"الرياضة" سلاح ذوي الإعاقة لمحاربة العزلة والفشل

معتصم أبو كرش

غزة /سوا/أروى عيد/ الإعاقة هي بداية جديدة وليست نهاية الحياة كما يعتقد البعض، فبالكفاح والمثابرة يصل عبرها للإبداع، هذا هو مبدأ معتصم أبو كرش الذي فقد قدمه بحادث سير في العام 2005، حين كان طفلاً ولم يعيقه بتر قدمه من الابداع.

الشاب معتصم (21 عامًا) خلقت الاعاقة له تحدياً قويًا تغلب بها على معيقه من خلال عودته لممارسة هوايته المفضلة "السباحة"، وانضم لنادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة، واستمر بالتدريب حتى برزت لديه قدرات جديدة في مجالات رياضية أخرى، منها رمي الرمح وباقي ألعاب القوى.

وتم اختيار الشاب أبو كرش لتمثيل قطاع غزة في رياضة كرة السلة جلوس "الخاصة بذوي الاعاقة" في عدة مناسبات ومباريات خارجية خاضها.

كما شارك بماراثون الدراجات الهوائية في هولندا حيث قطع مسافة 250 كم بدراجته بين المدن الهولندية رافعاً علم فلسطين، ليكسر بمشاركته تلك حصار الاعاقة الجسدية والحصار الاسرائيلي لغزة.

التحدي الأعظم للشاب أبو كرش مشاركته في تحدي تسلق أعلى القمم الجبلية في العالم، بعد أن تم دعوته للمشاركة في تسلق قمة "كليمنجاروا" في تنزانيا بقارة أفريقيا وهي رابع أعلى قمة في العالم.

تحمس معتصم كثيرا للفكرة وبدأ فور دعوته بالتدرب؛ وكان يقضي من 5 - 7 ساعات يومياً بالتدريب على جهاز المشي والتسلق ليواجه التحدي، وقد فاز بالمركز الأول في المسابقة، وتفاجأ فيما بعد بكتابة رواية عنه للروائي إبراهيم نصر الله  بعنوان "أرواح كليمنجارو" المستوحاة من تجربة معتصم في تسلق الجبل والمشاركة الفلسطينية ياسمين النجار.

في غزة الإعاقة باكورة الإبداع؛ فمعتصم ليس الوحيد حيث هناك الكثير من المبدعين الذين هزموا إعاقتهم وخاضوا تحديًا لأنفسهم قبل المجتمع، ليبرزوا مهاراتهم ونجاحاتهم المختلفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

أما الفتاة عبير الهيركلي فتُعتبر أيضًا نموذجًا يحتذى به في التحدي والإصرار والإبداع، طفولتها كانت بين أسرة المستشفيات وحرمت من ممارسة طفولتها؛ حيث كان حلمها وأقصى طموحها هو لعب "الحجلة" اللعبة السهلة والمفضلة للأطفال.

التحقت الهيركلي بالمرحلة الابتدائية في مدرسة خاصة بغزة، وكانت مندمجة مع أقرانها في الفصل كونهم من ذوي الإعاقة أيضا، وبعدها التحقت بالمدرسة الاعدادية الحكومية وواجهت مشكلة بالاندماج بأقرانها لاختلافهم، الا أنها سرعان ما أثبتت تميزها وأبرزت مهاراتها.

وبرزت مهارات عبير في الكتابة والتأليف والإلقاء، ما جعل المُعلمات تشجعها وتحفزها، الأمر الذي ساهم باندماجها بزميلاتها بالمدرسة، ثم أنهت عبير دراستها الثانوية والتحقت بجامعة غزة تخصص "الإعلام والعلاقات العامة".

 

 

وأبدعت الفتاة الهيركلي من خلال ممارستها للرياضة، وخاصة كرة السلة لذوي الاعاقة، حيث التحقت بنادي رياضي للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن فريق لكرة السلة والذي تكللت جميع مباريات فريقها بإحراز المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، وباتت تطمح الآن للمشاركة في بطولات دولية.

كما أصبحت عبير تمثل الأشخاص ذوي الإعاقة في أغلب النشاطات في قطاع غزة متحدثة بصوتهم وناشرة لإبداعهم.

وعن تهميش الأشخاص ذوي الاعاقة، أعربت الهيركلي عن أسفها لعدم دعوة أي من فئة ذوي الإعاقة لاجتماع الشباب مع رئيس الوزراء الحمد الله بغزة قبل أيام، مؤكدًة على حقوقهم تجاه المجتمع، داعية لعدم استثنائهم وضرورة تمثيلهم في كل نشاط في المجتمع.

عبير ومعتصم نموذجين من نماذج كثيرة يضمها نادي السلام الرياضي لذوي الإعاقة بقطاع غزة وهو نادي متخصص برياضة الاشخاص ذوي الاعاقة الذي تأسس بقيادة مجموعة من الشباب الرياضيين ذوي الاعاقة ليكون لهم الانطلاقة الحقيقية إلى عالم الرياضة ومنه خرج الكثير من المبدعين الذين احترفوا الرياضة وسطع نجمهم، وحققوا عديد الانجازات التاريخية لفلسطين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد