هآرتس: بعد اغتيال السفير الروسي.. هل تغير تركيا موقفها من الأسد؟
القدس / سوا / “رغم تطلع موسكو لإجابات من تركيا، من المستبعد أن تحملها مسئولية الاغتيال؛ التعاون بين الدولتين حيوي لكل منهما، ومن المحتمل أن يساعد مقتل السفير روسيا في ممارسة ضغوط على تركيا".
هذا ما خلص إليه "تسفي برئيل" المحلل السياسي بصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في مقاله المنشور امس بعنوان "المصالح المشتركة بين روسيا وتركيا سوف تلزمهما بتنحية اغتيال السفير جانبًا".
وقال "برئيل": ”هوية منفذ عملية اغتيال السفير الروسي في تركيا، آندريه كارلوف، تحولت الآن لمسألة ثانوية مقارنة بالمخاوف من تدهور العلاقات بين روسيا وتركيا، بعد شهور معدودة من رأب الصدع بينهما في أعقاب إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر 2015. أعلنت موسكو الرسمية أنها ترى في الاغتيال عملية إرهابية، لكن يبدو أنها لا تعتزم تحميل المسئولية المباشرة للنظام التركي أو تفكيك اتفاق المصالحة بين الدولتين".
مع ذلك- يستدرك محلل "هآرتس"- تتطلع روسيا للإجابة على أسئلة صعبة، على سبيل المثال، كيف نجح رجل أمن تركي، حقيقي أو مزيف، يحمل أيدولوجيا فردية أو تنظيمية في التسلل إلى وفد السفير. أو لماذا لم يتم تفتيشه لدى دخول متحف الفنون الحديثة وكيف تجاوز دوائر المخابرات التي تفتش على مدى شهور طوال عن أية معلومات حول عمليات إرهابية، وخصوم سياسيين ومنفذي عمليات اغتيالات محتملين".
وتعرضت سوريا لسبع هجمات شديدة في 2016، آخرها الأسبوع الماضي، ويمكن بالنسبة لجميع هذه العمليات طرح الأسئلة ذاتها. لكن إذا كان في كل هذه العمليات من أعلن مسئوليته، أو كانت هناك دلائل يمكن من خلالها تحميله المسئولية، مثل حزب العمال الكردستاني أو داعش، فهذه المرة لا تنعدم الدلائل الواضحة فحسب، فهناك ملايين المواطنين أو اللاجئين في تركيا يتطلعون لاستهداف روسيا.
على الرغم من فتور العلاقات بين تركيا وروسيا (لم ترفع موسكو جزءا من العقوبات التي فرضتها على أنقرة بعد قضية الطائرة)، نجحت الدولتان في بناء قاعدة معقولة للتعاون في كل ما يتعلق بالأزمة في سوريا بشكل عام، وفي حلب تحديدًا. هذا التعاون ما أثمر عن اتفاق الهدنة في حلب الأسبوع الماضي، الذي بدأ حقيقية في مزيد من عمليات قتل المواطنين الفارين، لكنه استمر بشكل سليم نسبيا.
ومن المتوقع أن يبدأ اليوم اجتماعًا في موسكو لوزراء الخارجية والدفاع الروس والأتراك والإيرانيين لبحث سبل تطبيق أكثر فاعلية لاتفاق الهدنة، وبالأخص لتوسيع إمكانات خروج المواطنين المحاصرين والسماح بدخول قوافل المساعدات الإنسانية. ويتوقع في نفس الاجتماع أن تبحث الأطراف مستقبل المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية.
لم يعلن أي طرف إلغاء الاجتماع بسبب اغتيال السفير، وسوف يقام وفقًا لما هو مخطط له بسبب أهميته الاستراتيجية. يحتمل أن تساعد عملية الاغتيال روسيا في ممارسة ضغوط على تركيا ودفعها لجعل موقفها أكثر مرونة فيما يتعلق بمستقبل الأسد.
أوضحت تركيا أمس اعتراضها على استكمال ولاية الأسد، بعكس المواقف الثانية لروسيا وإيران اللتين تريان في الأسد عنصرا حيويا للحفاظ على وحدة سوريا وتعزيز نفوذهما في المنطقة، لكن تركيا قالت ذلك قبل الاغتيال. بحسب الإسرائيلي "برئيل".