المساعدة الموحدة: اقتراح المطار الأممي في غزة فرصة للشرعية الفلسطينية

توضيحية

غزة /سوا/ أكدت مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة الداعية لإنشاء مطار مُدار من قبل الأمم المتحدة في غزة بناءً على سوابق تاريخية وحديثة، أن اقتراحها يشكل فرصةَ استراتيجية للقيادة الفلسطينية في مرحلة ما بعد مؤتمر حركة فتح السابع؛ لتحسين حياة مليوني فلسطيني في القطاع تحت مظلة الشرعية المعترف بها دولياً وأممياً.

وقال رئيس المؤسسة أحمد الخطيب في تصريحٍ صحفي الخميس، : "آن الأوان لخطوة كبيرة وجدية وجريئة وفعالة للتخفيف من المعاناة الشديدة الناتجة عن عدم قدرة الفلسطينيين في غزة على السفر بحرية عبر ممر مستقل وآمن يصلهم بالعالم الخارجي".

وأضاف الخطيب وهو فلسطيني من غزة مقيم في الولايات المتحدة أن فكرة المطار المُقترح مبنية جُزئياً على الإنجاز الكبير الذي حققته القيادة الفلسطينية عندما حصلت على الاعتراف بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، متابعاً : "وبما أن الهيئة تقوم بعمليات جوية إنسانية في مناطق الحروب والنزاعات حيث لا يذهب الطيران التجاري التقليدي، فمن الممكن أن تتعامل مع طلب رسمي من السلطة الفلسطينية للقيام بهكذا عمليات في الأراضي الفلسطينية وخصوصاً في القطاع".

وأردف الخطيب قائلاً إنه "حتى ولو كانت البداية متواضعة، فإن إحضار الطيران الأممي إلى غزة سيمكن من إعادة إحياء ملف المطار ضمن صيغة واقعية وعملية تحت ضمانات ومظلة دولية داعمة وحامية"، مؤكداً أنه من الممكن أن تتحول إدارة المطار الأممي المقترح لتصبح بيد السلطة الفلسطينية بصورة كاملة بعد 5 أو 10 سنوات من تشغيله بنجاح.

أما فيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، فإن الخطيب يؤمن بأن القادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين أبدوا مرونة في العديد من المناسبات فيما يتعلق بملف المطار حول إمكانية السماح لغزة باقتنائه في حال تم التعامل مع الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية وتلبية متطلباتها، وعلى أن يتم التوافق مع الفلسطينيين على إيقاف "الأعمال العدائية" كما جاء في تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان عندما تحدث مؤخراً عن وقف إطلاق الصواريخ ووقف حفر الأنفاق الممتدة داخل الأراضي الإسرائيلية، في مؤشرٍ واضح على تخلي إسرائيل عن مطلب نزع سلاح غزة بشكل كلي قبل السماح بإنشاء المطار والميناء. 

من جهة أخرى، أكد الخطيب أن تأييد ودعم فكرة المطار الأممي من قبل الرئيس محمود عباس وحركة فتح والسلطة سيضاعف من شعبيتهم في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية وسيقطع الطريق أمام أي محاولات لتجاوز الشرعية من قبل بعض الأطراف.

وأشار إلى إن المطار المقترح سيسهل نقل الأجهزة والمعدات واللوازم الإنسانية والطبية والغذائية إلى القطاع بطريقة فعّالة ومُستقلة، هذا بالإضافة إلى أنه سيوفر العديد من فرص العمل الواعدة والتنقل بحرية كما سيمنح الأمل بدلاً من اليأس والإحباط في غزة.

وعبر الخطيب عن أمله بأن ينظر المشاركون في المؤتمر العام السابع لحركة فتح لإقتراح المطار كفرصة استراتيجية للفلسطينيين من أجل نيل حق السفر بحرية كما الحال في كل دول العالم، موضحاً أن الظروف المأساوية القائمة بغزة هي بحد ذاتها ما تجعل المطار المُقترح ضرورة مُلحة، رغم تفهمه بأن القطاع بحاجة لأمور عديد لتلبية الاحتياجات العاجلة للمدنيين في ظل الوضع البائس القائم، سواءٌ فيما يتعلق بالمياه أو الكهرباء أو الصحة أو البطالة أو الاستقرار المجتمعي والسياسي.

وذكر الخطيب أنه خلال خمسينات وستينات القرن الماضي، قامت الأمم المتحدة بتشغيل مطار في غزة (بالقرب من منطقة المنطار) لدعم ما كان يُسمى في حينها بقوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في سيناء والقطاع (تشكلت بعد حرب 1956) حيث سمح هذا المطار بتشغيل رحلات لشحن الحمولات الإنسانية ولنقل المسافرين الفلسطينيين أسبوعياً من غزة الى عددٍ محدود من الوجهات تضمنت لبنان وقبرص وغيرها، مؤكداً أن تاريخ الطيران الأممي في غزة يُوفر سابقةً هامة للجهود الحالية لجلب نموذج الطيران الإنساني التابع للأمم المتحدة الى القطاع.

واختتم الخطيب حديثه قائلاً إنه إذا لم يتم ملء الفراغ في غزة عبر الشرعية الفلسطينية، فقد يتم ذلك عبر أطراف أخرى مرتبطة بأجندات لا تتوافق مع رؤية القيادة الفلسطينية، مضيفاً أنه يجب تسخير الزخم الناتج عن مؤتمر فتح للبدء بخطوات ملموسة لمعالجة جُزءً هاماً من معاناة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.  

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد