هل يزور محمد بن سلمان تل أبيب؟

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان

القدس / سوا / تسود حالة من التفاؤل في إسرائيل مع تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، وسط  توقعات بتحسن العلاقات بين تل أبيب والرياض وخروجها من سراديب السرية إلى منحى علني جديد.

وزراء إسرائيليون لم يتمالكوا أنفسهم بعد قرار التعيين في الرياض، أولهم وزير الإعلام "أيوب قرا"، المقرب من رئيس الحكومة  بنيامين نتنياهو ، والذي سارع للترحيب بتعيين بن سلمان، وإبداء تفاؤله بقدومه، متمنيا أن تكون الخطوة دافعا للسلام بين تل أبيب والرياض وتزيد من وتيرة الحرب على "الإرهاب الذي تقوده إيران".

“قرا" الدرزي الأصل، عضو حزب الليكود، ذهب لأبعد من ذلك، بتأكيده أن نتنياهو يدرس القيام بتنازلات يقدمها للفلسطينيين مقاتل تطوير العلاقات مع السعودية ودول الخليج بشكل خاص، لاسيما في كل ما يتعلق بالشئون الأمنية، بحسب موقع nrg العبري.

ويأتي دور وزير آخر في حكومة نتنياهو اليمينية، "يسرائيل كاتس"، وزير المواصلات والمخابرات، الذي كان أكثر وضوحا، بمطالبته الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بدعوة نتنياهو لزيارة المملكة، "كالسادات وبيجن"، أو إرسال ولي العهد الجديد محمد بن سلمان لـ"زيارة رسمية لإسرائيل".

“كاتس" عضو الكنيست عن حزب "الليكود" طالب المملكة خلال مؤتمر "هرتسيليا" الذي يعقد سنويا منذ عام 2000 لبحث أوضاع إسرائيل على كافة المستويات، واستعراض المخاطر التي تواجهها، بـ"قيادة دول الخليج لعملية حقيقية للتفاهم مع إسرائيل".

وذهب الوزير الإسرائيلي إلى أن الخوف من التهديد الإيراني يخلق قاعدة للتعاون بين إسرائيل والدول السنية والإدارة الأمريكية الجديدة. كذلك دعا دول الخليج لـ"إقامة سلام اقتصادي وتطبيع تدريجي مع إسرائيل"، وإنهاء المقاطعة العربية لها.

القائد الفعلي للسياسة الخارجية

“إيهود يعاري" المتخصص في الشئون السعودية بجامعة تل أبيب أكد في حديث لراديو 103FM  العبري أن محمد بن سلمان هو القائد الفعلي للسياسة الخارجية السعودية، ولديه  أيضا وزير خارجية "رائع" هو عادل الجبير.

“كنت أشعر بالحسد تجاه وزير خارجية كهذا، وهما سويا (بن سلمان والجبير) يقيمان سياسة خارجية عصرية للغاية، وحتى تعيين بن سلمان في منصبه الجديد كانت السياسة الخارجية للسعودية حيادية وحذرة.. واليوم تن فتح السعودية على علاقات مع دول لم تكن تربطها في الماضي أية علاقة معها، بما في ذلك إسرائيل، حيث الاقتصاد وحده هو كلمة السر، وباسمه تجرى التسوية تدريجيا مع العدو. يمكن النظر مثلا على ما يحدث مع روسيا، يمكن تطوير تعاون اقتصادي واسع معها، ويكون في الاتجاه المعاكس لما يحدث في سوريا في ذات الوقت. أي سياسة خارجية منفتحة للغاية مع العالم ومتعددة الجوانب بشكل كبير"، أضاف الدكتور "يعاري".

الأمير العصري

عندما سافر الأمير محمد بن سلمان- الذي توقع الخبير الإسرائيلي في الشئون السعودية أن يحل محل والده الملك في القريب- إلى زيارته الرسمية الأولى للولايات المتحدة الأمريكية منتصف 2016 “زار زوكربيرغ (مؤسس شركة فيسبوك)، مرتديا بدلة رياضية أنيقة، مضحكة قليلا، وصوروه وهو يلعب ألعاب الفيسبوك، قالت الجماهير "أمر ممتع".

كذلك وبحسب "يعاري" فإن بن سلمان حريص على حضور العروض الموسيقية، وإقامتها في السعودية، وبناء دور السينما، وأقام مدينة ثلوج في أحد مراكز التسوق. وختم بالقول، محمد بن سلمان "يُحدث المملكة".

“تسفي برئيل" اعتبر هو الآخر في مقال نشرته "هآرتس" أن تعيين محمد بن سلمان وليا  للعهد بمثابة "بشرى جيدة" لإسرائيل والولايات المتحدة.

وقال "برئيل" في مقاله المنشور الأربعاء 21 يونيو إن السبب في ذلك هي مواقفه الحازمة تجاه إيران، التي جعلت منه شريكًا استراتيجيًا هامًا، فضلا عن مواقفه ضد داعش والإخوان المسلمين وحزب الله اللبناني.

وتوقع أن يخطو بن سلمان خطوات واسعة تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، خاصة وأن لقاءات سرية كانت تجرى بين ضباط سعوديين وإسرائيليين في الأردن تحت علمه، بصفته وزيرا للدفاع.


قائد الصراع ضد إيران

يرى الكثير من المحللين الإسرائيليين إن محمد بن سلمان هو القائد الفعلي لمعسكر المواجهة  ضد إيران بالمنطقة، أو ما بات يسمى "المحور السني".

“عوديد جرانوت" المحلل الإسرائيلي المخضرم، كتب في 21 يونيو تحت عنوان "ولي العهد السعودي.. يقود الصراع ضد إيران".

واستعرض"جرانوت" في صحيفة "إسرائيل اليوم" جهود بن سلمان في التصدي للنفوذ الإيراني، بالمنطقة، وتشكيله تحالفا عربيا سنيا لمواجهة الحوثيين، المحسوبين على طهران في اليمن، وبث رسائل تهديد لإيران، والإعلان عن حزب الله كتنظيم إرهابي، و"بالطبع" هو المسئول عن "عزل" قطر مؤخرا على خلفية علاقتها بإيران والتنظيمات الإرهابية، على حد قول المحلل الإسرائيلي.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد