وكالة أمريكية: الصراع لن ينتهي إلا بزعيم فلسطيني يشبه السادات
قالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية في مقال نشرته على صفحتها الالكترونية للكاتب الأمريكي- الإسرائيلي زيف تشافيتس إن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لن ينتهي إلا بوجود زعيم فلسطيني يشبه الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
وأكد الكاتب في مقاله أن الأفكار التي تعكف عليها الإدارة الأمريكية الحالية للتوصل لاتفاق نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أمر جيد إلا أنها لن تكلل بالنجاح لعدم وجود قائد فلسطيني يشبه أنوار السادات.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منشغلة بوضع "مخطط صلب" لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأضاف: " المخططات شيء جيد، وكذلك النوايا الحسنة، وأوراق وزارة الخارجية، وخرائط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للأراضي المتنازع عليها، والإغراءات الاقتصادية، والضغط الدبلوماسي".
وأوضح انه منذ ريتشارد نيكسون، فإن كل رئيس أمريكي يأتي كان يمتلك هذه الأشياء من أجل الشرق الأوسط، ولكنها ليست كافية لإنجاز ما يسميه ترامب "اتفاقا نهائيا".
وأردف: " كما أنها ليست كافية الآن، هناك عنصر ضروري غائب وهو : قائد فلسطيني يذكر الإسرائيليين بأنور السادات".
ولفت إلى أن هذا الأسبوع يوافق الذكرى الـ 40 لزيارة الرئيس المصري إلى القدس (المحتلة) وهي الأولى على الإطلاق لزعيم عربي، ودليل أن الإسرائيليين يعرفون كيف يقولون نعم للرجل المناسب.
وتابع: " كانت هذه مبادرة شخصية، تم التفاوض عليها سرا بين السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن ودعم الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، ثم أعلنوها للعالم في أقل من أسبوع".
وبين أنه تم الإعلان تم استقباله بصدمة ومعارضة في الجانبين، فالجامعة العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية، استنكروا ما أقدم عليه السادات ووصفوه بالخائن.
واستقال وزير خارجيته إسماعيل فهمي احتجاجا على ذلك. وفسر ذلك في وقت لاحق بقوله :"اعتقدت أنها ستضر الأمن القومي المصري وستضر بعلاقاتنا مع دول عربية أخرى وتدمر قيادتنا للعالم العربي". ورأى أن السادات:" لم يستطع أن يقدم أي دليل على أن الإسرائيليين سوف يستجيبون لخطوته بنية حسنة مماثلة". وفقا للمقال.
وفي إسرائيل، كان ينظر للرئيس المصري على أنه عدو لدود، فقد شن قبل 4 سنوات من الزيارة مع نظيره السوري حافظ الأسد حرب "يوم كيبور" (الساد من أكتوبر 73)، الهجوم المفاجئ الذي قتل فيه 3 آلاف جندي إسرائيلي، وهو رقم مماثل لخسائر الأمريكيين في حرب فيتنام.
"الآباء الإسرائيليين الثكالى كانوا غاضبين من فكرة السماح للسادات بإلقاء خطاب في الكنيست . المتشددون في ائتلاف بيجن اتهموه بالخيانة لمجرد إيماءة من السادات".
وقال : "وخوفا من هجوم آخر وضع رئيس الأركان الإسرائيلي الجيش في حالة تأهب قصوى، الأمر الذي ألغاه وزير الدفاع عيزار وايزمان".
وزاد : " الخط الرئيس للزيارة كان واضحا، السادات يصل مساء السبت، في وقت متأخر بشكل كاف يسمح لوزراء الحكومة الأرثوذوكسية بالوصول للمطار دون انتهاك السبت، الأمر الذي كان من المحتمل أن يُسقط الحكومة الائتلافية".
ومضى قائلا: " استقبال السادات على السجادة الحمراء سيتم إذاعته على الهواء مباشرة، وفي مساء يوم الأحد كان من المقرر أن يلقي خطاب الكنيست. وخلال الزيارة كان من المقرر أن يدخل مع بيجين في محادثات دبلوماسية مغلقة. في صباح يوم الاثنين سيعود السادات إلى القاهرة ليواجه نتائج دبلوماسيته الجريئة".
وأكد : وانتهت الرحلة كما كان مخططا لها، فلم تنطلق من الطائرة الرئاسية قوات كوماندوز مصرية قبيل هبوطها كما كان يتخوف بعض المسئولين الإسرائيليين على السجادة الحمراء".
وأضاف: " السادات قام بتحية ضيوفه بابتسامة دافئة، وسلوك مبجل احتفظ به طوال اليومين التاليين".
"وفي الكنيست وضع شروطه من أجل السلام، وهي الاستعادة الكاملة لسيناء التي سيطرت عليها إسرائيل في حرب الأيام الستة في نبرة قوية ولكن لطيفة". وفقا للمقال.
بيجين لم يصفق للخطاب ولكنه أيضا لم يقل "لا". كانت هناك عثرات في المفاوضات ولكن بعد 16 شهرا تم توقيع اتفاقية سلام رسمية.
وقال الكاتب: " السادات جاء ليكسب القلوب والعقول، وقد فعل. فقد ثبت أن سحره وإخلاصه لا يقاومان لشعب لم يسبق أن ابتسم له من قبل زعيم عربي" .
وتابع: " هذه هي المشكلة التي تواجه فريق ترامب، بينما هم يرسمون خططهم، لا يوجد اتفاق سيدخل حيز التنفيذ دون وجود قائد فلسطيني يستطيع أن يكسب ثقة الإسرائيليين" .
وفي نهاية مقاله قال :" لو ظهر سادات فلسطيني، فإن رغبة الإسرائيليين الكامنة لسلام حقيقي سوف تقود مؤكدا إلى زخم سياسي لا يقاوم، وحتى يحدث هذا فإن خطط ترامب سوف تنتج لا شيء أكثر من قلاع في الهواء".