أوباما تجنب الفيتو ونتنياهو وترامب ضغطا على القاهرة بشأن مشروع قرار رفض الاستيطان
القدس /سوا/ قالت مصادر غربية إن الولايات المتحدة خططت للامتناع عن التصويت وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في حين تبين أن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، مارسا ضغوطا شديدة على كبار المسؤولين في القاهرة للتراجع عن مشروع القرار.
في المقابل، فإن مسؤولا إسرائيليا كبيرا قد صرح أن "نية الإدارة الأميركية، برئاسة باراك أوباما، الامتناع عن التصويت يعتبر "خرقا لتعهدات الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة"، وفقا لما أورده موقع عرب 48.
وأشار المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه إلى أن الادارة الامريكية خططت منذ مدة للامتناع في التصويت في مجلس الامن الدولي على مشروع القرار الخاص في المستوطنات وإنها نسقت هذه الخطوة مع الفلسطينيين
يذكر أن مصر سحبت مشروع القرار قبل التصويت عليه في مجلس الأمن.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن وزير إسرائيلي قوله إنه في جلسة المجلس الوزاري المصغر، يوم أمس الخميس، أشارت تقدرات وزارة الخارجية ومكتب رئيس الحكومة أن أوباما لا ينوي استخدام حق النقض. وأنه بالرغم من تأجيل التصويت على القرار إلا أن إمكانية إجراء التصويت لا تزال قائمة في الأيام والأسابيع القادمة.
ونقلت "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل طلبت من الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، ممارسة الضغوط على الإدارة الأميركية لمنع إجراء التصويت. ونشر الأخير بيانا، يوم أمس، دعا فيها إلى استخدام حق النقض ضد مشروع القرار.
وقال تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، إن مصر التي بادرت إلى مشروع القرار أجلت التصويت عليه إلى أجل غير مسمى، وذلك في أعقاب ضغوط مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية على كبار المسؤولين المصريين في القاهرة، وفي أعقاب طلبات مساعدة وتنسيق مع ترامب، واتصالات مع مقر الأمم المتحدة في نيويورك وعدد من عواصم العالم.
وقال مسؤول إسرائيلي، قبل تأجيل التصويت في مجلس الأمن، إن إسرائيل تتوقع أن تستخدم واشنطن حق النقض، وقال إن "إسرائيل تتوقع أن تلتزم الولايات المتحدة بسياستها القديمة العابرة للإدارات، والتي بموجبها فإن المفاوضات تجري بصورة مباشرة، بالضبط مثلما صرح الرئيس أوباما في خطابه في الأمم المتحدة في العام 2011. وإذا لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض فإن ذلك سيكون خرقا لالتزاماتها، وتخليا عن موقفها التقليدي قبيل استبدال الإدارات".
ولفت التقرير إلى أنه في الشهور الأخيرة، عبر رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عن مخاوفه من أن أوباما سيتجنب في نهاية ولايته استخدام حق النقض في مجلس الأمن بشأن الأنشطة الاستيطانية. علما أنه خلال ولاية أوماما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض مرة واحدة في شباط/ فبراير من العام 2011 ضد مشروع قرار فلسطيني ضد الاستيطان.
ونقلت "هآرتس" عن وزير في المجلس الوزاري المصغر قوله إن حالة التأهب لا تزال قائمة، وأن كل الإمكانيات مفتوحة، وأنه بإمكان دولة أخرى أن تقدم اقتراحا مماثلا في الأيام القريبة، مضيفا أن هدف إسرائيل هو الضغط على أوباما بوسائل مختلفة كي يستخدم حق النقض، وفي الوقت نفسه العمل على ضمان تأجيل التصويت قدر الإمكان إلى ما بعد العشرين من كانون الثاني/ يناير، حيث سيدخل ترامب إلى البيت الأبيض.
وفي سياق متصل، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء الخميس، اتصالا من الرئيس المنتخب دونالد ترامب، تم التطرق خلاله إلى مستقبل العلاقات المصرية الأميركية بعد تولي الإدارة الجديدة مسؤولياتها بشكل رسمي، حيث تحدث الجانبان عن أهمية تعزيز العلاقات والتعاون بين القاهرة وواشنطن في ظل الأوضاع الإقليمية والتطورات المتلاحقة، وخاص في الشرق الأوسط.
وفى هذا الإطار تناول الاتصال مشروع القرار المطروح أمام مجلس الأمن حول الاستيطان، حيث اتفق الرئيسان على أهمية إتاحة الفرصة للإدارة الاميركية الجديدة للتعامل بشكل متكامل مع كافة أبعاد القضية الفلسطينية بهدف تحقيق تسوية شاملة ونهائية لهذه القضية.
في ختام الاتصال أبدى ترامب تطلعه لقيام السيسي بزيارة الولايات المتحدة في القريب العاجل بهدف تعزيز العلاقات بين الطرفين.