2014/09/09
229-TRIAL-
بالتأكيد هذه هي الكلمة السليمة التي تعبر عما جرى في الدوحة بين القيادات الفلسطينية من ابومازن وجر. وماذا كنا نتوقع كشعب فلسطيني ما دام اللقاء في الدوحة! في تقديري كان يجب أن تكون أجندة الاجتماع كلمة واحدة: اعمار غزة بعد الحروب الثلاثة ومعالجة مأسيها في الماء والكهرباء والمجاري والصحة والبطالة … الخ.
ولكن بعد الاطلاع على المحضر الذي سربته قطر وهي خطوة مدروسة استخباراتيا وسياسياً لكشف ما يسمى بالقيادة الفلسطينية (مجازا)، ان محاضر الدوحة كاشفة لواقع بشع وليست منشئة لشيئ جديد لا نعرفه، وظهر ذلك جلياً حين أطلق أمير قطر العنان للكلام فاتضح للجميع أن كل ٌ يغني على ليلاه يسندهُ المحور الذي ينتمي له وهنا بانت أكذوبة الوحدة وحكومة الوحدة والتي كلٌ قبلَ بها على علاتها لاسباب تخصه، ف حماس اساساً كانت تسعى للرواتب والمعابر ولكن ابومازن جاوبها على بلاطة حين قال من كان يدفع الرواتب عليه ان يستمر بالدفع، وتلك الجملة كانت القاضية وأحد اسباب الحرب.
وكان الرئيس يسعى لاعادة أي شكل للوحدة ليعطيه الفرصة ليقول اعدت غزة للشرعية (وهوالقائل الحمد لله اللى اعمى قلب حماس وأخذت غزة !!) حتى ينطلق في خطته السياسية التي لاهي فوق ولا هي تحت والايام بيننا. ولكن ربما سأغير موقفي وكثير من الشعب الفلسطيني أيضا بعد هذه الخطة الطوباوية اذا قادت الرئيس الى ادراك حقيقة الفشل وخاطبنا معتذرا عن نظرياته التفاوضية التي استمرت عشرون عاماً بقوله لنا:”خلص الفيلم والسلام عليكم … أنا مروح للدوحة أوعمان”.
وعودة لمحضر العار (وليس عمارة العار في رام الله ) ولنبقى في بلاد الغاز والنفط والمال، فلقد قفز اسم العقيد دحلان في ذلك المحضر بدون مناسبة أومنطق، متهماً بالتامر مع حماس في قديم الزمان قبل الانفصال والانقسام والانقلاب والحسم.
سيادة الرئيس، ان العداء بينكما جر خسارة كبرى على الشعب الفلسطيني في دولة الامارات وغيرها ولن ادخل في تفاصيل ذلك، ولكن المذهل لماذا كل هذا العداء والاستقطاب عربيا وفلسطينيا بينك وبين دحلان.
ان من حقنا المشروع أن نسألكما وأن نطرح ملاحظاتنا على صراعكما وأولها هل تدركون حجم ما أصاب شعبنا من ذلك ؟ ألم يكن دحلان حليفا مخلصاً لك؟ ألم تكن تجد في الامن الوقائي مكانا للفضفضة والدردشة نقداً وهجوماً على الرئيس عرفات ؟ ألم تكن مصمماً في حكومة الاكراه التي رأستها أن يتولى دحلان الامن و سلام فياض المال رغم اعتراض الرئيس عرفات؟!! ألم تساعد دحلان في المؤتمر السادس لحركة فتح على النجاح مع عدم اغفالنا لشطارة دحلان!! ماذا جرى ليحتدم كل هذا الصدام ؟ أهي المصالح المتضاربة؟ أم ان اغتيال الرئيس عرفات فكك التحالف الغير مقدس مع دحلان وسلام فياض وكل منكما يتمسح بذكراه الان؟
أسئلة تطول وحقائق كثيرة لا بد وأن تتكشف عاجلاً أم أجلاً ، فأرضنا مقدسة لا تخفي سرا أثماً.
محامي ووزير عدل سابق 131
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية