غداً، وإن غداً لناظره قريب، ستلتئم الجلسة الافتتاحية، للمؤتمر العام السابع لـ فتح، وسط حضور واسع، واهتمام ملحوظ، بعد أن طال انتظاره. 
يشكل هذا المؤتمر، مفصلاً تاريخياً، من مفاصل الكيانية الفلسطينية، التي كانت مستهدفة، منذ ولادتها ولم تزل. 
عقد المؤتمر بحد ذاته، شكل تحدياً قوياً وشجاعاً، لمحاولات التدخل بالشأن الفلسطيني، من جهة، ومحاولات إخضاعه وتهميشه من ناحية أخرى.
نعم ضعفت مقومات الكيانية السياسية الفلسطينية، نتيجة عوامل عدة، أبرزها الانشقاق الجيو ـ سياسي، ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة ، وتهميش دور م.ت.ف لحساب السلطة الوطنية الفلسطينية، وأجهزتها، ما أسهم في ظهور عوالق، وطحالب، على السطح، منها الجهوية والعائلية والزبائنية والمصلحية. 
تمكن القرار الشجاع، بعقد المؤتمر العام، من نفض الغبار، واستنهاض القوى، لتجديد الشرعيات، وتحقيق الاستمرارية، ومواجهة التحديات القائمة.
سيعقد المؤتمر العام، ب حماس ، واندفاع، والأساس في ذلك، تاريخية هذه الحركة، وتمكنها من تجاوز الصعاب، أكانت انشقاقات مدعومة عربياً، أو حروبا خارجية إقليمية، كان أبرزها الحرب الإسرائيلية، 1982، وما تلاها من انشقاق خطير، تمكنت فتح من تجاوزه وحصاره وإنهائه.
تقر فصائل العمل الوطني الفلسطيني، كافة، بدور فتح القيادي والمحوري، وتراثها الكفاحي الطويل، وبثقلها القائم. 
صحيح أن بعض الفصائل الإسلامية، لا تقر بذلك، بل إنها كانت تدعو إلى تجاوزها، لكن ذلك، كما تبدّى للجميع، هو أمر غير منطقي، وغير ممكن وغير عملي في آن.
المؤتمر العام، بتكوينه الراهن، التمثيلي القائم، قادر دون شك، على الوقوف على متطلبات المرحلة الراهنة، وسبل تحقيق التجديد والاستمرارية، وتحويل الأمل إلى عمل وإلى برامج عمل، كفيلة، تحقق الاستقلال الوطني، وإقامة الدولة الفلسطينية المأمولة.
ما نقرؤه هذه الأيام، وكأن هناك وعّاظا وناصحين، يطلقون عظاتهم، على المؤتمر، وكيل المتطلبات، كي يحققها هذا المؤتمر. 
المؤتمر هو سيد نفسه، وهو تكوينات حقيقية، يمثل تيارات واتجاهات فتح، وهي لا تحتاج إلى وعّاظ أو مبشّرين.
سيدور المؤتمر، على مدى خمسة أيام أو أكثر، وينتهي بإجراء انتخابات حرة ومسؤولة، للجنة المركزية، والمجلس الثوري، ومن الطبيعي أن تجدد الدماء في هذين المركزين القياديين. 
نأمل أن تجدد هذه الدماء، وأن يكون النصيب الأكبر فيها، دماء شابة قادرة على تجديد هذه الحركة العملاقة وتحقيق استمراريتها.
ما بعد المؤتمر هناك تحديات حقيقية، أولها وعلى رأسها، تحقيق التجديد والاستمرارية لـ م.ت.ف، والقيام بنقله نوعية حقيقية لإعادة الحياة والقدرة للمنظمة، بعد تجاوز الأزمات الداخلية لـ فتح.
بعد المؤتمر، سيكون لـ فتح قيادتها الجديدة، ولا أحد يستطيع أن يدعي عضوية فتح، دون حق، ومن كان له طموح، لتحقيق مآرب عربية داخلها، أن يتخلى عن طموحه هذا، ولينشئ كياناً خاصا به، غير فتح.
إضافة لذلك، لا يزال هجوم السلام الفلسطيني، له ما يبرره، وله مقوماته وسبله. كيف سيتم تجديد هذا الهجوم، وما هي الوسائل المستحدثة لاستمراره. 
هناك، متغيرات دولية وإقليمية في الشرق الأوسط، تخدمنا وتخدم مصالحنا وما نصبو إليه. 
كيف سيتم توظيف هذه المتغيرات، وكيف لنا أن نؤطرها، لتحقيق أهدافنا المشروعة.
كيف لنا أن نحقق سلامة العمق العربي للقضية الفلسطينية، وهذا العمق موجود ومتوافر، لكنه بحاجة إلى جهد عربي ـ فلسطيني مشترك لتحقيق سلامته وفعاليته.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد