معاريف: هذه الأمراض تفترس يهود الفلاشا في إسرائيل
القدس / سوا / كشفت صحيفة “معاريف” العبرية عن تفشي أمراض مزمنة بعضها خطير بين المهاجرين اليهود من إثيوبيا (الفلاشا) على وجه التحديد، كأمراض السكري والغدد وارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت معطيات "تانا بريئوت" وهي جمعية لتشجيع الوقاية من الأمراض المزمنة واكتشافها وعلاجها من خلال خبراء صحة إثيوبيين وبالتعاون مع المجتمع المحلي، إصابة اليهود ذوي الاصول الإثيوبية بأمراض كالربو والسكري وضغط الدم، والتي لم تكن معروفة لديهم في إثيوبيا.
وارتفعت معدلات إصابة يهود "الفلاشا" بالسكري من 0.4% أثناء هجرتهم، إلى 17% بعد 10 سنين من وصولهم إسرائيل، مقابل نسبة إصابة تتراوح بين 5 إلى 7% بين عموم السكان في إسرائيل.
وبحسب المعطيات انتشر خلل أداء الغدة الدرقية وانتفاخ الغدد الليمفاوية العنقية، بـين الإسرائيليين الإثيوبيين بـ 7.8 ضعفا مقارنة بباقي السكان الإسرائيليين.
إضافة إلى ذلك، تتزايد معدلات الولادة القيصرية بين النساء من أصول إثيوبية بـ 1.4 ضعفا عن النساء الإسرائيليات اللواتي ولدن في فلسطين المحتلة، وتزيد العمليات القيصرية العاجلة ثلاثة أضعاف، والولادة المبكرة ضعفين، وولادة أطفال منخفضي الوزن بـ1.6 ضعفا، ويزيد تسمم الحمل بين النساء الإثيوبيات بـ 2.8 ضعفا عن باقي الإسرائيليات، كذلك فإن الأطفال الإثيوبيين الذين ولدوا في فلسطين المحتلة هم الأكثر عرضة للإصابة بمشكلات ضعف النمو.
تقول الطبيبة "عنات يافا" المتخصصة في الغدد الصماء :”عندما ذهب لمستشفى هلل يافا بالخضيرة، كان لي لقاء مع أشخاص هناك ماتطلب تغيير مهاراتي كمعالجة".
والخضيرة مدينة تقع في منطقة حيفا شمال فلسطين المحتلة، تعد أحد أكبر مراكز اليهود الفلاشا، بالإضافة لمدينة العفولة الواقعة شمالا هي الأخرى. وعلى أطراف المدينتين يعيش الفلاشا في أحياء فقيرة مهملة من الصفيح.
وترجع الدراسة ارتفاع نسبة الأمراض المزمنة بين يهود الفلاشا إلى صعوبة اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي، وحالة الضغط العصبي التي يعانونها هناك، والناجمة في كثير من الأحيان عن العنصرية الشديدة التي يعاملون بها.
هذه العنصرية تطال كافة مناحي حياة اليهود الإثيوبيين الذين يصل عددهم في إسرائيل إلى نحو 135 ألف نسمة، حيث يعمل غالبيتهم في وظائف خدمية متدنية.
على سبيل المثال، يقومون بأعمال النظافة ككنس الشوارع وتنظيف دورات المياه، بسبب إحجام الكثير من أصحاب الأعمال الأخرى عن تشغيلهم، فوصلت نسبة البطالة بينهم إلى 65%.
وتحظر بعض الأماكن العامة دخولهم. وكثيرا ما يتعرضون للضرب والتعذيب والإهانة في الشوارع، دون أن يهرع أحد من المارة لنجدتهم. ويسكنون في أحياء فقيرة، ومعزولة نسبيا عن باقي شرائح اليهود.
اتخذت هذه العنصرية منحا جديدا بعد اكتشاف أحد أبناء الطائفة إلقاء دما كان قد تبرع به في القمامة،، وهو ما أغضب الإثيوبيين كثيرا، ونظموا مظاهرة ضخمة، رفعوا فيها لافتات تقول: " دمنا مثل دمكم".
الأمر نفسه تكرر في ديسمبر 2013، عندما حاولت عضو الكنيست "بانينا تمانو شطة" التي تنحدر من أصول أثيوبية التبرع بالدم، لكن كانت المفاجأة من نصيبها عندما أخبرها مندوبو هيئة الإسعاف الإسرائيلية بعد تحليل عينة من دمها، أنها لن تستطيع القيام بذلك، لأن دمها من نوع مختلف، وهو ما اعتبرته "بانينا"، أقسى معاني العنصرية التي تجسدها إسرائيل.