مشاركة فلسطينية مميزة في مباحثات مؤتمر مراكش لتغير المناخ

مؤتمر مراكش لتغير المناخ

مراكش / سوا / شاركت دولة فلسطين برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله ورئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة، والممثل الدائم لدولة فلسطين في الأمم المتحدة السفير رياض منصور، في مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP 22) الذي عقد في مدينة مراكش في المملكة المغربية في الفترة من 7 وحتى 18 تشرين الثاني/نوفمبر.

وأكد الحمد الله  أن فلسطين تفتخر بأنها الدولة الطرف 196 في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، ومشاركتها بهذا الحدث، وهو ما يعد بحد ذاته إنجازا سياسيا، يترجم إصرارنا على أن نأخذ مكاننا الطبيعي والطليعي بين شعوب العالم".

وأضاف رئيس الوزراء أن انبعاثات المواطن الفلسطيني السنوية تبلغ نصف طن من ثاني أكسيد الكربون، وعليه فإن كل ما تنتجه فلسطين من انبعاثات لا تساوي ما تنتجه منطقة استيطانية صناعية واحدة من تلك التي أقامتها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الأراضي الفلسطينية المحتلة بطريقة غير مشروعة".

وكان رئيس الوزراء اجتمع على هامش المؤتمر مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس الوزراء التونسي يوسف الشاهد، ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، وعدد من رؤساء الوفود المشاركة على حدة، حيث أطلعهم على تطورات الأوضاع في فلسطين، وآخر انتهاكات الاحتلال، وبحث معهم تعزيز التعاون، وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وكانت سلطة جودة البيئة في 11 من الشهر الجاري التقرير الوطني الأول حول تغير المناخ، وخطة التكيف الوطنية إلى سكرتارية الاتفاقية، حيث بدأت  دولة فلسطين بالعمل على إعداد التقرير الوطني  قبل انضمامها إلى الاتفاقية بسنوات في تأكيد فلسطيني على أهمية تغير المناخ وآثاره على مختلف القطاعات التنموية الفلسطينية.

وتعد دولة فلسطين الدولة السادسة على مستوى العالم في رفع الخطة الوطنية للتكيف حسب إرشادات مجموعة الخبراء الدوليين المختصين بالتكيف مع تغير المناخ، وتستهدف الخطة الوطنية 12 قطاعا لمدة عشرة سنوات بتكلفة تقديرية تصل إلى 3.5 مليار دولار أمريكي.

وأشارت رئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة إلى كون دولة فلسطين السادسة في العالم هو إنجاز لطواقم سلطة جودة البيئة والمؤسسات الرسمية والأهلية في مساعيها المحلية والدولية في تنفيذ متطلبات الانضمام لاتفاقية تغير المناخ، ورسالة على التزام الحكومة الفلسطينية في تنفيذ التزاماتها الوطنية والتخطيط المناسب للتصدي للآثار السلبية لظاهرة  تغير المناخ أسوة ببقية دول العالم.

وأعلنت الاتيرة انضمام دولة فلسطين انضمت إلى منتدى المعرضين مناخيا  Climate Vulnerable Forum وهو تجمع من 42 دولة تضم الدول ذات الحساسية المناخية  العالية، وأعلن آنذاك عن انضمام دول لبنان وكولومبيا وساموا بالإضافة لدولة فلسطين.

وبحثت دولة فلسطين في الجلسة التحضيرية للمؤتمر مع المجموعة 77 والصين، آلية التمويل الخاصة في فلسطين، وحق الدولة في الحصول على التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، إذ طالبت المجموعة في الجلستين الافتتاحية والختامية للمؤتمر بأنه لا يحق للهيئات التنفيذية في الاتفاقية من حرمان اية دولة بالاتفاقية من الاستفادة من التمويل ووسائل التنفيذ اللازمة لتحقيق أهداف الاتفاقية.

واعتمد صندوق المناخ الأخضر سلطة جودة البيئة نقطة الاتصال الوطنية للصندوق، وذلك على هامش الاجتماع الذي عقد مع الصندوق لمناقشة مشروع التحضير للتمويل وكذلك المشروع المتعلق بتوفير الطاقة لمشروع تحلية المياه في غزة من مصادر الطاقة المتجددة.

وقدم مستشار سلطة جودة البيئة نضال كاتبة كلمة له في الجلسة الافتتاحية للهيئة الفرعية للتنفيذ، المسؤولة عن تنفيذ الاتفاقية. وأشار إلى الصعوبات في الوصول والاستفادة من آليات التمويل وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا، حيث تبع ذلك الاتفاق مع مركز وشبكة تكنولوجيا المناخ على تقديم مشروع بخصوص تقييم الحاجات التكنولوجية لتنفيذ خطط المناخ الوطنية في مجالي التكيف والتخفيف.

وعقدت سلطة جودة البيئة مع  نائب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأمين العام لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة اريك سولهايم، حيث تم الاتفاق على أن تحدد السلطة قائمة الأولويات الواردة في توصيات تقارير "اليونيب" الخاصة في فلسطين بهدف تنفيذ الأولويات ذات الأهمية العالية.

وبحثت سلطة جودة البيئة مع نائب الامين العام للأمم المتحدة، ومدير البرنامج الاقتصادي الاجتماعي لغرب آسيا ESCWA  ريما خلف سبل آفاق التعاون بينهما.

كما عقد اجتماع مع ممثلي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل على إعداد التقرير الوطني الثاني والتقرير المحدث للانبعاثات، وشارك الوفد في الاجتماعات اليومية للمجموعة العربية ومجموعة 77 والصين التي تضم 133 دولة من الدول النامية الذي يعتبر أهم تكتل في الاتفاقية.

واتفقت سلطة جودة البيئة خلال اجتماعها مع ممثل الهيئة المعنية بالتدريب في الأمم المتحدة UNITAR للعمل على ثلاثة محاور  تتضمن إدراج موضوع تغير المناخ في المناهج التعليمية، وكذلك عقد برامج التدريب الخاصة بها، ومناقشة المشاركة في برامج التدريب المتخصصة بدبلوماسية تغير المناخ بالإضافة الى موضوع ادماج الشباب في القضايا المناخية.

وشاركت دولة فلسطين في أربعة أحداث جانبية أهمها الحدث الموازي الذي عقدته سلطة جودة البيئة، وعرضت خلاله أهم الإنجازات التي حققتها  فلسطين بعد الانضمام للاتفاقية، وحتى انعقاد مؤتمر الأطراف والطموحات المستقبلية. وخصوصا التي تلت انضمام دولة فلسطين رسمياً للاتفاقية في آذار/مارس الماضي، وبعد مشاركة فلسطين في مؤتمر الأطراف السابق في العاصمة الفرنسية، ومن ثم توقيع اتفاق باريس التاريخي في نيسان/أبريل الماضي في نيويورك، بالإضافة للحديث عن الطموح المستقبلي لدولة فلسطين.

وشاركت رئيس سلطة جودة البيئة عدالة الأتيرة في حدث جانبي نظمته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا"،  حول الآثار الاقتصادية لتغير المناخ على اقتصاديات الدول، بالإضافة إلى مشاركة مستشار سلطة جودة البيئة لشؤون تغير المناخ نضال كاتبة في الحدث الجانبي  حول أثر تغير المناخ على دولة فلسطين وأهم التحديات التي تواجهها.

وشارك كاتبة في محاضرة في الحدث الجانبي الذي عقدته جامعة طنجة المغربية حول التخطيط في مجال التغير المناخي على المستوى المحلي. واستعرض تجربة مجموعة الهيدرولوجين الفلسطينيين في مرج بني عامر في مدينة جنين حول إنشاء آبار تغذية للمياه الجوفية، وشارك الوفد الفلسطيني المتمثل في سلطة جودة البيئة والمنظمات البيئية الأهلية والشباب في حدث جانبي آخر.

كما وقعت الحكومة ممثلة في سلطة جودة البيئة مع حكومة المملكة المغربية ممثلة بالوزارة المكلفة بالبيئة، مذكرة تفاهم ل فتح آفاق التعاون بين البلدين في المجال البيئي، تتضمن إنشاء اللجنة الفلسطينية المغربية للبيئة، لتتولى تنفيذ محاور الاتفاقية التي تشكل نقطة هامة في تعزيز أطر التعاون الفلسطيني المغربي.

وعقد الوفد الفلسطيني بمشاركة ممثلي من سلطة جودة البيئة ووزارة الزراعة اجتماعا مع ممثلي وزارة الغابات والشؤون المائية التركية لبحث آفاق التعاون في مجال المحميات الطبيعية والمتنزهات الوطنية والسدود والغابات.

وتوصل الطرفان إلى تعزيز التعاون بين البلدين بالاستناد إلى مذكرة التفاهم الموقعة بين الحكومة الفلسطينية ممثلة بسلطة البيئة الفلسطينية في حينه ووزارة الغابات التركية في العام 1998م، واتفاقية التعاون الموقعة بين وزارتي الزراعة الفلسطينية ووزارة الغابات التركية في العام 2013م.

واجتمع الوفد الفلسطيني مع مجلس الكنائس العالمي لمناقشة أهمية دور الكنائس في إيصال الرسالة حول التغير المناخي وأثره على الدول، خصوصا فلسطين، إلى رعايا الكنائس في العالم بالإضافة إلى أهمية الآثار السلبية لتغير المناخ، وأهمية اتخاذ الإجراءات الفاعلة في تعزيز الوعي البيئي تجاه تغير المناخ، والتقى الوفد مع مجموعة من الشباب العاملين على تغير المناخ في العالم والمرتبط بالاتفاقية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد