قراءة في مقابلة تسفيكا يحزقيلي محلل الشؤون العربية في القناة العاشره الاسرائيليه ..

تحدث عن وثيقة داخلية من لجنة التحقيق التي يرأسها ( عزام الاحمد ) حسب تعبيره في قضية تسميم ياسر عرفات وصلته من مكتب الرئيس ابو مازن تتضمن اتهاما مباشرا ل محمد دحلان بانه من سمم عرفات بنفسه اثناء وجود عرفات في مستشفى بيرسي العسكري في فرنسا من خلال استبدال الدواء بالسم وبشهادة مرافقي عرفات بان دحلان طلب مساعدتهم في انجاز الامر

ويضيف يحزقيلي بانه لا يعتمد في حديثه هذا على تصريح ابو مازن الشهير قبل اسابيع حول معرفته القاتل لكنه هذه المره والحديث ليحزقيلي بان امامه وثيقة داخليه تضعنا وجها لوجه امام القاتل الحقيقي في اشارة لدحلان ..

وحين فند يحزقيلي الاتهامات الواردة في الوثيقة جاءت على النحو التالي :

دحلان قام بتبديل الدواء الخاص بعرفات بالسم اثناء وجوده في المستشفى الفرنسي من خلال وفد اجنبي وان مرافقي عرفات اعترفوا اثناء التحقيق معهم بان دحلان طلب منهم ذلك ..

دحلان متهم بتجارة السلاح مع عرب اسرائيل وشراء اسلحه من كفر كنا وسخنين داخل الخط الاخضر وان نشطاء في كتائب الاقصى في جنين اعترفوا بذلك اثناء التحقيق معهم .

دحلان متهم بمحاولة تجنيد ضباط وموظفين من مؤسسة الرئاسه ومن الاجهزة الامنيه لاجل القيام بانقلاب عسكري بالضفه ..

ثم قفز يحزقيلي الى نتائج انتخابات المؤتمر السابع ل فتح وحصر الحديث حول السيد مروان البرغوثي والسيد جبريل الرجوب على اعتبار ان الاول حصل على اعلى الاصوات لكنه غير موجود ومن ثم يتبقى الرجوب كخيار لابو مازن في مواجهة العدو دحلان .

وفي نهاية حديثه تسائل يحزقيلي اذا كان الجمهور الفلسطيني سيقول ان دحلان هو من سمم عرفات بهدف تصويره انه الرجل السيء في هذه القضيه ام لا ؟؟

ثم يستدرك يحزقيلي .. الامر لم ينته بعد فان صراع الوراثة يبدا الان ومن المتوقع ان تتدهور الاوضاع الى العنف على الارض فنحن نقول ان دحلان ومقربيه يدركون هذه الاتهامات ..

في نهاية الامر هذه وثيقة داخلية من مكتب ابو مازن تؤكد ان دحلان هو من سمم عرفات لكن الوثيقة لم تذكر لصالح اي دولة نفذ دحلان فالوثيقة تترك هذا لمخيلة الفلسطينيين للابحار في هذا الشأن لكنهم يبدون " ظاهريا " وكأنهم وجدوا المتهم ..

( انتهى الاقتباس )

بمجرد ان انتهيت من مشاهدة مقابلة تسفيكا يحزقيلي انتابني شيء من الخوف حين راودت مخيلتي مجموعة من الصورالسوداوية والمرعبة للمستقبل القريب والمرتبطة حتما بموضوع تلك المقابله ، ثم وجدت نفسي اعيد مشاهدتها وقراءتها مرات ومرات الى ان توقفت على العديد من الاسئلة والتي حقا كان المستقبل يزيد من قتامتها مع كل اجابة على احداها .

هل تلك الوثيقة فعلا موجودة ضمن وثائق لجنة التحقيق الفلسطينية ووصلت الى ايدي الصحفي الاسرائيلي يحزقيلي ام ان الامر مجرد خيال صحفي عدو يبتغي من وراء ذلك باطلا ؟

اذا كانت فعلا هي وثيقة حقيقية ضمن محتويات ملف لجنة التحقيق في قضية استشهاد الرئيس ياسر عرفات والتي يرأسها رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني سابقا السيد توفيق الطيراوي وليس (السيد عزام الاحمد ) فان الامر منوط الان برد الطيراوي وتوضيحه للامر بشكل لا يقبل التأويل اوالتأجيل حتى لا يكون هناك فرصة ومتسع لمضغ الكلام.

اما اذا كان الامر مجرد خيال لاماني عدو اسرائيلي يتحين الفرص للتلاعب بمشاعر الفلسطيني في قضية هي الاكثر حساسية وسيطرة على وعيه الان فان الامر يستدعي الوقوف على الابعاد والمخاطر التي تبتغيها اسرائيل من خلال تلك المقابله .

التوقيت :

اولا / لقد مرت فعاليات انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح بشكل طبيعي دون أي منغص وهذا ما لم تكن تتوقعه اسرائيل واخرين كُثر فقد تم تأمين اجواء المؤتمر في داخل اسوار المقاطعة خير تامين علما بان المؤتمرين كانوا يتحركون على سجيتهم وحريتهم خارج مكان انعقاد المؤتمر دون تأمين شخصي او مكاني باستثناء من وجب تامينهم بحكم مواقعهم القيادية العليا وفي هذا دلالة على انه لم تكن لدى المعارضين او الخصوم أي نية للتخريب او المساس باحد الامر الذي استوجب على المراقبون من كل الاطراف ابتلاع السنتهم .

ثانيا / الاجتهادات والتسريبات التي سبقت انعقاد المؤتمر وضعت المراقبين من العامة والخاصة في حالة من الترقب واللهفة انتظارا لما سيخبرهم به تقرير لجنة التحقيق في قضية اغتيال ياسر عرفات والذي صار عند الناس هو الاهم من مخرجات المؤتمر لكن برنامج المؤتمر لم يخبرهم بشيء من هذا القبيل ثم يثيرالسيد ابو مازن استغراب الكثيرين حين لم يأت على سيرة السيد محمد دحلان في خطابه الافتتاحي و الذي امتد قرابة الثلاث ساعات وقد خيب هذا ظن المراقبين في اسرائيل بغض النظر عن اسباب ابو مازن في عدم ذكره على سيرة الرجل والتي لا نعلمها نحن لكنه يعلمها هو وبضعة من مقربيه .

ثالثا / جاءت مقابلة يحزقيلي بعد اللطمه على وجه الاسرائيلي فور الانتهاء من فعاليات المؤتمر والاعلان عن المخرجات وبعد الكلمة الختامية للرئيس ابو مازن والتي مع نهايتها انتهت كل التوقعات والامال والاماني الاخيرة للاسرائيليين بان يُقال شيء في قضية استشهاد ابو عمار او الاتيان على سيرة محمد دحلان .

 

 

 

الوثيقه ..

ان القراءة المتأنية لما جاء في وثيقة يحزقيلي يجعلنا نرى الهدف الاسرائيلي في غاية الوضوح سيما ما جاء بها من متناقضات وفبركة بدائيه تدلل بما لا يدع مجالا للشك على سطحية وقشرية كاتبها وهذا ما سنلقي الضوء عليه الان .

اولا / أي سذاجة تجعل قاتل يطلب من مرافقي ضحيته مساعدته في استبدال الدواء بالسم  لقتل رئيسهم ؟

الم يكن مدونا في الوثيقة اسماء المرافقين الذين تم استجوابهم لدي لجنة التحقيق ؟ ام اعتبرتهم اللجنة شهود تحت الحماية وفق القانون الامريكي ؟ لذلك اخفت اسماءهم ؟ على كل حال ووفق البروتكول الامني يتم حصر اسماء كل المرافقين الذين رافقوا الرئيس المرحوم ابو عمار في المستشفى الفرنسي ناهيكم عن توثيقهم لتقرير المهمه عن كل ثانية ودقيقه .

وهنا نسأل عن التاريخ الذي ادلى به المرافقين بشهادتهم المتضمنة طلب دحلان مساعدتهم في استبدال الدواء بالسم ؟

من الواضح في الوثيقة انهم رفضوا طلب دحلان وهذا يضعهم امام خيارين .

الاول : ان يبلغوا عن الجريمة قبل ارتكابها ويفضحوا الرجل فيتم بناء خطة طوارئ تتضمن خطة الوقاية وخطة الايقاع بالمجرم في حالة التلبس .

الثاني : ان يتكتموا على الامر فيصبحوا شركاء في الجريمه .

وفي الحقيقة أي من الامرين لم يحدثا والا لكنا قد شهدنا منذ عقد ويزيد اعظم محاكمة في التاريخ الفلسطيني لقتلة الراحل عرفات .

ثانيا / ان دحلان قد استعان في عملية استبدال الدواء بوفد من الاجانب اثناء زيارتهم للمستشفى

فعن أي وفد تتحدث الوثيقه ؟ من هم ؟ وما هي جنسيتهم ام انه متعدد الجنسيات ؟

وكما نرى يبدو ان محمد دحلان كان قد طرح عطاء او مناقصة علنية من اجل قتل عرفات !

ثالثا / هل تعرض عرفات للسم في المقاطعة ام في باريس ؟ وما الذي يدعو اللجنة حسب تقرير يحزقيلي للتأكيد ان عرفات تعرض للسم في المستشفى الفرنسي ؟؟

رابعا / دحلان ارهابي يشتري الاسلحة من فلسطينيي الداخل ويكدسها حسب اعتراف اعضاء من كتائب الاقصى في جنين لكن يحزقيلي لم يخبرنا لمن يكدس دحلان تلك الاسلحه .

هنا ينتقل يحزقيلي بدحلان على الطرف النقيض مجيبا على تساؤلنا السابق وايحاءا منه بان الاحداث العنيفة التي تحصل في مخيمات الضفة يقف وراءها الرجل في محاولة لاستباق الامور وتعزيز الوعي الجمعي الفلسطيني من اجل معاداة دحلان وانه سيكون اداة للفوضى القادمة في الضفه وهذا يعزز منطق ان اسرائيل تسعى لخلط الحابل بالنابل من خلال اشعال الموقف في الضفة لاهداف سياسية كبرى وقد عبر يحزقيلي عن هذا بوضوح من خلال قوله صراحة ان دحلان متهم بمحاولة تجنيد ضباط وموظفين من مؤسسة الرئاسه ومن الاجهزة الامنيه لاجل القيام بانقلاب عسكري بالضفه وحصر الحديث حول مروان البرغوثي وجبريل الرجوب على اعتبار ان الاول حصل على اعلى الاصوات لكنه غير موجود ومن ثم يتبقى الرجوب كخيار لابو مازن في مواجهة العدو محمد دحلان .

 ولم يمهلنا يحزيقلي كثيرا حين وضع الجميع امام توقعاته وامنياته لما سينتج عنه الموقف وعبر عن ذلك بشيء مخيف ومرعب يعبر عن الرغبة الاسرائيلية في اشعال الموقف حين قال :

 } الامر لم ينته بعد فان صراع الوراثة يبدا الان ومن المتوقع ان تتدهور الاوضاع الى العنف على الارض فنحن نقول ان دحلان ومقربيه يدركون هذه الاتهامات {

في اشارة الى ان مؤيدو دحلان لن يسكتوا على مثل هذه الاتهامات وانه سيكون لهم طريقتهم الخاصة في الرد عليها .

وبوداعة منقطعة النظيريذكرنا يحزيقلي بصديقه الافتراضي الذي اعطاه الوثيقة ان صحت وهذا قد استبعدناه مبكرا من خلال قوله ان هذه الوثيقة في نهاية الامر داخلية من مكتب ابو مازن تؤكد ان دحلان هو من سمم عرفات لكن الوثيقة لم تذكر لصالح اي دولة نفذ دحلان فالوثيقة تترك هذا لمخيلة الفلسطينيين للابحار في هذا الشأن لكنهم يبدون " ظاهريا " وكأنهم وجدوا المتهم ..

في وصفة منه الى دحلان بان القضية شارفت على الانتهاء وقد تم ضع النقاط كلها فوق اكتافك لذا عليك ان تتحرك الان قبل فوت الاوان .

ان قنبلة يحزيقلي تضرب في كل الاتجاهات ولان اسرائيل لا تجيد اللعب في البيئات النظيفة جاءت بهذه المقابلة لتصنع من محمد دحلان و محمود عباس عدوين لشعبهما لا لبعضهما .

يجب ان نسرع في نزع صاعق تفجيرها حتى لا تنفجر في وجوهنا جميعا وحقيقة من يمتلك التحكم الان بالمفجر هو السيد توفيق الطيراوي بصفته رئيس لجنة التحقيق من خلال كلمة حق يصدح بها امام شعبه والعالم .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد