بركة: إسرائيل تسعى لتحويل القدس إلى مدينة مغلقة

القدس / سوا/ حذر رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، النائب العربي في الكنيست الإسرائيلية محمد بركة، من محاولات إسرائيل تحويل مدينة القدس إلى مدينة محظورة ومغلقة، منزوعة عن هويتها.

ودعا بركة في كلمته أمام مؤتمر الأمم المتحدة حول القدس في العاصمة التركية أنقرة، الى تقديم الدعم المادي والمعنوي لأهالي القدس، وتنشيط المقاومة الشعبية الجماهيرية للاحتلال.

واستعرض ما تعانيه القدس من جوانب مختلفة، بدءا من الاحتلال والاستيطان والجدار، وما ينجم عنه، وقضية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة المسجد الأقصى، وحتى الحياة اليومية العامة، ومساعي الاحتلال لضرب المجتمع الفلسطيني في المدينة.

وقال بركة، إن مدينة القدس تتعرض منذ سنوات، لعملية اغتيال هويتها العربية، واغتيال بنيتها الاجتماعية، واغتيال مغزاها ومعناها الديني والسياسي والوطني، وهذا كان هدف اسرائيل قبل العام 1948.

وأشار بركة إلى وجود ستة قرارات في مجلس الأمن تتعلق بقضية القدس ورفض قرار الضم، ولكن تلك القرارات أسوة بقرارات أخرى تتعلق بالقضية الفلسطينية، ترفض اسرائيل الانصياع لها لا بل تسن إسرائيل لنفسها قوانين تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية، كما حصل قبل شهرين، حينما أقر الكنيست بمبادرة حكومة بنيامين نتنياهو ، قانون الاستفتاء العام، وجعله قانون ’أساس’ يصعب إلغاؤه، وهو قانون يجعل من المستحيل لأي حكومة أن تجري مفاوضات حول الانسحاب من القدس المحتلة.

وأضاف بركة أن قانون ما يسمى ’دولة القومية اليهودية’ الذي يريد نتنياهو إقراره، ينصب في نفس الاتجاه، فهو قانون يعزز الاستيطان ويمنع حق العودة، وحتى يشكل خطرا على وجودنا نحن الفلسطينيين المواطنين في اسرائيل.

وتوقف بركة مليا عند قضية المقدسات، وقال، إن اسرائيل تزعم أنها تسمح بحرية العبادة، في الوقت الذي تحدد فيها أعمار الذين يحق لهم أداء الصلاة في المسجد الأقصى، وتحيك من حوله المؤامرات لمحاصرته، وفرض واقع اسرائيلي احتلالي عليه.

وشدد على أن حكومة اسرائيل تمد يدها لكافة العصابات التي تستهدف المسجد الأقصى، وتدعو الى بناء ’الهيكل’ المزعوم، فإسرائيل تدّعي أن لا شأن لها بتلك العصابات التي تستهدف الحرم القدسي وانتحال الملكية على الأماكن المقدسة، ولكن واقع الحال يؤكد أن تلك العصابات تنشط في ظل سياسة هذه الحكومة.

وأشار إلى العصابات الإرهابية التي ترتكب جرائم ’تدفيع الثمن’ وتستهدف المساجد والكنائس وأملاك المواطنين، في القدس والضفة وفي داخل اسرائيل، فهذه العصابات تلقى تواطؤاً واضحا من السلطات الاسرائيلية.

وأشار الى ما قاله رئيس جهاز المخابرات الأسبق كارمي غيلون، قبل يومين، بأن اسرائيل لو أرادت قادرة على وقف جرائم ’تدفيع الثمن’، كما أشار الى التصريح الجريء الذي أطلقه الكاتب التقدمي عاموس عوز، الذي وصف تلك العصابات بأنها ’نازية جديدة’.

وتكلم بركة عن الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية، مشددا على أن اسرائيل عزلت القدس عن تواصلها مع الضفة الغربية، وفصلت أحياء تضم عشرات آلاف الفلسطينيين عن مركز المدينة، لضربها اقتصاديا، والاستفراد بالمدينة، إضافة الى دس كل أشكال الآفات الاجتماعية، وقال، إنه في عام 1967، كان في القدس الشرقية المحتلة 2200 غرفة فندقية، أما اليوم وبعد 47 عاما تقلص عددها الى 1400 غرفة، من باب ضرب القطاع السياحي الفلسطيني في المدينة لصالح الاستيطان والمستوطنين.

وقال بركة، إن اسرائيل تنشط بشكل استراتيجي ومدروس لعزل المدينة عن تواصلها الفلسطيني، من خلال الاستيطان وأكثر من 220 ألف مستوطن، وجدار بطول يزيد عن 45 كيلومترا وسيزيد، بمعنى أن اسرائيل تسعى الى جعل المدينة، مدينة محظورة منغلقة.

وأضاف أن القدس بحاجة الى دعم مادي ومعنوي لأهلها الفلسطينيين، وتحفيز المقاومة الشعبية الجماهيرية الواسعة فيها.
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد