صحفي بريطاني: حماس ليست "داعش" مهما قالت إسرائيل

لندن/ سوا/ انتقد الصحفي البريطاني جوناثان كوك، تشبيه إسرائيل حركة المقاومة الاسلامية حماس ، بتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، المعروف اختصاراً بـ"داعش"، ومحاولة تسويق صحيفة النيويورك لهذا التشبيه، عبر إعلان نشرته الأسبوع الماضي في إحدى صفحاتها.

وأوضح كوك، في مقال في صحيفة "ذا ناشونال" الاماراتية الناطقة بالانجليزية، أن قول رئيس الوزراء الاسرائيلي في إحدى تغريداته:"حماس هي داعش، وداعش هي حماس"، تزييف للحقيقة، فالتنظيمان مختلفان تماماً، بل في الواقع متعارضان في المشاريع السياسية.

وأشار الكاتب المقيم في الناصرة، أن أكبر طموحات حماس، هو الحصول على أرض ضمن حدود فلسطين التاريخية، على النقيض من "داعش" التي تهدف لاكتساح كل الدول العربية، بما فيها فلسطين.

وأضاف أن مفتاح التشبيه الاسرائيلي، انبعث من صور إعدام الصحفي الأمريكي فولي، وإعدام حماس لبعض الفلسطينيين في غزة ، لكن الحقيقة، أن من اعدمتهم الحركة هم بعض المتعاونين مع إسرائيل.

وحول وسطية حماس، قال كوك: بعشرين ألف مقاتل، تمكنت داعش، من السيطرة على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا في حملة لا هوادة فيها، وقتل ليس من هم ضد الاسلام فحسب، بل أيضاً من هم ضد تفسيرهم الخاص للدين.

بينما ووفقا لتقارير الأسبوع الماضي، فقد انضم رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، لعباس في المطالبة بدولة فلسطينية، داخل حدود 1967، لكن نتنياهو -وفي الوقت نفسه- يرفض التفاوض مع حماس أو حتى مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس .

وذكّر كوك القراء، أن مقارنة نتنياهو، تشبه تماماً مقارنة سابقه لأرئيل شارون، حينما شبه الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بتنظيم القاعدة، مستغلاً أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فقد قال شارون حينها: "إن عرفات هو رئيس البنية التحتية للإرهاب"، مبرراً لإسرائيل سحق الانتفاضة الثانية.

ويعتقد كوك أن جهود نتنياهو، لا تهدف لتشويه كل شيء فحسب – إسلامية المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي- بل يأمل أن يكون الشريك الصامت لائتلاف باراك أوباما الجديد ضد "داعش".

ويضيف كوك: "تخطيط نتنياهو ليتخذ حذو شارون في استغلال هذه الفرصة، قد تجلى الأسبوع الماضي، عندما كشفت المخابرات الإسرائيلية مؤامرة حماس المفترضة للانقلاب على السلطة الفلسطينية، بينما كشفت تقارير صحفية، أن التحقيق مع عناصر حماس في هذه القضية، أوضح انهم على استعداد لاحتمال انهيار حكم السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تحت الضغط الإسرائيلي أو من خلال تسليم عباس المبحط أصلاً مفاتيح السلطة لإسرائيل.

ويختم كوك مقاله:"كل هذه الجهود الاسرائيلية جاءت لتقويض حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بين فتح وحماس وفتح، ويبدو أن نتنياهو سيستمر في حربه بلا هوادة للحفاظ على الفلسطينيين بلا دولة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد