شعث يكشف تفاصيل البرنامج السياسي المقدم للمؤتمر السابع لفتح

نبيل شعث

رام الله / سوا / قال د. نبيل شعث ، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" "إن البرنامج السياسي المقدم إلى المؤتمر العام السابع لحركة "فتح" ليس تفاوضياً ولو أنه يترك الإمكانية للعودة إلى التفاوض في حال تلبية متطلبات محددة، وبالتالي هو برنامج مواجهة لا عنفية ما زالت مركزة على النضال الشعبي والحراك الدولي، ويشرح بالتفصيل دور الحركة في النضال الشعبي والحراك الدولي ويركز على المقاطعة الشاملة".

وأضاف لصحيفة الأيام المحلية: هناك عناصر في التغيرات والتحولات الدولية والكوارث في العالم العربي تجعل تركيزنا على مواجهة إسرائيل سياسياً وأن نوحد أنفسنا ونعيد بناء بيتنا الداخلي ونعيد بناء اقتصادنا وندعم صمودنا ونواجه بمبادرات مستمرة المشروع الاستعماري الإسرائيلي، وأن نتحرك في العالم قانونياً ودبلوماسياً واقتصادياً.

ويعتبر البرنامج السياسي من أهم الأوراق التي سيتم تقديمها إلى المؤتمر العام السابع، لدى انعقاده في رام الله، يوم التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

وتابع شعث: البرنامج السياسي الذي سيقدم إلى المؤتمر العام السابع هو استمرار في المبدأ والأساس لمواقف "فتح" التاريخية وبرنامجها في المؤتمر العام السادس، بمعنى أنه يحلل الوضع الراهن والتغيرات في العالم بما فيه العالم العربي والتغول الشديد للمشروع الاستعماري الإسرائيلي، وكأنه ليس هناك من أحد في العالم يقف في وجه هذا التغول، خصوصاً ما يجري في الضفة الغربية وتهويد القدس وحصار غزة ، وبالتالي فإن الوضع صعب، وعليه يتم التركيز على أنه دائماً عندما تتعرض الشعوب لأوضاع صعبة، فإنها يجب أن تكون على ثقة بأن هذه الأوضاع ستزول وسنبني دولتنا، فلم نفقد الأمل أبداً بالعودة واسترداد أرضنا وإقامة دولتنا، ولكن عندما تكون الأوضاع صعبة فعلى الإنسان أن يبدأ بنفسه ويصلح بيته.

وأردف: ولذلك فإن جزءاً من البرنامج السياسي يتركز على إعادة بناء البيت الفتحاوي وأن تؤدي مخرجات المؤتمر إلى استنهاض الحركة وتوحيدها وتوجيهها في الاتجاه الصحيح وإبقائها دائماً حركة تحرر وطني إلى أن نصل إلى حريتنا.

وأكد أن البرنامج يركز على استعادة الوحدة الوطنية واستعادة الديمقراطية الفلسطينية، من خلال خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية، واستعادة شرعية منظمة التحرير الفلسطينية وديمقراطيتها، وإعادة بنائها باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتوليها أساساً القضايا السياسية الأساسية والخارجية، باعتبار أن السلطة تركز على الداخل، فيما المنظمة تمثل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده.

ولفت شعث إلى أن البرنامج السياسي "يتحدث عن دور شعبنا في مناطق 1948 وفي الشتات وأن الوحدة الوطنية ليست فقط بين "فتح" و" حماس " والفصائل الفلسطينية الأخرى، وإنما هي حقيقة بين مكونات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة والقدس والداخل والشتات".

وقال: البرنامج السياسي يتحدث عن إعادة بناء الاقتصاد الوطني الفلسطيني لتقليص الهيمنة الاقتصادية الإسرائيلية عليه ودور الحركة في ذلك، لافتاً إلى أن "البرنامج يتحدث عن دور الحركة في السلطة وفي منظمة التحرير، بالإضافة إلى دورها الداخلي".

وأشار إلى أن "جزءاً من البرنامج يركز على إعادة بناء البيت الفلسطيني؛ ليكون قادراً على استيعاب الظرف الصعب الذي نعيشه إسرائيلياً وعربياً ودولياً".

وأضاف: "بالنسبة لمواجهة إسرائيل، فأنا حقيقة أعتبر أن البرنامج برنامج مواجهة، وليس برنامج تساوق مع المشروع الإسرائيلي وسقوط في أوهام العملية السياسية التي دمرها الإسرائيليون ويرفضونها دائماً، فقد قبلنا بالمشروع الفرنسي والمبادرة العربية ولكن البرنامج يضع متطلبات تفصيلية للمفاوضات، تحدث عنها الرئيس محمود عباس في أكثر من مناسبة، بما فيها وقف الاستيطان، وشرعية دولية، وإطار دولي، وسقف زمني للمؤتمر، والبدء بقضايا الحل النهائي أولاً، وترسيم الحدود، والاعتراف بالدولة".

وتابع: البرنامج يركز على متطلبات الصمود الفلسطيني، إلى أن تمر هذه المرحلة، إلى أن تعود مرحلة تكون فيها القضية الفلسطينية أولوية أولى في العالم العربي والدولي، حيث تراجع الاهتمام بالقضية؛ بسبب الكوارث في مناطق متعددة من العالم العربي والوضع الاقتصادي العربي الصعب، والظروف في أوروبا وتغير قيادة العالم وتحولها، وغموض السياسة الأميركية بعد الانتخابات والتحولات في أوروبا.

وكشف شعث النقاب عن تجمع سياسي دولي على هامش المؤتمر العام السابع لحركة "فتح"، وقال: سيصل الضيوف العرب والدوليون إلى فلسطين قبل يومين من انعقاد المؤتمر العام السابع، حيث سينظم مؤتمر سياسي دولي يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري في رام الله بمشاركتهم، إضافة إلى السلك الدبلوماسي المعتمد في فلسطين ومعتمدي الأقاليم والسفراء في الخارج.

وأضاف: المؤتمر سيبحث في مستقبل القضية الفلسطينية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، والوحدة الوطنية، وإعادة بناء "فتح" وبرنامجها السياسي، وسيزور المشاركون متحف الرئيس الشهيد ياسر عرفات وستتم قراءة الفاتحة على ضريحه، وسيتوجهون إلى قلنديا، وفي الثلاثين من الشهر الجاري سيتوجهون إلى القدس و بيت لحم والأغوار".

وتابع: المؤتمر لحركة "فتح"، وبالتالي تمت دعوة جميع الأحزاب التي لها علاقة بالحركة، سواء الأحزاب التي كان أصلها حركات تحرر وطني في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، أو الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية، وأحزاب الوسط واليسار الموحد، وأحزاب الخضر، وبعض أحزاب يمين الوسط".

وأردف: سيشارك الأمين العام للاشتراكية الدولية، ونائب أمين عام الاشتراكية الأوروبية، وأمناء عامون أو نواب أمناء عامين من الأحزاب الأوروبية الرئيسة، وشخصيات عربية مهمة من لبنان والأردن ومصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر.

ولفت إلى أنها المرة الأولى في تاريخ حركة "فتح" التي يتم فيها عقد مؤتمر سياسي دولي على هامش المؤتمر العام للحركة، وقال: في الماضي كانوا يشاركون في جلسة الافتتاح فقط، ولكن هذه المرة هناك يوم كامل يستمعون فيه إلى تفاصيل القضية الفلسطينية من جميع جوانبها، ويرون بأعينهم من خلال الجولات الميدانية الوضع على الأرض.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد