هآرتس تدعو لإطلاق رائد صلاح.. تعرف على السبب

رائد صلاح

القدس / سوا / دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية لإطلاق سراح الشيخ رائد صلاح زعيم الحركة الإسلاميةداخل فلسطين المحتلة عام 1948 فورا، مطالبة السلطات الإسرائيلية حاليا بالتركيز على وضع قواعد متفق عليها لزيارة الحرم القدسي.

وكانت السلطات الإسرائيلية اعتقلت الشيخ رائد صلاح الثلاثاء الماضي بتهمة "التحريض على العنف".

للتعرف على أسباب دعوة الصحيفة للإفراج عن صلاح في افتتاحيتها التي جاءت اليوم تحت عنوان "رجل تحت الملاحظة"، طالع نصها مترجما:

الشيخ رائد صلاح رئيس الفرع الشمالي للحركة الإسلامية بإسرائيل تم اعتقاله هذه الأسبوع بتهمة التحريض.

وفقا للشرطة فإنه خلال جنازة ثلاثة من الإرهابيين من بلدة أم الفحم الذين نفذوا هجوما الشهر الماضي في الحرم القدسي، صلاح ألقى خطبة، أشاد خلالها بعملهم وحرض على "حرب في الحرم القدسي".

هذا الكلام وقع قبل شهر وخلال فترة الأزمة صلاح كان قادر على الاستمرار في التحريض وتحفيز الشباب المسلم على تنفيذ هجمات.

لذلك كان التأخر في اعتقاله أمرا مدهشا.  حتى لو كان حرض يبدو أن الشرطة لم ترى في كلماته خطرا واضحا لأمننا الوطني، لو كانوا يرون هذا بالتأكيد كانوا سيعجلون من عملية اعتقاله.

لكن صلاح منذ فترة طويلة أصبح رجلا تحت الملاحظة، فوزير الدفاع أفيجدور ليبرمان وباقي الوزراء طالبوا الشهر الماضي بوضعه في سجن إداري لكن النائب العام رفض وقال إن تصريحاته لا تشكل تحريضا على العنف.  

مناحم ميزارحي قاضي محكمة ريشون ليتسون الذي استمع لطلب الشرطة بالقبض على صلاح لم يقتنع أيضا بأن كل تصريحاته تشكل تحريضا.

ميزراحي اعترض حتى على بعض حجج الشرطة قائلا :" أراه تشابها مع خدمة الجنازة في دين آخر ولكن هذا لا يعتبر تحريضا".

لكن حتى هذه الإشارات الثقيلة حول الانتهاكات المحتملة لحقوق صلاح الدستورية لم توقف بشكل واضح الشعبويين في الحكومة و الكنيست عن حملتهم الداعية لاضطهاد المشتبه به المعتاد.

التحريض هو جريمة انزلاقية تخضع لتفسير واسع، ومدى تأثيره على مستمعيه محل خلاف لو قررت المحكمة أن كلمات صلاح كانت حقا جريمة فهو يستحق أن يعاقب مثل أي مجرم، فهو بالفعل قضى 9 أشهر في السجن بتهمة ارتكاب التحريض لعدة سنوات.

ومع ذلك فإن الذين يرغبون في حذفه من المشهد العام يرتكبون خطأ، لو كانوا يرون أن هذا حلا لوقف التوترات وتهديدات الصراع حول الحرم القدسي.  

وكما أظهرت إدارة الحكومة الفاشلة للحوادث الأخيرة فإن الحرم القدسي مصدر دائم للصراع بسبب وضعه الخاص في عيون كل المسلمين سواء كانوا يستمعون لكلام صلاح أم لا.

لابد من الحكمة والحساسية وأخذ الأمور بعين الاعتبار في التعامل مع الأمر لأنه بدونهم أي تحرك غير محسوب يمكن أن يقود إلى أزمة دولية.

مثال لهذا، الأزمة مع الأردن، فالخلاف مع السلطة الفلسطينية والتدخل الأمريكي في الحادث كان ينبغي أن ينتهي من خلال الدبلوماسية الهادئة.

ربما يكون ركوب صلاح لهذه الأحداث لتعزيز وضعه، ولكن هذا ليس كافيا لتبرير اعتقاله بتهمة التحريض.

سيكون من الأفضل من إطلاق سراحه في الحال والتركيز بدلا من ذلك على وضع قواعد متفق عليها لزيارة الحرم القدسي.

وكانت إسرائيل أفرجت عن الشيخ صلاح في 17 يناير الماضي بعد اعتقال دام 9 أشهر، ولكنها فرضت قيودا على حركته بما في ذلك المنع من السفر، والمنع من الدخول إلى القدس والمسجد الأقصى.

وأكد الشيخ صلاح في أكثر من مناسبة تمسكه بقيادة الحركة الإسلامية على الرغم من قرار الاحتلال بحظرها.

من هو الشيخ رائد صلاح؟

ولد رائد صلاح في قرية أم الفحم شمال إسرائيل عام 1958، وهو من مؤسسي الحركة الإسلامية الأوائل داخل إسرائيل في بداية السبعينيات.

عام 1989 خاض انتخابات رئاسة بلدية أم الفحم عن الحركة الإسلامية، ونجح فيها وأصبح رئيسا للبلدية وعمره 32 عاما ليفوز بنفس المنصب مجددا عامي 1993 و1997.

وانتخب صلاح عام 1996 رئيسا للحركة الإسلامية، ثم أعيد انتخابه عام 2001 وفي تلك الفترة تولى رئاسة مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ورئاسة مؤسسة الإغاثة الإنسانية.

وكان قد أعرب عن رفضه لاتفاق أوسلو واعتبره ضربة ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى، ويعطي فرصة أطول لتهويد القدس، وعلى مستوى الداخل الفلسطيني رفض التدخل في الشؤون الدينية للمسلمين والمسيحيين من طرف الإسرائيليين.

وتعد الحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر بقيادة صلاح من أقوى الحركات الفلسطينية والتي تقود حملة للضغط على الاحتلال لوقف أعمال الحفر في محيط الحرم القدسي.

في المقابل تتهم السلطات الإسرائيلية الحركة بالتحريض وبإثارة الشغب وبتضليل الجمهور بل وتعتقل قادة الحركة بين الحين و الآخر على خلفية احتجاج الحركة على أعمال الحفر.

ومع غياب الحركات الاسلامية الفلسطينية ك حماس و الجهاد الاسلامي في القدس بسبب التضييق الاسرائيلي فإن الحركة الإسلامية في إسرائيل المتمركزة في قرى وبلدات عربية في شمالي إسرائيل تقود المظاهرات والاحتجاجات لأن أعضاء الحركة يحملون الجنسية الاسرائيلية.

والحركة تركز في نشاطاتها على حماية المساجد والمقابر الإسلامية في إسرائيل للحفاظ على الهوية الإسلامية .

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد