إضافة جديدة لجملة المواقف المثيرة للجدل ولأنه قرار سياسي يتحمل مسؤوليته الرئيس عباس ولا يجرؤ على اتخاذه إلا هو في سلطة الفرد التي يقودها سيارات الإسعاف الفلسطينية تهرع لنجدة دولة الاحتلال في إخماد حرائقها والتي قد تكون اشتعلت بشكل مبرمج من اجل جلب استعطاف العالم ودعمه المالي والسياسي مع تصاعد تشوه صورة المحتل العنصري دوليا ,اللافت في القرار انه إضافة جديدة لصورة استعطاف الاحتلال وحكامه رغم إدارتهم الظهر لكل صور الاستعطاف السابقة التي مارستها السلطة من اجل نيل استحسان ورضا هذا المحتل الغاصب لأرضنا وحقوقنا وكي نرى الصورة بشكل أكثر وضوح لننظر للطريقة التي تعامل فيها إعلام الاحتلال مع قرار السلطة إرسال طواقم الدفاع المدني للمساعدة في إخماد الحرائق المشتعلة حيث قالت وسائل إعلام الاحتلال السلطة" تطلب السماح لها المساعدة وكذلك طواقم الدفاع المدني تنتظر على حاجز السماح لها " صيغة فيها استعلاء وإذلال للطرف الفلسطيني في مخالفة لكل ما هو معهود في مثل هذه الظروف حيث تعرض الدول مساعدتها على مثيلاتها التي تتعرض لكوارث والتي تقابل بترحاب الطرف المضرور .
هذا هو الواقع الذي يريده لنا الرئيس عباس باسم الدبلوماسية والواقعية ونهج السلام الواقع الذي تتعامل فيه دولة الاحتلال بكل استعلاء وغرور رغم حالة الإذلال التي وصلنا لها من خلال تكسير كل أدوات قوتنا بأيدينا وإنتاج واقع فلسطيني هش وضعيف مازال فريق يرى فيه انه يحتاج لمزيد من الترويض والتدجين من اجل قبول نمط حياة فيها سادة مملوءة جيوبهم وكروشهم بالأموال والامتيازات هم وأبنائهم وأوليائهم وأقاربهم ومريدين منتفعين من هذا الواقع اعتادوا أن يعيشوا على فتات الموائد التي يقتاتون على فضلاتها ومجموع شعب مسحوق محكوم بنار الأمن ونير الاستعمار والشتات والانقسام شعب بعد أن كانت فلسطين حلمه وقبلته أصبحت لقمة العيش والأمن والخروج من آتون الصراعات وجهته فمارست دولة الاحتلال أبشع جرائمها بحق قضيتنا ووطننا ومعتقداتنا وهويتنا مطمئنة أن هناك حارس أمين يحمي بلطجتها علينا حارس لم تكن تحلم به يوما علاوة عن حالة الاختلال والاختلاف في كل شيء الذي أصاب الشعب الفلسطيني.
منذ أيام كنت أشاهد مقطع مصور لإحدى الزميلات تجوب الشوارع حاملة صورة لأحد أبطال فلسطين ورموزها عضو المجلس العسكري الأعلى للثورة نائب القائد العام لحركة فتح ومسئول القطاع الغربي وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة,الرجل الذي اشرف على تنفيذ مئات العمليات النوعية وخرج آلاف المقاتلين وارتبط اسمه بالانتفاضة الأولى وأوجع الاحتلال الذي حرك طائرات وغواصات وزوارق حربية من اجل اغتياله انه خليل الوزير أبو جهاد الذي كان يوم ذكراه هم عند قوات الاحتلال ترفع فيه درجة الطوارئ هذا الرجل الكبير لم يتعرف عليه معظم من تم سؤالهم عن صورته وبالمناسبة لاحظت أن غالبية من جهلوا هوية الرجل هم من الشباب في العشرينات من عمرهم وأظنها ليست مصادفة الإعلان المتكرر على لسان أعضاء لجنة مركزية أن برنامج حركة فتح في المرحلة القادمة هو ما أطلق عليه المقاومة " اللاعنفية " بعد حالة كي الوعي الفلسطيني التي مورست بشكل رسمي وممنهج طوال السنوات العشرة الأخيرة وأنتجت جيل يجهل من هم مناضليه لتأتي الأقوال مطابقة للممارسة في إفراغ حركة فتح من محتواها الثوري وأظن أن شعار العاصفة في المؤتمر السابع سيتم إعادة تصميمه لنضع محل البنادق مفتاح أعجبني " like" ويتم استبدال النشيد الوطني بازرع زيتون ازرع لمون ازرع تفاح واستبدال النسر بعصفور تويتر ليتناسب مع برنامج الرئيس عباس في المقاومة اللاعنفية .
لا اعلم هل تبقى شيء من حمرة الخجل في وجوه من يعتبرون أنفسهم قيادة حركة فتح التي قادت شعبنا لأكثر من نصف قرن وهم يرون هذا المشهد الصادم بحق واحد من ابرز أبطال فلسطين في العصر الحديث بعد كل ما قدمه للثورة ولفتح والوطن فإذا أبو جهاد في عصرهم أصبح مجهول بكل ثقله الثوري والنضالي المقاوم فما هو مصيرهم هم أصحاب الفلل وربطات العنق والسيارات معتمة الزجاج ,لا أظن أن أبو جهاد أو غيره من أبطال فلسطين يعنيهم, بل هو تاريخ يسعون لشطبه لأنه لا يتناسب مع طموحاتهم ورغباتهم الشخصية ولا يناسب فتح التي يرغبون فيها حاليا .
فتح التي كان مجلسها العسكري جزء أساسي في صنع سياساتها وصياغة برنامجها تم استبدال عسكرها في مؤتمرها السابع بأبنائهم وزوجاتهم وسائقيهم وبوابيهم ليكونوا هم المقررين معهم مستقبل هذه الحركة مغتصبين مواقع المناضلين والأسرى لان فتح التي يريدونها ليست حركة فتح الثورية بل حزب هزيل يأتمر بأمر الفرد وينفذ رغباته دون أي مقاومة .
سيدي الرئيس أطفأ الحرائق المشتعلة في بيتك أولى ففتح ليس المجموع المعزوم على حفلة المقاطعة وإنما آلاف الكوادر الرافضين لنهج الإقصاء وتدجين حركة فتح في الأردن ولبنان والجزائر وتونس ومصر و غزة و القدس ولا يظن احد أن ما بعد حفلة المقاطعة ستنزع الشرعية عن الآلاف من أبناء فتح ويلبس ثوبها هو وأبنائه بل إن ما يحدث هو مقدمة لتوابع ستهز حركة فتح بعنف سيكون لها ما لها في صناعة مستقبل هذا الوطن يتحمل تبعاتها ليس الرئيس عباس وحده بل كل المتواجدين في حفلة المقاطعة
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية