43 ضابطا في الاستخبارات الإسرائيلية يستقيلون ويقدمون شهادات عن جرائمها
2014/09/13
248-TRIAL-
القدس / سوا / وسط الجدل الواسع حول العدوان على غزة وروايتها وقبيل بدء أعمال لجنة التحقيق الدولية بالجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في غزة ألقت مجموعة ضباط وجنود إسرائيليين أمس قنبلة إعلامية وسياسية تتضمن شهادات واعترافات « تانيب الضمير» حول ما قاموا به قبل هذه الحرب.
«كنا هناك وفعلنا ذلك ولم يعد بوسعنا مواصلة هذه الطريق». هكذا قال 43 ضابطا وجنديا بجيش الاحتياط يخدمون في وحدة «8200» أهم وحدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في عريضة يكشفون فيها عن رفضهم المشاركة بأعمال ضد الفلسطينيين وعن استنكافهم عن أداء الخدمة فيها بعد.
ويؤكد هؤلاء في العريضة الموجهة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقائد الجيش بيني غانتس ، عدم قدرتهم ضميريا على مواصلة أداء الخدمة والمساس بحقوق ملايين البشر، ويوضحون انهم يتحدثون عن أحداث غير مرتبطة بحرب «الجرف الصامد» الأخيرة على قطاع غزة التي لم يشاركوا بها.
ويقول «د» أحد الضباط الموقعين على العريضة انه أدرك خطورة ما يفعله بعد مشاهدته فيلما بعنوان «حياة الآخرين» الذي يروي تنصت شرطة ألمانيا الشرقية الشيوعية على الأشخاص. ويتابع في حديث لملحق صحيفة « يديعوت أحرونوت « أمس «شعرت بالتماثل مع الضحايا مسلوبي الحقوق والملاحقين وأدركت انني في خدمتي العسكرية منتسب لمن يلاحق.. واننا نفعل ذات الشيء تماما مع الفلسطينيين وبطريقة أكثر نجاعة ». لكن « نون » هاجمتها مشاعر تانيب الضمير قبل ذلك بكثير على خلفية توفير معلومات مغلوطة لسلاح الجو تسببت بقتل طفل». واشاروا الى ان الطيارين يدعون انهم ينفذون ما يؤمرون به ورجال الاستخبارات يقولون انهم أيضا يقومون بعمل استخباراتي نظيف وغير مسؤولين عن القتل وبمقدورهم هم أيضا النوم بسكينة».
وتتساءل «كافتهم يتهرب من المسؤولية فمن ذا الذي لا يستطيع إذن النوم بهدوء بالليالي؟».. وتعلل مشاركتها بالمبادرة بالقول انها وزملاءها قاموا بتوقيع العريضة بعدما فهموا انهم لا ينجحون بالنوم جيدا بالليل.
ويوضح هؤلاء في عريضتهم انهم أدركوا خلال الخدمة العسكرية ان الاستخبارات جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على «المناطق» في إشارة للأرض المحتلة عام 1967 مشيرين لوقوع الفلسطينيين تحت نظام عسكري ويتعرضون للتنصت والتجسس الاستخباراتي.
هذه المجموعة التي تنتقي مفردات العريضة بحذر وتعتمد مصطلحات ملطفة كـ «النظام العسكري» بدلا من الاحتلال تبررها بالإشارة لمشاركتهم هم أيضا بالمسؤولية عن واقع الفلسطينيين.
وتدعو المجموعة ضباط الاحتياط الإسرائيليين الآخرين لرفع صوتهم ضد هذه الآثام بغية انهائها، معتبرين ان مستقبل إسرائيل يتعلق بهذه الآثام.
وتوضح «يديعوت أحرونوت» ان هذا التقرير الصحافي خرج إلى النور بعدما اجتمع ستة من الضباط في منزل أحدهم وبحوزتهم وثائق وشهادات، مشيرة إلى انهم سبق أن رفضوا الخدمة في «8200» بواسطة ذرائع مكنتهم من عدم مزاولتهم الخدمة العسكرية كالامتحانات بالجامعة أو السفر والمرض الخ.
المجموعة التي ينتمي لها طلاب جامعيون في دراسات عليا وموظفون كبار في الصناعة يخشون من اتهامهم بالخيانة، ويقولون في الحديث معهم انهم يدركون مفعول العريضة التي ستبعدهم عن التيار المركزي في إسرائيل. ويتابعون « نلقى الكثير من الدعم من قبل زملاء لنا لكنهم يخشون من الأثمان الشخصية التي سيضطرون لتسديدها ولذا لم يوقعوا العريضة».
ويشدد « شين» أحد الضباط الموقعين ان الهدف ليس الابتعاد عن المجتمع الإسرائيلي بل إيصال رسالة مهمة له تنم عن قلق ومبالاة، مرجحا ان تستغل العريضة للتحريض عليهم واتهامهم بالخيانة من قبل بعض الأوساط كما يحدث في كل مرة يتم بها الخروج عن الإجماع.
ويشير «شين» إلى ان فكرة العريضة ولدت قبل نحو العام تدريجيا، سرا وبحذر من خلال أحاديث بيتية بين زملاء في وحدة «8200».
وتكشف «نون» وهي ايضا من اعضاء المجموعة، عن تانيب الضمير وتقول انها تستذكر الهدوء المشوب بالتوتر داخل غرفة العمل خلال الثواني التي تعقب القصف الجوي في انتظار رؤية الهدف المحدد بعد قصفه بصاروخ من الجو أملا بإصابته. وتتابع «حينما يتم التأكد من إصابة الهدف تعج الغرفة بالتصفيق وتتعالى صيحات الفرح وتوضع إشارة «إكس» على صور المستهدفين المعلقة في جنبات الغرفة. انتابني شعور صعب لان أحدا لم يهتم بالسؤال هل أصيب آخرون؟ ولم يكترث أحد بالحقيقة ان المعلومات التي نجمعها لصالح سلاح الجو لا تبرر الدمار الشامل الذي نسببه لحياة مليون ونصف المليون إنسان في غزة».
وتشير إلى جريمة قتل 18 من أفراد عائلة القيادي نزار ريان خلال محاولة اغتياله في الحرب على غزة وتضيف بمرارة «عندما أبلغنا الطيار بانه ضرب الهدف المحدد وتمت إصابة أشخاص، تبين بالصور ان قادة حماس المستهدفين نجوا، فسادت خيبة أمل داخل غرفة العمليات ليس بسبب قتل أبرياء بل لنجاة من رغبنا بقتلهم. اتخيل ان غرفة العمليات ذاتها خلال «الجرف الصامد» تصرفت بذات التصرف ولكن بطريقة مبالغ بها أكثر وعادة لا أحد يحقق بالأخطاء التي ترتكب وتؤدي لقتل أطفال ونساء». وتكشف ان الوحدة كانت تعمل على تحييد الشعور بالذنب مسبقا من خلال شروحات أشبه بغسيل الدماغ حول عدم مسؤولية أفرادها عما يحصل في الميدان.
ولا يبدي هؤلاء امتعاضهم من عمليات الاغتيال والتصفية الميدانية فحسب فهم يشعرون بالحرج جراء التنصت على المجتمع الفلسطيني وليس على «ناشطي الإرهاب» فحسب. وتكشف شهادات الضباط ان الوحدة الاستخباراتية هذه لا تميز بين عسكريين ومدنيين فتنتهك خصوصياتهم وتنتهز الفرصة لمساومة بعضهم بين العمالة للاحتلال أو فضح أسراره. وتكشف «نون» ان الاستخبارات تجمع معلومات عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وميول جنسية، وأمراض خطيرة. وتتابع «في كل مرة كنا نصطاد مدنيا فلسطينيا يمكن ابتزازه والإفادة من معلومات نجبره على تقديمها لم نتردد باستغلال الفرصة الذهبية وفي حالات كثيرة كان تعقب الفلسطينيين لخدمة أغراض سياسية لا أمنية وشهدنا حالات تسجيل مكالمات غرامية ساخنة، كان الجنود في الوحدة يعيدون سماعها داخل غرفة معتمة وبصوت مرتفع. كنا نعرف من يخون زوجته ومع من وكم مرة وكل ذلك بعلم القيادات».
والوحدة 8200» التي تشهد للمرة الأولى رفضا للخدمة العسكرية تسير على غرار خطى مجموعة طيارين حربيين وقعوا عريضة مشابهة بعد عدوان «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في عام 2012.
ويوضح المبادرون إلى العريضة ان هدفهم تثبيت مرآة أمام الإسرائيليين ليرون أنفسهم وإشعال الضوء الأحمر أمامهم ويتابعون «لن نرجع للخدمة في «8200» إلا إذا تأكدنا ان نقوم بالدفاع عن النفس وليس لتكريس نظام عسكري».
في سياق متصل قالت رئيسة حزب «ميرتس» زهافا غالؤون ان الإسرائيليين تحولوا من مجتمع متكافل إلى مجتمع متوحش في السنوات الأخيرة واصفة حكومتهم بـ «الذئاب الجائعة».
في بيانها حملت عالؤون على الحكومة التي تنفق ميزانيات ضخمة على الحروب لا على خدمات الرفاه وقالت ان السياسات المنتهجة من قبل الحكومة غيرّت الإسرائيليين. 212
«كنا هناك وفعلنا ذلك ولم يعد بوسعنا مواصلة هذه الطريق». هكذا قال 43 ضابطا وجنديا بجيش الاحتياط يخدمون في وحدة «8200» أهم وحدة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في عريضة يكشفون فيها عن رفضهم المشاركة بأعمال ضد الفلسطينيين وعن استنكافهم عن أداء الخدمة فيها بعد.
ويؤكد هؤلاء في العريضة الموجهة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقائد الجيش بيني غانتس ، عدم قدرتهم ضميريا على مواصلة أداء الخدمة والمساس بحقوق ملايين البشر، ويوضحون انهم يتحدثون عن أحداث غير مرتبطة بحرب «الجرف الصامد» الأخيرة على قطاع غزة التي لم يشاركوا بها.
ويقول «د» أحد الضباط الموقعين على العريضة انه أدرك خطورة ما يفعله بعد مشاهدته فيلما بعنوان «حياة الآخرين» الذي يروي تنصت شرطة ألمانيا الشرقية الشيوعية على الأشخاص. ويتابع في حديث لملحق صحيفة « يديعوت أحرونوت « أمس «شعرت بالتماثل مع الضحايا مسلوبي الحقوق والملاحقين وأدركت انني في خدمتي العسكرية منتسب لمن يلاحق.. واننا نفعل ذات الشيء تماما مع الفلسطينيين وبطريقة أكثر نجاعة ». لكن « نون » هاجمتها مشاعر تانيب الضمير قبل ذلك بكثير على خلفية توفير معلومات مغلوطة لسلاح الجو تسببت بقتل طفل». واشاروا الى ان الطيارين يدعون انهم ينفذون ما يؤمرون به ورجال الاستخبارات يقولون انهم أيضا يقومون بعمل استخباراتي نظيف وغير مسؤولين عن القتل وبمقدورهم هم أيضا النوم بسكينة».
وتتساءل «كافتهم يتهرب من المسؤولية فمن ذا الذي لا يستطيع إذن النوم بهدوء بالليالي؟».. وتعلل مشاركتها بالمبادرة بالقول انها وزملاءها قاموا بتوقيع العريضة بعدما فهموا انهم لا ينجحون بالنوم جيدا بالليل.
ويوضح هؤلاء في عريضتهم انهم أدركوا خلال الخدمة العسكرية ان الاستخبارات جزء لا يتجزأ من السيطرة العسكرية على «المناطق» في إشارة للأرض المحتلة عام 1967 مشيرين لوقوع الفلسطينيين تحت نظام عسكري ويتعرضون للتنصت والتجسس الاستخباراتي.
هذه المجموعة التي تنتقي مفردات العريضة بحذر وتعتمد مصطلحات ملطفة كـ «النظام العسكري» بدلا من الاحتلال تبررها بالإشارة لمشاركتهم هم أيضا بالمسؤولية عن واقع الفلسطينيين.
وتدعو المجموعة ضباط الاحتياط الإسرائيليين الآخرين لرفع صوتهم ضد هذه الآثام بغية انهائها، معتبرين ان مستقبل إسرائيل يتعلق بهذه الآثام.
وتوضح «يديعوت أحرونوت» ان هذا التقرير الصحافي خرج إلى النور بعدما اجتمع ستة من الضباط في منزل أحدهم وبحوزتهم وثائق وشهادات، مشيرة إلى انهم سبق أن رفضوا الخدمة في «8200» بواسطة ذرائع مكنتهم من عدم مزاولتهم الخدمة العسكرية كالامتحانات بالجامعة أو السفر والمرض الخ.
المجموعة التي ينتمي لها طلاب جامعيون في دراسات عليا وموظفون كبار في الصناعة يخشون من اتهامهم بالخيانة، ويقولون في الحديث معهم انهم يدركون مفعول العريضة التي ستبعدهم عن التيار المركزي في إسرائيل. ويتابعون « نلقى الكثير من الدعم من قبل زملاء لنا لكنهم يخشون من الأثمان الشخصية التي سيضطرون لتسديدها ولذا لم يوقعوا العريضة».
ويشدد « شين» أحد الضباط الموقعين ان الهدف ليس الابتعاد عن المجتمع الإسرائيلي بل إيصال رسالة مهمة له تنم عن قلق ومبالاة، مرجحا ان تستغل العريضة للتحريض عليهم واتهامهم بالخيانة من قبل بعض الأوساط كما يحدث في كل مرة يتم بها الخروج عن الإجماع.
ويشير «شين» إلى ان فكرة العريضة ولدت قبل نحو العام تدريجيا، سرا وبحذر من خلال أحاديث بيتية بين زملاء في وحدة «8200».
وتكشف «نون» وهي ايضا من اعضاء المجموعة، عن تانيب الضمير وتقول انها تستذكر الهدوء المشوب بالتوتر داخل غرفة العمل خلال الثواني التي تعقب القصف الجوي في انتظار رؤية الهدف المحدد بعد قصفه بصاروخ من الجو أملا بإصابته. وتتابع «حينما يتم التأكد من إصابة الهدف تعج الغرفة بالتصفيق وتتعالى صيحات الفرح وتوضع إشارة «إكس» على صور المستهدفين المعلقة في جنبات الغرفة. انتابني شعور صعب لان أحدا لم يهتم بالسؤال هل أصيب آخرون؟ ولم يكترث أحد بالحقيقة ان المعلومات التي نجمعها لصالح سلاح الجو لا تبرر الدمار الشامل الذي نسببه لحياة مليون ونصف المليون إنسان في غزة».
وتشير إلى جريمة قتل 18 من أفراد عائلة القيادي نزار ريان خلال محاولة اغتياله في الحرب على غزة وتضيف بمرارة «عندما أبلغنا الطيار بانه ضرب الهدف المحدد وتمت إصابة أشخاص، تبين بالصور ان قادة حماس المستهدفين نجوا، فسادت خيبة أمل داخل غرفة العمليات ليس بسبب قتل أبرياء بل لنجاة من رغبنا بقتلهم. اتخيل ان غرفة العمليات ذاتها خلال «الجرف الصامد» تصرفت بذات التصرف ولكن بطريقة مبالغ بها أكثر وعادة لا أحد يحقق بالأخطاء التي ترتكب وتؤدي لقتل أطفال ونساء». وتكشف ان الوحدة كانت تعمل على تحييد الشعور بالذنب مسبقا من خلال شروحات أشبه بغسيل الدماغ حول عدم مسؤولية أفرادها عما يحصل في الميدان.
ولا يبدي هؤلاء امتعاضهم من عمليات الاغتيال والتصفية الميدانية فحسب فهم يشعرون بالحرج جراء التنصت على المجتمع الفلسطيني وليس على «ناشطي الإرهاب» فحسب. وتكشف شهادات الضباط ان الوحدة الاستخباراتية هذه لا تميز بين عسكريين ومدنيين فتنتهك خصوصياتهم وتنتهز الفرصة لمساومة بعضهم بين العمالة للاحتلال أو فضح أسراره. وتكشف «نون» ان الاستخبارات تجمع معلومات عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وميول جنسية، وأمراض خطيرة. وتتابع «في كل مرة كنا نصطاد مدنيا فلسطينيا يمكن ابتزازه والإفادة من معلومات نجبره على تقديمها لم نتردد باستغلال الفرصة الذهبية وفي حالات كثيرة كان تعقب الفلسطينيين لخدمة أغراض سياسية لا أمنية وشهدنا حالات تسجيل مكالمات غرامية ساخنة، كان الجنود في الوحدة يعيدون سماعها داخل غرفة معتمة وبصوت مرتفع. كنا نعرف من يخون زوجته ومع من وكم مرة وكل ذلك بعلم القيادات».
والوحدة 8200» التي تشهد للمرة الأولى رفضا للخدمة العسكرية تسير على غرار خطى مجموعة طيارين حربيين وقعوا عريضة مشابهة بعد عدوان «الرصاص المصبوب» على قطاع غزة في عام 2012.
ويوضح المبادرون إلى العريضة ان هدفهم تثبيت مرآة أمام الإسرائيليين ليرون أنفسهم وإشعال الضوء الأحمر أمامهم ويتابعون «لن نرجع للخدمة في «8200» إلا إذا تأكدنا ان نقوم بالدفاع عن النفس وليس لتكريس نظام عسكري».
في سياق متصل قالت رئيسة حزب «ميرتس» زهافا غالؤون ان الإسرائيليين تحولوا من مجتمع متكافل إلى مجتمع متوحش في السنوات الأخيرة واصفة حكومتهم بـ «الذئاب الجائعة».
في بيانها حملت عالؤون على الحكومة التي تنفق ميزانيات ضخمة على الحروب لا على خدمات الرفاه وقالت ان السياسات المنتهجة من قبل الحكومة غيرّت الإسرائيليين. 212