2014/09/12
243-TRIAL-
تزامنت تصريحات عضو المكتب السياسيى لحركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق حول امكانية قيام الحركة بالتفاوض مع اسرائيل الذي قال فيها " من الناحية الشرعية لا غبار على مفاوضة الاحتلال، كما تفاوضه بالسلاح تفاوضه بالكلام". في حين أن اسرائيل لم ترد على تلك التصريحات و تواصل جهودها في تصوير حماس على أنها مماثلة لداعش، و تصعب على الرئيس محمود عباس ، الدفع بالعملية السياسية ومواصلة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بالتذرع بتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش لمواصلة الهروب من حل الصراع "الإسرائيلي الفلسطيني" كما ذكرت صحيفة هآرتس.
تصريحات ابو مرزوق اثارت موجة من الردود والاتهامات القديمة الجديدة من حركة فتح والرئيس عباس الذي يردد تلك الاتهامات لحركة حماس في كل مناسبة وازدادت بعد انتهاء العدوان، و قال فيها: "أن حماس منذ اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2006، وهم يتصلون بالإسرائيليين والأميركان والأوروبيين وغيرهم، ويقومون بفعل ذلك من وراء ظهورنا، حتى ونحن في مفاوضات القاهرة، نحن مجرد طربوش خيال، يقولون لبقية الوفد نحن الموجودون في الميدان، نحن الذين نقاتل. هذا يعني أن السلطة لا تشارك في قرار الحرب ولا قرار السلام".
كل هذا يعمق الانقسام المستمر منذ العام 2007، والذي كان قائما على السيطرة على الجغرافية والاختلاف في الرؤى السياسية، و ما نسمعه و نشهده الان هو الانتقال الى معركة السيطرة والهيمنة على القرار ومن يمتلك قرار السلم والحرب.
تصريحات ابو مرزوق ليست الاولى من نوعها، سبق ان قال خالد مشعل اثناء زيارته ل غزة في نهاية العام 2012، انهم تلقوا اتصالات من مسؤولين غربيين بشأن التفاوض مع اسرائيل، وكذلك ما نشر في محاضر الدوحة وأكد صحتها الرئيس عباس وأبو مرزوق ايضا، وما نشر على لسان خالد مشعل و ان برنامج حماس اصبح هو برنامج الدولة الفلسطينية لعام 1967، و انهم متفقين وموافقين على وثيقة عام 2006، وما ينقصها هو وضع آليات تحقيقها.
فالتدقيق في كل ذلك يشير إلى أن الاختلاف في الرؤى السياسية والمواقف بين حركتي حماس وفتح محدود، ومعركة التصريحات الاخيرة للرئيس عباس وما ذكره مشعل في محددات الشراكة، هذا هو تعبير عن تغيير في موقف حماس بعد العدوان الاخير على القطاع والتي حددها مشعل بمبدأ الحضور الكامل في الفترة او المرحلة المقبلة.
وتتلخص محددات مشعل الذي قالها: ان أي تحرك يجب أن يكون محدد المعالم، وإطلاعنا على تفاصيله وطبيعته، وعلى كل جديد لنحدد موقفنا منه، وحماس لن تكون جزءاً من المشكلة بل جزء من الحل، نحن ملتزمون بكل ما وقعنا عليه من ملفات المصالحة وحكومة الوفاق والبرنامج والأجندة الزمنية، ملتزمون بها ولكن نطبقها بكل ملفاتها وعلى أساس الشراكة، وهنا نريد الاتفاق على الآلية.
فمثلاً بالنسبة لغزة يجب أن تكون هناك لجنة مشتركة تقوم بمتابعة قضية المعابر، وكذلك لجنة للسياسات الأمنية ليس داخل غزة فقط، بل في الضفة أيضاً، و حل كل العقد والإشكاليات، الموظفين والاستلام والتسليم والتداخل وغيره، نجلس ونتفاهم، ثم تأتي الحكومة والأخ رامي الحمد الله، وتقوم بدورها في غزة، ويجب تنفيذ كل استحقاقات المصالحة والانتخابات ومنظمة التحرير الفلسطينية ودعوة المجلس التشريعي بعد أشهر. متفقون على دولة في حدود 67، ولكن توجد قيادة فلسطينية ونحن لسنا فيها، ما دام دخلنا المصالحة بدنا نطبقها بحذافيرها، الشعارات يجب أن تترجم إلى آليات عمل، عندما ندخل مع بعض بدنا شراكة، بحاجة أن ندخل معكم في التفاصيل.
اذا تتضح معالم المعركة والاتفاق ايضاً أكبر، وان امكانية الشراكة قائمة والفجوة في المواقف من الناحية الاستراتيجية والسياسية اصبحت محدودة وواضحة، وإذا كان الطرفين متفقين على القضايا الخلافية، لماذا لا تتحقق الشراكة مع الكل الفلسطيني وأن يتم البدء بحوار لاستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً؟
إذا هناك اتفاق على الشراكة، وتشخيص للازمة القائمة بين الطرفين، لماذا اذا هذه التصريحات من قبل ابو مرزوق والتوجه لتجربة جديدة من مفاوضات مجربة وفاشلة ولم تقدم للفلسطينيين سوى سرقة الاراضي وضياع الحقوق؟ اعتقد انه لا يعبر عن رأيه الشخصي، انما هناك حراك ومراجعات في حركة حماس، وربما هي تصريحات للضغط على الرئيس عباس الرئيس أو هي معركة السيطرة على القرار، وان حماس التي صمدت في العدوان واكتسبت شعبية كبيرة ترى ان لها الحق في ليس فقط الشراكة في كل ما يتعلق بالنظام السياسي الفلسطيني، انما الهيمنة على القرار الفلسطيني، وهذا يدفعنا للمطالبة بتجسيد شراكة حقيقية والاتفاق على استراتيجية وطنية من خلال اعادة بناء وهيكلة منظمة التحرير التي همشها الرئيس عباس ويستخدمها حسب رؤيته السياسية.
من حق حركة حماس ان تكون شريك اساسي في النظام السياسي الفلسطيني، وان يكون قرار الحرب والسلم واحد وليس نابع من رؤى ومحددات حزبية بل وفق خطة إستراتيجية وطنية، ومواجهة سياسات الاحتلال العدوانية وتهربه من الاعتراف بالحقوق الفلسطينية، وسد الذرائع امام العقبات الداخلية و الاقليمية والدولية ومواجهة الاحتلال موحدين.
7
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية