هنية: ذاهبون للمصالحة للتفرغ للملفات الكبرى
غزة /سوا/ وجه رئيس المكتب السياسي لحركة " حماس " إسماعيل هنية ، رسالة إلى الشعب الفلسطيني، حملت عنوان "المصالحة إرادة وقرار وتشمل الضفة وغزة على السواء".
وقال هنية في رسالته : "يا جماهير شعبنا في كل مكان، في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة والمهمة من تاريخ شعبنا، قررنا تفعيل الاستراتيجية التي تؤمن القدرة الحقيقية لشعبنا، من خلال تجميع قواه وأوراقه وعناصر قوته وتعايش البرامج، وتكامل الأداءات؛ لنجتاز المرحلة الاخطر في تاريخ الصراع مع المحتل".
وأضاف: نؤكد أننا حريصون كل الحرص ومعنيون بخلق اجواء حقيقية للمصالحة، والانتقال بواقعنا الراهن والمحكوم بأثقال السنين ومرارة الانقسام إلى واقع مختلف ومعنيون بتحقيق المصالحة في الضفة كما هي في غزة، وإنهاء المظالم وتسوية الملفات وإعادة الحياة السياسية والحريات واحترام التعددية والعمل المؤسساتي والأمن الوظيفي لكل أبناء شعبنا في الضفة والقطاع على حد سواء؛ لأن أساس المصالحة قائم على وحدة الضفة والقطاع وعدم الفصل بينهما".
وتابع : "ولأن الهموم وتداعيات الانقسام طالت الضفة كما طالت القطاع، فإن اهلنا في الضفة يجب ان ينعموا بنتائج المصالحة"، مردفا : "ومن البديهي أننا في حماس و فتح ملتزمون بالعمل من اجل تحقيق ذلك لضمان وصول قطار المصالحة الى نهايته السليمة".
وأوضح هنية "أننا نتطلع إلى الوصول إلى حالة وطنية، تساعدنا لمناقشة اوضاع شعبنا في الخارج وظروفه التي يعيشها والتحديات التي يواجهها والمخاطر التي تحيط به، وخاصة في مخيمات اللجوء بحيث نتعاون في الفصائل الفلسطينية؛ لحماية حقوقنا وخاصة حق العودة"، مضيفًا : "كما اننا على يقين أن التوافق الفلسطيني، سوف ينعكس إيجابيا على واقع الإقليم".
وزاد هنية قائلاً : "ونحن إذ نؤكد تصميمنا على المضي في طريق المصالحة وإنهاء الانقسام، ندرك أننا سنحتاج إلى الحكمة والروية وسعة الأفق وتغليب المصالح العليا والابداع في عبور المرحلة والتغلب على تراكم السنوات، وعلى أزمة الثقة، وواثقون أن الإرادة والقرار والقدرة على التنفيذ ستكون سيدة الموقف والمتحكم بمآلات الأمور الواعدة والتي ينتظرها كل أبناء شعبنا وامتنا".
وجاء في رسالة رئيس المكتب السياسي : "إن حركة حماس هي في كل المراحل مع المصالحة وانهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني والوحدة الوطنية، كانت وما زالت على رأس الاولويات"، مشيرا إلى أن حماس عبرت عن ذلك بأقوى شاهد "حينما تنازلت عن الحكومة الشرعية وقبلها قبلت ان يترأس الاخ ابو مازن نفسه الحكومة وحينما وافقت على المشاركة في انتخابات البلدية في الضفة والقطاع وموافقتها على تفاهمات بيروت بشأن المجلس الوطني الفلسطيني ووافقت على وثيقة الوفاق الوطني ووقعت على اتفاقيات القاهرة ومكة والدوحة وصنعاء والشاطئ وقيادتها وكل ابنائها في الداخل والخارج دفعوا بكل ما يملكون من اجل تحقيق المصالحة برضى وقناعة".
وقال هنية : "اليوم نشعر أننا قادرون على احداث اختراق في ملف المصالحة، حيث المرحلة الراهنة مختلفة، فالبيئة الوطنية والإقليمية والدولية تغيرت، فضلا عن الرعاية المصرية القوية والداعمة والمتحركة على أساس التوازن الدقيق بين الإخوة الفلسطينيين ومصالحهم وحاجات الانسان الفلسطيني في السياسة والأمن والعيش الكريم وهي رغبة حقيقية عبرت عنها مصر ودوّل عربية عديدة كان لها جهود مقدرة في ملف المصالحة في مقدمتها قطر وتركيا".
وأضاف : "إننا في قيادة الحركة، اتخذنا قرارنا الأخير بحل اللجنة الإدارية ودخول الحكومة للقطاع عن وعي وضمن رؤية متكاملة، وفِي سياق القراءة الدقيقة لما يجري في واقعنا الفلسطيني وفِي المنطقة بشكل عام ومن اجل اجهاض المشروع الاسرائيلي الذي يسعى لابتلاع الضفة وحصار غزة، ومطمئنون الى دعم صفنا التنظيمي كله لهذا القرار وثقته بنهج الحركة وخطها الأصيل، وأن الحركة تقرر ذلك بكامل ارادتها الوطنية و مستندة الى قوتها السياسية والعسكرية وصمودها في وجه الحصار وفِي الحروب والى مكانتها المحلية والإقليمية وموروثها العظيم والاهم انها تستجيب لرغبة شعبنا في الوحدة وطي صفحة الانقسام".
وشدد على أن حركة حماس مصممة على النجاح والسير بقوة وعزيمة واصرار "يقرؤها الجميع من التصريحات القوية والمسؤولية الوطنية التي تصدر عن قيادات الحركة في كافة أماكن تواجدها وخاصة قيادة غزة برآسة يحي السنوار، والذين سيقع على عاتقهم ابتداء التنفيذ المباشر لخطوات المصالحة، ويعكسون موقف الحركة الواضح نحو الوحدة الوطنية والاستعداد لدفع الاستحقاق المترتب على الحركة ليصل قطار المصالحة الى محطته الواعدة في الضفة و القدس وكل مكان فيه فلسطيني يعشق وطنه".
كما جاء في رسالة هنية: إننا نريد أن نحيي الأمل في نفوسنا جميعا ونبني الثقة ونجسر الهوة ونتفرغ للملفات الوطنية الكبرى ونستعد لتحديات المرحلة ونتصدى لمشاريع التصفية ونحمي خيار المقاومة وثوابت القضية ونعيد الاعتبار لقضيتنا في ابعادها العربية والإسلامية والدولية، وندرك ان مشوار إنهاء الانقسام وتداعياته قد يكون طويلا فأمامنا عقبات وملفات عديدة تحتاج الى قرارات جريئة لكننا على ثقة اننا بدانا حركة هدم جدار الانقسام وازالة اثاره من حياتنا السياسية في الضفة والقطاع
وتابع: إننا نتطلع الى اخوتنا في فتح ان يتحركوا معنا في ذات الاتجاه ويهيئوا للبداية المرتقبة لننهي الخطوة الاولى بنجاح و المتمثّلة بإيذان عودة الحكومة للعمل في القطاع وتحمل المسئوليات ومعالجة الازمات ونستعد للحوار الثنائي في القاهرة وصولا للحوار الوطني الشامل حول تنفيذ اتفاقيات القاهرة وملحقاتها وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية والتحضير للانتخابات العامة وترسيخ مبدأ الشراكة في كافة المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية وفِي المرجعيات القيادية لشعبنا في الداخل والخارج