرة انهاء الانقسام والمصالحة.

وكانت حركة فتح وفي المؤتمر الصحفي الذي عقدته قبل أيام حملت وما زالت تحمل حركة حماس المسؤولية كاملة عن تلك التفجيرات الإجرامية، وطالبتها باعتبارها سلطة الأمر الواقع أمنياً بشكل خاص من خلال مليشياتها في قطاع غزة وعدم تسليم مسؤولية الأمن لحكومة الوفاق الوطني، وأكدت اللجنة المركزية ان تلك التفجيرات انما تهدف اولاً لضرب مسيرة انهاء الانقسام والمصالحة، وتعطيل مهرجان احياء الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد الخالد ياسر عرفات، وان حماس تتحمل كامل المسؤولية في كشف كل ملابسات تلك الجريمة لإخضاع المتورطين فيها توجيهاً وتنفيذاً للعقاب وفق القانون.

وقال الأحمد: جاءت الأحداث اللاحقة خلال الثلاثة ايام الماضية لتكشف حقيقة ما تخطط له حركة حماس عندما زاود بعض قادتها، وطالبوا باستمرار اقامة مهرجان احياء الذكرى العاشرة لشهيدنا الخالد ابو عمار، وسرعان ما انكشفت باطنيتهم عندما شاهدوا ان الاستعدادات من جانب حركة فتح ورغبة كل الفصائل الفلسطينية ماضية قدماً في التحضيرات لإقامة المهرجان، فسارعت للاتصال بقيادة حركة فتح في غزة مساء امس السبت لإبلاغها بعدم قدرتها على تأمين أمن المهرجان، بل وتبين ان مليشياتها قامت بالاتصال مع شركات النقل في قطاع غزة والطلب منها عدم نقل المواطنين بتاريخ 11/11 ، الى موقع ساحة الكتيبة مكان المهرجان، وذهبت بعض عناصرها الأمنية يوم الأحد 9/11 الى موقع ساحة الكتيبة والطلب من العمال ان يخلوا الساحة ويتوقفوا عن التحضيرات لإقامة المهرجان.

جاء كل ذلك ليوضح حقيقة العراقيل التي تضعها قيادة حماس وأجهزتها امام اقامة المهرجان بكل ما يعنيه ذلك من انعكاسات على مسيرة انهاء الانقسام والمصالحة .

وأشار البيان إلى أن حركة فتح تركت الباب مفتوحاً امام حركة حماس لتعالج اخطاءها وتتحمل مسؤولياتها الوطنية وتتراجع بهدوء عن ما تقوم به تجاه المصالحة وتحترم ما توقع عليه من عهود، ولكن طباعها غلبت التطبع واستمرت بنفس النهج التوتيري، والتنصل من مسيرة انهاء الإنسام والمصالحة وكشف كل ما حول العملية الإرهابية الجبانة بحق منازل قادة فتح في قطاع غزة.

وقال: كنا نأمل ان تترك جماهير شعبنا في قطاع غزة أسوة بأبناء شعبنا في كل المناطق من احياء الذكرى العاشرة لسيد الشهداء ابو عمار، ولكن ابت القوى الظلامية الا ان تعكر اجواء علاقاتنا الوطنية.

وأضاف أن حركة فتح تعبر عن ألمها وأسفها لهذه الممارسات الحمساوية التي لا تمت للعمل الوطني بصلة، وتؤكد أن مرحلة ما بعد التفجيرات الإرهابية المنظمة شيء وما قبلها شيء اخر، وتحتاج الى وقفة مسؤولة وجادة من كافة القوى والفصائل وفعاليات ابناء شعبنا ومعالجة كل اثارها ومخاطرها بعيدا عن العواطف بترتيب اوضاعنا الداخلية وحماية وحدتنا الوطنية ومسيرتنا لإنهاء الانقسام والاحتلال المتلازمين معاً، وانهاء الحصار المفروض على قطاع غزة وأهلنا هناك، والانطلاق لتنفيذ خطة اعادة اعمار قطاع غزة مما لحق به من دمار جراء العدوان الإسرائيلي بإشراف حكومة الوفاق الوطني وعدم وضع العراقيل امامها.

ودعا جميع ابناء شعبنا للتوحد في معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى امام غطرسة الاحتلال وغلاة المتطرفين والمستوطنين وحمايتها من محاولات التهويد.

وقال البيان: بهذه المناسبة تدعو حركة فتح كافة ابناء شعبنا في الضفة الغربية للمشاركة في مهرجان احياء الذكرى العاشرة لزعيمنا الخالد ابو عمار مؤسس ومفجر ثورتنا الفلسطينية، كما ندعو ابناء شعبنا في قطاع غزة الذين تحملوا القهر والظلم والإرهاب والعدوان والتجويع على مدار سنوات الانقسام البغيض الى مزيد من الصبر والتحمل والمثابرة وجعل احتفالاتهم وفق ظروفهم بإحياء الذكرى العاشرة لاستشهاد ابو عمار.

وأخيراً نقول لحركة حماس.. أبناء شعبنا أذكى بكثير من جهل وغباء الادعاءات والأكاذيب الرخيصة والكف عن هذه الأكاذيب، والالتزام بمسيرة العمل الوطني الموحد وفق المصالح الوطنية العليا لشعبنا.

149
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد