رام الله: مناقشة دور التكنولوجيا في دعم ذوي الإعاقة ومساندتهم وتمكينهم

none

رام الله /سوا/ ركز "يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العاشر" الذي عقده مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جامعة القدس المفتوحة، اليوم الأربعاء، على دور التكنولوجيا في مساندة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة، وعبر نظام الربط التلفزيون في قطاع غزة ، مع توفر مترجم مختص بلغة الصم.

وتحدث في يوم التكنولوجيا والاتصالات العاشر: م. عدنان سمارة رئيس مجلس أمناء الجامعة، رئيس المجلس الأعلى للإبداع والتميز، ود. يونس عمرو رئيس الجامعة، ود. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي، ود. إبراهيم الشاعر وزير التنمية الاجتماعية، ود. اللورد كولين لو عضو البرلمان البريطاني، رئيس الاتحاد الأوروبي للمكفوفين، ود. مصطفى البرغوثي رئيس جمعية الإغاثة الطبية، ود. إسلام عمرو مساعد رئيس الجامعة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشؤون الإنتاج الإعلامي، مدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وتولى عرافة الافتتاح، محمد فحل نائب مدير مركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع.

صيدم: لا يوجد إنسان معاق بل مجتمع يعيق

تحدث وزير التربية والتعليم العالي عن واقع التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة وتحديات إدماجهم في المجتمع، موضحا أن الوزارة تسعى لتغطية الشرائح كافة ضمن الإمكانات المتاحة. وقال: "لا يوجد إنسان معاق، بل أؤمن بأن هناك مجتمعا يعيق، وعار علينا إن لم ننتصر لهذه الشريحة، وإن لم نوفر لها الإمكانات كافة".

وتابع: "أنحني احتراما أمام جامعة القدس المفتوحة التي ترفع شعار "جامعة في وطن ووطن في جامعة"، فهي جامعة تُّجل وتحترم كل الفئات والشرائح الوطنية خصوصا شريحة ذوي الإعاقة".

وأبدى صيدم استعداد الوزارة لتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة القدس المفتوحة لتسخير التكنولوجيا التي تمتلكها الجامعة في خدمات تعليمية لصالح ذوي الإعاقة.

الشاعر: صندوق بقيمة (6) ملايين دولار لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة

قال وزير التنمية الاجتماعية، إن يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العاشر سيسهم في رفع مستوى استخدام التكنولوجيا في مساندة ذوي الإعاقة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا، منوها إلى أن مجال التكنولوجيا المساندة لذوي الإعاقة مجال جديد في فلسطين، مشيدا بجهود "القدس المفتوحة" في تنظيم اليوم الذي يسهم في تبادل التجارب والخبرات في حقل مهم.

وأضاف إنه انطلاقا من إيمان الحكومة بقدرة ذوي الإعاقة على العطاء والإبداع إذا توفرت لهم البيئة، فإنها تولي كل الاهتمام لتعزيز دور ذوي الإعاقة في المجتمع وإزالة العوائق التي تحول دون مشاركتهم في الحياة العامة، وفي دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

وبين أن وزارة التنمية الاجتماعية تدير صندوقا بقيمه (6) ملايين دولار لتمكين ذوي الإعاقة وتقديم مساعدات نقدية لأكثر من (60) ألف شخص من ذوي الإعاقة، وتدير برنامج شراء الخدمة لـ(600) معاق من خلال (18) مؤسسة وجمعية، وتقدم من خلال مراكزها للرعاية والتأهيل لأكثر من (200) شاب وشابة، مشيرا إلى أن الوزارة تقدم إعفاء جمركيا لذوي الإعاقة وتتابع ضمان حقهم في التعيينات، لافتا إلى أن نسبة التعيينات الحكومية من ذوي الإعاقة بلغت (5.3%) عام 2013م، وفي عام 2014م بلغت (5.7%) ، بينما يبلغ عدد العاملين من ذوي الإعاقة في وزارة التنمية الاجتماعية نحو (12%)، وتعمل الوزارة أيضا على تسريع إنجاز بطاقة المعاق التي تخول حاملها الاستفادة من خدمات أساسية في مجالات مختلفة.

وأشار إلى أن الوزارة لديها خطة لإنشاء مركز لتكنولوجيا المعلومات بهدف تقديم الخدمات المساندة لذوي الإعاقة.

سمارة: تطويع التكنولوجيا في خدمة ذوي الإعاقة ضرورة

 رئيس مجلس أمناء الجامعة م. سمارة، في افتتاح المؤتمر، "إننا نبحث معا اليوم في استخدام القطاعات التكنولوجية الحديثة وتطويعها لخدمة فئة مهمة، وهي فئة ذوي الإعاقة، آملا أن يخرج اليوم بتوصيات وخطط تسهم في تسهيل حياة المعاقين".

ولفت إلى أن "القدس المفتوحة" تهتم بقطاع تكنولوجيا المعلومات في خدماتها الإدارية والتعليمية، وهي اليوم تنظم مؤتمرا لإدماج ذوي الإعاقة في التكنولوجيا، مؤكدا أن الجامعة اليوم أصبحت مميزة في هذا المجال.

وأكد أن "القدس المفتوحة" لا تغفل واجبها الوطني عبر إقامة عشرات المؤتمرات وورش العمل لخدمة أبناء شعبنا، وما هذا اليوم إلا واحد منها.

وأشار سمارة إلى أن المجلس الأعلى للإبداع والتميز أنجز حديثا (37) مشروعا لتحسين حياة ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، تستهدف تحسين حياة أبناء شعبنا من هذه الفئة. وشكر كل من أسهم في إنجاح هذا اليوم خاصا بالذكر مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والوزارات والمؤسسات ذات العلاقة.

د. عمرو: "القدس المفتوحة" تعمل على ترسيخ ثقافة التكنولوجيا

وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، رحب د. يونس عمرو بالحضور، مؤكدا أن جامعة القدس المفتوحة دأبت منذ عشر سنوات على تنظيم يوم لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف ترسيخ ثقافة التكنولوجيا في المجتمع الفلسطيني.

وقال: "عند الإعلان عن هذا اليوم الذي يعنى بقضايا التكنولوجيا في خدمة ذوي الإعاقة، تقدمت للجنة المشرفة أوراق عدة تسلط الضوء على هذه الفئة"، مشيرا إلى أن خدمات التكنولوجيا تدخل إلى معظم مدارس العالم لتتواءم مع ذوي الإعاقة.

ثم تابع: "إن مؤتمر اليوم الذي يركز على تسخير التكنولوجيا لذوي الإعاقة يأتي في إطار توقيع دولة فلسطين على الاتفاقيات الدولية الخاصة بهذا القطاع، فشكرا لمركز الإنتاج وتكنولوجيا المعلومات على دوره المبادر بعقد هذا المؤتمر".

وبين أن الجامعة أخذت على عاتقها خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، واهتمت بهذا القطاع منذ نشأتها، وكانت أول مؤسسة فلسطينية تضع بين يدي طلبتها وفي خدمة الجمهور الفلسطيني مختبرات للمكفوفين لتعليم الحاسوب في فروعها المنتشرة في الضفة الغربية وقطاع غزة، قائلا: "إن الجامعة ت فتح أبواب هذه المختبرات لسائر المكفوفين في فلسطين بوجه عام".

وأوضح د.عمرو أن الجامعة تولي أهمية خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع التوظيف إذ تلتزم بتوظيف نسبة أعلى من الـ(5%) المقررة في القانون الفلسطيني، لافتا إلى أن الجامعة تولي خريجيها من ذوي الإعاقة أولوية في التوظيف.

وأعرب عن أمله بأن يخرج المؤتمر بتوصيات تقدم لصناع القرار في فلسطين، مقدما شكره لكل من أسهم في إنجاح هذا اليوم، وبخاصة مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

البرغوثي: تنظيم اليوم يؤكد ارتباط الجامعة باحتياجات المجتمع

فيما اعتبر رئيس جمعية الإغاثة الطبية، أن عقد يوم كهذا اليوم مبادرة من المبادرات التي اعتادت أن تقدمها كبرى الجامعات الفلسطينية، ما يدل على مدى ارتباط هذه الجامعة باحتياجات المجتمع.

وأضاف إن العالم يعيش في ثلاث ثورات متزامنة: ثورة المعلومات، وثورة الاتصالات، وثورة المعلومات، مشيرا إلى أن التجديد المتواصل في هذا العصر هو الوسيلة الرئيسة للنجاح.

وأكد أن إيلاء موضوع التكنولوجيا في خدمة ذوي الإعاقة أمر مهم، فنسبة ذوي الإعاقة في مجتمعنا تقارب الــ(3%)، وهذا يؤكد أننا بحاجة للعمل الدؤوب لتوفير احتياجات لهم.

الصراع في المنطقة يزيد نسبة ذوي الإعاقة

بدوره، قال عضو البرلمان البريطاني، ورئيس الاتحاد الأوروبي للمكفوفين د. اللورد كولين لو في اتصال هاتفي عبر (سكايب): "أنا سعيد بالمشاركة في هذا اليوم العلمي الذي يسهم في تطوير أوضاع المعاقين في الأراضي الفلسطينية، لأن استخدام التكنولوجيا والأدوات الصحيحة يسهم في تحسين حياة المعاقين".

وتحدث عن تطور الاهتمام بأوضاع المعاقين في أوروبا خلال العقود الأربعة الماضية والتحديات التي تواجه المعاقين في مختلف أرجاء العالم، خصوصا في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد صراعات كبيرة تسبب زيادة في نسبة ذوي الإعاقة.

دعوة لتضافر الجهود بين المؤسسات

وتحدث مساعد رئيس الجامعة لشؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وشؤون الإنتاج الإعلامي، ومدير مركز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عن التحضيرات التي رافقت تنظيم هذا اليوم. ثم تابع القول: "خلال تعاون الجامعة مع مؤسسات دولية تبين أن تأهيل ذوي الإعاقة يلقى اهتماما كبيرا من المؤسسات الدولية والمحلية على حد سواء. فانطلاقا من الاتفاقيات الدولية التي وقعتها فلسطين فيما يخص فئة ذوي الإعاقة، فقد آثرت الجامعة نظيم هذا اليوم، الذي من شأنه أن يفتح المجال للتعاون بين المؤسسات كافة، سواء الحكومية منها أو الخاصة أو الأهلية، وبخاصة في مشاريع تخدم عملية التنمية في فلسطين من خلال زيادة الاهتمام بذوي الإعاقة".

وأضاف، إن هذا المضمار مفتوح بين المؤسسات كافة، داعيا إلى صياغة ورقة سياسات تساعد صناع القرار في فلسطين، وبخاصة أن فلسطين ما زالت تحتاج إلى البنى التحتية الخاصة بذوي الإعاقة، مؤكدا ضرورة الاهتمام بهذا المجال.

تأكيد ضرورة توفير الخدمات المساندة

وشكر جميل زغارنة، مدير عام المعلومات في وزارة الاتصالات، ممثلا عن وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. علام موسى، جامعة القدس المفتوحة على دورها في تطوير واقع التكنولوجيا في خدمة ذوي الإعاقة عبر تنظيم هذا اليوم الذي يهتم بهذه الفئة، قائلا: "إن جامعة القدس المفتوحة تطرح كل عام موضوعا رياديا متميزا في يوم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي تنظمه."

وأكد أن الوزارة تؤمن بما يملكه ذوو الإعاقة من قدرات فنية، مشيرا إلى أنه لو توفرت الإمكانات لهم فإنهم سيسهمون في عملية التنمية الاجتماعية، مشيرا إلى أهمية توفير فرص التعليم والخدمات المساندة لهم.

ولفت إلى أن خصوصية الوضع الفلسطيني تؤكد أهمية الكادر البشري باعتباره الضامن الأساس لبناء مجتمع المعرفة، منوها إلى أن الوزارة تعمل على دعم الإبداع والبحث العلمي من خلال وسائل الاتصالات الحديثة، وفي مقدمتها دعم اختراعات الهاتف النقال، التي تسهم في التخفيف من معاناة ذوي الإعاقة ودمجهم في المجتمع.

إلى ذلك، قال غسان دغلس، ممثل المشرف العام لإذاعة وتلفزيون فلسطين، إن الهيئة تهتم بتعيين ذوي الإعاقة، مبديا استعداد الهيئة لتوقيع اتفاقية تعاون مع جامعة القدس المفتوحة لتغطية الفعاليات الخاصة بذوي الإعاقة وتدريب مذيعين يمثلون هذه الشريحة الاجتماعية المهمة.

من جهته، قال المدير العام لجمعية الهلال الأحمر، خالد جودة، إن الجمعية تدعم ذوي الإعاقة منذ نشأتها، وما زالت تقدم الخدمات لهذه الفئة في الفروع والمراكز التابعة لها والمنتشرة في أرجاء الوطن والدول المجاورة.

وأوضح أن اختيار "القدس المفتوحة" ليكون يوم التكنولوجيا عن فئة ذوي الإعاقة يؤكد أن الجامعة رائدة الجامعات الفلسطينية باهتمامها بهذه الفئة.

وشكر أمجد البشتاوي، ممثل مجموعة الاتصالات الفلسطينية، جامعة القدس المفتوحة على اهتمامها بتسخير التكنولوجيا لصالح ذوي الإعاقة، منوها إلى أن المجموعة دأبت منذ نشأتها على دعم ذوي الإعاقة، لافتا إلى جهود "بالتل جروب" في قيادة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطيني. وعبر عن فخره بالشراكة الاستراتيجية مع الجامعة.

اتفاقية لإنشاء بوابة إلكترونية تعنى بتسهيل حياة ذوي الإعاقة

وبعد نهاية حفل الافتتاح، وقع رئيس جامعة القدس المفتوحة، ووزير التنمية الاجتماعية اتفاقية تنص على أن تقوم الجامعة بإنشاء بوابة إلكترونية خاصة بالوزارة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة، ومن المقرر أن تطلق قريبا.

وأقيم على هامش اليوم معرض لمشاريع طلابية من الجامعة تعنى بالتكنولوجيا وترسيخها لصالح ذوي الإعاقة.

جلستان علميتان

وعقب الجلسة الافتتاحية، عقدت جلستان علميتان، أدار د. محمد شاهين عميد شؤون الطلبة الأولى وتضمنت مجموعة من المداخلات، حيث تحدث الناشط في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين السيد زياد عمرو عن التكنولوجيا المساعدة للأشخاص باعتبارها وسيلة لتحقيق استقلاليتهم. ثم عرضت مجموعة من قصص النجاح المنتجة بجامعة القدس المفتوحة حول الموضوع قدمها د. محمد شاهين، وأ. ميادة غنام، للطلاب: محمد أبو خليل، وسامر درويش، وأنس جرادات.

وبعد ذلك، تحدث د. سامر عقروق من جامعة النجاح عن مواءمة البيئة وتكنولوجيا المعلومات للأشخاص ذوي الإعاقة، ثم قدمت أ. يارا نجدي مشروعها المتميز حول الهيكل الصناعي الخارجي من حيث فوائده وقصة نجاح في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، وتحدث د. عازم عساف من جامعة بيرزيت عن تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة في جامعة بيرزيت، وتحدث محمد الشوا ورمضان حسين من جمعية أطفالنا للصم عن استخدام التكنولوجيا في تعليم الأطفال الصم في فلسطين، وتطرقت السيدة علا خويرة من معهد "جود" إلى دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم أطفال التوحد ومساندتهم.

وفي الجلسة العلمية الثانية، تحدث د. محمد عمرو رئيس الاتحاد العربي للعلاج الطبيعي والنقابة الفلسطينية العامة للعلاج الطبيعي عن دور التكنولوجيا في زيادة استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة. ثم تحدثت أ. نهيل فطافطة من مركز خليل أبو ريا للتأهيل عن استخدام العلاج عن بعد مع المرضى من ذوي الإعاقة، واستعرض أمين عنابي من وزارة التنمية الاجتماعية بطاقة الأشخاص ذوي الإعاقة والمسؤولية الاجتماعية.

وتطرق أ. مصطفى جوهري من هيئة الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني إلى استخدام أدوات تكنولوجية بمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة للعمل في مجال الإعلام. وقدمت أ. أسمهان عصفور من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مداخلة بعنوان "تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية في فلسطين بين الواقع والتحديات".

وتحدث أ. نبيل جنيد من جمعية "الحق في الحياة" عن أهمية توظيف التكنولوجيا المساعدة في تعليم الأشخاص ذوي التوحد ومتلازمة داون. واستعرض د. كايرو عرفات من مؤسسة انقاذ الطفل عن نظام إدارة الحالة للأطفال ذوي الإعاقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد