صحيفة: مناورات إسرائيلية قرب غزة والجهاد الإسلامي تستنفر كوادرها
بدت "حركة الجهاد الإسلامي" بين نار الرغبة في الانتقام لاستشهاد 12 قيادياً وناشطاً من ذراعها العسكرية «سرايا القدس » و «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة « حماس »، ونار عدم الرد كي تمضي المصالحة الفلسطينية الوليدة إلى نهايتها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس أنه اعتقل قيادياً بارزاً في «الجهاد الإسلامي» من بلدة عرابة قرب جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، في إطار حملة مداهمات أدت إلى اعتقال 14 فلسطينياً في أنحاء الضفة (للمزيد).
وأكد مصدر في «الجهاد الإسلامي» أن أحد قادته طارق قعدان (47 سنة) اعتقل، وسبق أن أمضى سنوات في السجون الإسرائيلية بسبب اتهامه بأنه أحد قياديي الحركة البارزين في محافظة جنين، أحد معاقل «الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية.
وذكرت صحيفة الحياة اللندنية في تقريرٍ لها اليوم الثلاثاء إن قادة الجهاد الإسلامي وكوادرها يشعرون بـ «غصة» وهم يرون إسرائيل «تسوّق» نفسها منتصرة على الحركة، التي لا تجد مفراً من الصمت وعدم الرد انتقاماً لضحايا النفق، على الأقل في الوقت الحاضر.
وتحوّل صمت الحركة سمّاً في حلق إسرائيل، التي لجأت إلى دول وجهات عدة للضغط عليها كي لا تردّ، مستخدمة عصا التهديد والوعيد باغتيال أمينها العام رمضان شلح ونائبه زياد النخالة ، ومعاقبة» حركة «حماس» أيضاً.
وكلما طال أمد «صمت» الحركة و «الحرب النفسية» التي تخوضها، تعالت الأصوات في إسرائيل لضربها، ووصلت حد تهديد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو «برد قاس جداً» في حال ردت «سرايا القدس» على اغتيال مقاتليها.
لكن الحرب النفسية تركت أثراً أكبر في المستوطنين اليهود قاطني عشرات المستوطنات والقرى التعاونية الصغيرة (الكيبوتسات) المحيطة بالقطاع، في ما تطلق عليه إسرائيل «غلاف غزة ».
وكشفت مصادر محلية موثوق فيها لـ «الحياة»، أن مجموعات من «سرايا القدس ترصد بدقة» تحركات المستوطنين في «غلاف غزة»، مستخدمة مناظير مقربة، وآلات تصوّر طبيعة الحركة في الشوارع، التي يُرى بعضها بالعين المجردة خالياً من السيارات والمارة.
كما كشفت مصادر قيادية في «الجهاد» للصحيفة، أن سرايا القدس رفعت درجات الاستنفار "إلى الدرجة القصوى"، تزامناً مع بدء قوات الاحتلال الإسرائيلي مناورات عسكرية في محيط القطاع أول من أمس، وتستمر حتى غد الأربعاء.
وفيما تستعد حركة الجهاد الإسلامي للمشاركة في جلسات الحوار الوطني الشامل في القاهرة في 21 من الشهر الجاري، يؤرقها البحث عن "التوازن بين المصالحة الوطنية العامة ومصلحة الناس» غير الراغبين في أي حروب جديدة، وبين رد يردع إسرائيل لمنعها من "استسهال" ارتكاب جرائم مماثلة.
وقال مسؤولون فلسطينيون إن حوار الفصائل في القاهرة في الحادي والعشرين من الشهر الجاري حُدد بثلاثة أيام، تتم خلالها مناقشة خمسة ملفات، هي الشراكة في منظمة التحرير، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات عامة، وبحث ملفي الأمن والمصالحة المجتمعية.
وأكد مسؤولون في حركتي «حماس» و «فتح» أن الفجوة بين مواقف الطرفين كبيرة، وأن ردمها يتطلب جولات حوار.
وقال مسؤول كبير في «فتح» للصحيفة: «هناك فجوة كبيرة، وهناك إرث طويل، وهناك أزمة ثقة، لذلك لن يكون من السهل التوصل إلى اتفاق في ثلاثة أيام».
ورأى مسؤول في «حماس» أن «مصر لن تسمح لجولة الحوار بأن تفشل، لذلك سيقدم الجانب المصري اقتراحات حل وسط في مختلف القضايا». وأضاف: «المرجح أننا سنتوصل إلى اتفاق عام، لكن هذا ستترتب عليه الحاجة إلى المزيد من الحوارات للاتفاق على التفاصيل".