ليبرمان يوصى نظرائه الاوروبيين بتشديد سياستهم ضد اردوغان!

افيغدور ليبرمان

القدس / سوا /  قالت صحيفة "هآرتس" ان وزير الأمن الاسرائيلي افيغدور ليبرمان، أوصى عددا من وزراء الأمن الاوروبيين، الذين التقاهم في الأسابيع الأخيرة، بتشديد سياسة الاتحاد الأوروبي ازاء الرئيس التركي  رجب طيب اردوغان ، بل دعاهم، حسب ما قاله عدد من الدبلوماسيين الضالعين في فحوى المحادثات، الى "التعلم من بوتين كيفية معالجة اردوغان"، قاصدا بذلك طريقة معالجة الرئيس الروسي لنظيره التركي خلال الأزمة الأخيرة بين البلدين، بعد اسقاط الطائرة الروسية.

وقال الدبلوماسيون ان ليبرمان تحدث طويلا عن اعمال التطهير الواسعة التي تحدث في تركيا، منذ محاولة الانقلاب في الدولة: قوانين الطوارئ التي صودق عليها، الخطوات التي اتخذها اردوغان لتقييد وسائل الاعلام والشبكات الاجتماعية، واعتقال الصحفيين. وسأل ليبرمان نظرائه الاوروبيين "لماذا تصمتون على هذا؟ لديكم رافعات ضغط كثيرة على اردوغان".

وحسب الدبلوماسيين فقد ادعى ليبرمان امام الوزراء بأن على الدول الأوروبية الرئيسية – كألمانيا – التعامل مع اردوغان وحكومته، تماما كما تعامل معه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد اسقاط تركيا للطائرة الحربية الروسية التي تسللت الى الأجواء التركية اثناء عملها في سورية. وقال ليبرمان: "خلال ثلاثة أشهر فقط، احنى بوتين اردوغان" مشيرا بذلك الى اعتذار الرئيس التركي امام نظيره الروسي بعد الضغط الكبير الذي مارسته موسكو. واضاف: "يمكنكم التعلم منه". ورفض مكتب الوزير ليبرمان التطرق الى الأمور.

يشار الى ان التوتر يتزايد في الاسابيع الأخيرة بين تركيا والدول الاوروبية على خلفية الخطوات التي يقوم بها اردوغان منذ محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في تموز الماضي. وهددوا في الاتحاد الاوروبي بأنه اذا تم تصعيد الاجراءات، خاصة اعادة فرض عقوبة الاعدام في تركيا، فان الاتحاد الاوروبي سيوقف الاتصالات طويلة الأمد في موضوع انضمام تركيا الى عضويته. ومن جهتها، تهدد تركيا بالتنصل من اتفاق منع وصول اللاجئين الى اوروبا والذي تم التوصل اليه في وقت سابق، واعادة فتح حدودها امام الاف اللاجئين من سورية ودول اخرى ليواصلوا الى القارة الاوروبية.

وكان ليبرمان قد تحفظ من اتفاق المصالحة بين اسرائيل وتركيا. وخلال جلسة المجلس الوزاري المصغر الذي صادق على الاتفاق صوت ليبرمان ضده وغادر الاجتماع قبل انتهائه. مع ذلك اتفق مع نتنياهو على انه سيتصرف بمسؤولية رغم معارضته للاتفاق ولن يهاجمه علانية.

وخلال لقاء اجراه مع المراسلين السياسيين، قبل اسبوعين، قال ليبرمان بأن موقفه من الاتفاق مع تركيا لم يتغير. وقال: "لم أُخف موقفي. لقد تم اتخاذ القرار وهذا يلزمني".وكجزء من الاتفاق تم رفع سلسلة من العقوبات المتبادلة بين تركيا واسرائيل، ومن بينها ما يتعلق بالتعاون الامني والعسكري. ومنذ توقيع الاتفاق استؤنف التعاون بشكل كبير،وقال ليبرمان للمراسلين الصحفيين "سنتقدم تدريجيا".

وعلى الرغم من دعم المستويات المهنية في الجيش ووزارة الامن والاستخبارات للاتفاق مع تركيا، الا ان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال هرتسي هليفي، اطلق، امس الاول، تصريحات مشابهة لموقف ليبرمان، حين ادعى خلال مؤتمر مغلق في جامعة تل ابيب، بأن على اسرائيل عدم اظهار التحمس الزائد لتسخين العلاقات مع تركيا. وقال: ""بعد خمس او عشر سنوات، لن يتم ابراز ميراث اتاتورك. نحن نواجه عملية تطرف ديني في تركيا. في كل ما يتعلق بتحسين علاقاتنا مع تركيا، يجب علينا اظهار صعوبة تحقيق ذلك والتقدم تدريجيا".

من جهته يحاول اردوغان تسخين العلاقات مع اسرائيل. ومقابل الاتصالات التي بدأت في الاسابيع الاخيرة بين البلدين، في مجال الغاز الطبيعي، اكد اردوغان خلال لقاء منحه للصحفية ايلانا ديان، في برنامج "عوبداه" انه يريد مواصلة تطبيع العلاقات مع اسرائيل. لكنه لم يتراجع خلال اللقاء عن المقارنة التي اجراها في السابق بين العمليات الاسرائيلية في قطاع غزة واعمال ادولف هتلر. ورفض اعتبار حماس تنظيما ارهابيا.

وفي الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي، قدمت تركيا مساعدة لإسرائيل في اخماد الحرائق، حيث ارسلت ثلاث طائرات شاركت في قسم رئيسي من عمليات اخماد الحرائق. وامس الاول جرت محادثة هاتفية بين اردوغان والرئيس الاسرائيلي، رؤوبين ريفلين، قال خلالها اردوغان ان تركيا واسرائيل تمران في مرحلة تجدد، وان السفير التركي سيبدأ قريبا عمله في تل ابيب. وقال ان تطبيع العلاقات بين البلدين ينطوي على اهمية بالغة للمنطقة كلها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد