عريقات: أصبحت فلسطين الآن ما بين مؤتمرين في مكانتها القانونية

صائب عريقات

رام الله / سوا / قال د. صائب عريقات ، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه تم تحقيق الكثير من الإنجازات السياسية ما بين المؤتمرين السادس والسابع لحركة فتح أبرزها أن فلسطين أصبحت الآن في مكانتها القانونية دولة تحت الاحتلال، أي دولة معترفا بها على حدود 1967 بمكانة مراقب في الأمم المتحدة.

وأشار عريقات لصحيفة الأيام المحلية إلى انه يأسف لعدم التمكن من إنهاء الانقسام الفلسطيني في السنوات الماضية وقال، "للأسف الشديد استمر الانقسام البغيض وهذا ما يجب أن ننهيه ويجب أن يكون أحد أسس التحرك القادم هو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية ".

وأعرب عن الأمل بأن "يحدد المؤتمر العام السابع خارطة طريق سياسية واضحة للتأكيد للقاصي والداني بأننا نسعى للسلام ونريد السلام ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن".

من جهة ثانية، فقد كشف عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن هناك محادثات جارية بشكل جدي جدا لتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان وقال، "ونأمل أن يصار إلى عرض القرار في مجلس الأمن الشهر القادم".


واعلن عريقات "نحن على استعداد للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967".

واستهجن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حديث نتنياهو الدائم عن الاستعداد للقاء الرئيس محمود عباس وقال، "لماذا لم يستجب نتنياهو لدعوة الرئيس الروسي للقاء الثلاثي بمشاركته والرئيس عباس في 8 أيلول؟ إن من الواضح أن هذه الحكومة لا تريد المفاوضات والسلام وإنما تريد المستوطنات والإملاءات".

وفيما يلي نص حديث د.عريقات:


"الأيام": ما هي أهمية انعقاد المؤتمر العام السابع لحركة فتح في هذه المرحلة من وجهة نظركم؟
عريقات: نريد مؤتمر سياسات، نأمل من المؤتمر أن يحدد خارطة الطريق للسنوات الخمس القادمة، وباعتقادي فإن المؤتمر وانعقاده يمثلان منعطفا تاريخيا مهما جدا ويشكلان تصميم الشعب الفلسطيني على الوصول لأهدافه الوطنية الفلسطينية على الرغم من المعاناة والاحتلال والانقسام والاستيطان وغياب افق السلام والحل إلا أن تصميم حركة فتح على عقد المؤتمر إنما هو انعكاس للتصميم على التمسك بالأهداف الوطنية والمشروع الوطني الفلسطيني وصولا الى إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس .


انعقاد المؤتمر هو تصميم على تحقيق الوحدة الفلسطينية وإزالة أسباب الانقسام على اعتبار الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة لا يمكن تجزئتها.


انعقاد المؤتمر هو تصميم الشعب الفلسطيني على التمسك بثوابته وعلى إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وحل قضايا الحل النهائي كافة وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة.


واعتقد أن انعقاد المؤتمر هو تصميم الشعب الفلسطيني على تكون أسس وركائز مجتمعه وحياته السياسية قائمة على الديمقراطية ومشاركة المواطن في الحكم والتعددية السياسية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وحرية العبادة والحريات العامة والخاصة.


"الأيام": ما بين المؤتمرين السادس والسابع، هل يمكن الإشارة إلى إنجازات سياسية وإخفاقات؟
عريقات: هناك إنجازات كبيرة جدا فأصبحت فلسطين الآن ما بين مؤتمرين في مكانتها القانونية دولة تحت الاحتلال، أي دولة معترفا بها على حدود 1967 بمكانة مراقب في الأمم المتحدة وفق القرار الصادر العام 2012، وفلسطين الآن عضو في 44 منظمة وميثاق وبروتوكول دولي وعلى رأسها مواثيق جنيف الأربعة لعام 1949 وفي المحكمة الجنائية الدولية و"اليونسكو" وغيرها من المنظمات والمواثيق.


ولدى فلسطين الآن اعتراف 138 دولة في العالم وفلسطين الآن هي الحقيقة القائمة على الخارطة القادمة للمنطقة وبالتالي فقد حدثت الكثير من الإنجازات ما بين المؤتمرين على الصعيد الدولي وعلى الصعيد الإقليمي وعلى صعيد تعزيز القضية الفلسطينية ولكن للأسف الشديد استمر الانقسام البغيض وهذا ما يجب أن ننهيه ويجب أن يكون أحد أسس التحرك القادم هو إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية.


"الأيام": بالإضافة إلى إنهاء الانقسام ما هو المأمول من ناحيتكم من المؤتمر العام السابع؟ 
عريقات: نأمل أن يحدد المؤتمر خارطة طريق سياسية واضحة للتأكيد للقاصي والداني بأننا نسعى للسلام ونريد السلام ولكن سلامنا لن يكون بأي ثمن، فسلامنا سيقوم على أساس دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضايا الحل النهائي وعلى رأسها قضية اللاجئين استنادا إلى قرار الأمم المتحدة 194 والإفراج عن الأسرى حال توقيع أي اتفاق.


"الأيام": كيف تقيمون حديث الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن أمله بتحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟
عريقات: نحن على استعداد للتعامل بإيجابية مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، لأنه في نهاية الأمر فإن لغة المصالح وتغليبها تعني الانتصار على لغة التطرف والقدرة على تهميشها.


واليوم هناك حكومة في إسرائيل هي حكومة بامتياز للمستوطنات والتطرف ولفرض الحقائق على الأرض وهذا يتعارض مع كل أهداف ما تقوم به دول العالم، وعلى رأسها أميركا، في محاربة الإرهاب وهزيمته وترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.


وبالتالي، بطبيعة الحال، من السابق لأوانه إطلاق الأحكام على إدارة الرئيس المنتخب ترامب لأنها فترة يتساءل فيها كل عربي عن اثر فوز ترامب علينا وكل أميركا تتساءل كيف سيفكر العرب بنا بعد فوز ترامب، وباعتقادي أن السنوات الأربع القادمة لن تجيب على هذه الأسئلة بقدر ما ستترك الكثير من عدم الوضوح وعدم القدرة على التنبؤ.


ولكن في النهاية يبقى الشيء الوحيد هو أن الذي يريد الانتصار على الإرهاب عليه أن يبدأ بمحاربة كل طرف يحاول تحويل هذا الصراع إلى صراع ديني، فاستمرار الاحتلال والمستوطنات يزيد بذور الفصل العنصري (الابرتهايد) حيث وصلت الأمور إلى إحراق طفل عمره 18 سنة.


إن تجفيف مستنقع الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة وتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967 وعاصمتها القدس هو مفتاح الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة وبدونها لن يكون هناك أمن واستقرار وسلام وباعتقادي فإن كل القائمين على الإدارة الأميركية القادمة يدركون ذلك جيدا.


"الأيام": جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، امس، إعلان استعداده للقاء الرئيس محمود عباس بالتزامن مع دفع مخطط لبناء 500 وحدة استيطانية في القدس؟
عريقات: في كل مناسبة يقول نتنياهو انه على استعداد للقاء مع الرئيس عباس وقد أصبحت هذه أسطوانة مشروخة فقد عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استضافة لقاء ثلاثي في موسكو بمشاركة الرئيس عباس ونتنياهو ولكن الأخير رفض.


نتنياهو يرفض أي لقاء وهو الذي يرفض المفاوضات ويرفض اللقاءات ويستخدم هذه العبارة المشروخة في كل خطاب له.


لماذا لم يستجب نتنياهو لدعوة الرئيس الروسي للقاء الثلاثي في 8 أيلول؟ إن من الواضح أن هذه الحكومة لا تريد المفاوضات والسلام وإنما تريد المستوطنات والإملاءات.



"الأيام": في هذا الصدد هل سيتم تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الاستيطان؟
عريقات: نعم، هناك محادثات جارية بشكل جدي جدا ونأمل أن يصار إلى عرض القرار في مجلس الأمن الشهر القادم وستجتمع اللجنة الوزارية العربية المختصة بهذا الموضوع برئاسة مصر وعضوية فلسطين والأردن والمغرب بالإضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية قريبا لبحث الموضوع.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد