الفلسطينيون يستبعدون اتفاقا سلميا مع إسرائيل في عهد ترامب

دونالد ترامب

رام الله / سوا / استبعد مسؤولون فلسطينيون "بلوغ اتفاق سلمّي مع إسرائيل في عهّد الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لصالح "التوسّع الاستيطانيّ الذي سيبّتلع مزيدا من أراضي الضفة الغربية، ويمنع إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة".


واعتبروا أن مواقف ترامب، التي عبّر عنها خلال حملته الانتخابية وعقبّ فوزه الرئاسيّ، تعكسّ "الانحياز الأميركي المفتوح للاحتلال"، بما قد يؤثرّ على "مسار الجهود الفرنسيّة لعقد المؤتمر الدوليّ للسلام قبل نهاية العام الحالي، وسط الرفض الإسرائيلي".


في المقابل، أعرّبت شخصيات سياسية إسرائيلية يمينية عن سعادتها بفوز ترامب الذي اعتبرته "فرصة ذهبية لإنهاء حل الدولتين"، و"إطلاق إقامة المستوطنات".


من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية في حركة "فتح"، عزام الأحمد، إن الكيان الإسرائيلي "يعدّ أحدّ ثوابت السياسة الأميركية وجزءاً أصيلاً من أمنها الاستراتيجيّ، بحيث يخطيء من يعتقد أن قضية الانتخابات ستغير مجرى تلك السياسة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي".


وأضاف الأحمد، لصحيفة الغد الاردنية، ان "تعهّد ترامبّ بالعمل لأجل السلام من خلال التفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ينسجمّ مع موقف ما قبله، مما يعنيّ العودة إلى دائرة التفاوض مجدداً، بما يجعلنا نتساءل عن طبيعة الجهود التي يعتزم بذلها طالما أوكلّ المسألة للطرفين سبيلاً للحلّ".


وأوضح أن "الجانب الفلسطيني لم يفاجأ بمواقف ترامب"، معتبراً أن "المرشحة للرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، لم تكن أحسن حالاً، فالتجربة الفلسطينية معها مريرّة كوزيرة خارجية في عهد الولاية الأولى للرئيس الأميركي، المنتهية ولايته، باراك أوباما، حيث لم يتم خلالها التقدم خطوة واحدة".


وزاد قائلاً "لا نعوّل كثيراً على الانتخابات الأميركية"، مؤكداً أهمية "قيام الفلسطينيين والعرب بترتيب أوراقهم حتى يتمكنوا من التعامل مع المرحلة القادمة".


وحول تأثير فوز ترامب على المؤتمر الدولي للسلام؛ قال الأحمد إن "الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أعلن، مؤخراً، بأنه سيتواصل مع الرئيس الأميركي المنتخب ليفهم موقفه من الوضع في المنطقة، ومن ضمنها المؤتمر".


وأشار إلى أن "الإدارة الأميركية الحالية تقف ضدّ عقد المؤتمر الدولي، رغم مشاركتها في اجتماع باريس التحضيري، الذي عقد مؤخراً، حيث سعت لتخريب الجهود الفرنسية ووضع العراقيل أمامها، في إطار دعمها للموقف الإسرائيلي المضادّ لعقده، وذلك وفق مصالح المؤسسة الأميركية ورؤيتها للمنطقة".


ودعا إلى "تجنبّ اليأسّ نحو محاولة ترتيب الأوضاع والاستمرار في مسعى عقد المؤتمر الدوليّ، لاسيما إزاء دعم أطراف المجتمع الدولي لعقده، وهو الأمر الذي تكشّف خلال اجتماع باريس".


وقال "إذا أردنا أن يكون العام 2017 سّنة إنهاء الاحتلال، فلا بد من ترتيب الأوضاع الداخلية والتمسك بالثوابت الوطنية وقرارات الشرعية الدولية".


وكان ترامب قد اعتبر أن أي اتفاق سلام "يجب أن يتم التفاوض عليه بين الطرفين وألا يفرض عليهما من قبل الآخرين"، وذلك في أول رسالة نشّرت له حيال الأمر منذ فوزه بالرئاسة الأميركية.


من جانبه، قال عضو منظمة التحرير، واصل أبو يوسف، إنه "لا يوجد فرق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأميركيين فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فكلاهما يشكلان انحيازاً سافراً للاحتلال الإسرائيلي".


واستبعد أبو يوسف، لـ"الغد" من فلسطين المحتلة، "حدوث حرّاك في العملية السياسية خلال عهد ترامب"، مضيفاً إن "الولايات المتحدة أشرفت، منفردّة، طيلة عشرين عاماً، على المسار التفاوضي الفلسطيني والإسرائيلي، ولكنها أفشلت كل إمكانية للحديث عن التوصل إلى الحقوق الوطنية الفلسطينية".


وأوضح أن "الموقف الأميركي من الاستيطان، من حيث كونه عقبة أمام العملية السلمية، لم يجد رصيداً فعلياً، بينما كل ما تقوم به الولايات المتحدة مجرد تغطية على جرائم الاحتلال ضدّ الشعب الفلسطيني".


وقال إن "عقد المؤتمر الدولي قائم حتى الآن وفق الموقف الفرنسي، بغض النظر عن الرفض الإسرائيلي له"، مؤكداً "الترحيب الفلسطيني بفكرة الخروج من مسار المفاوضات الثنائية إلى محاولة تدويل القضبة الفلسطينية".


وكان دونالد ترامب، تعهد خلال حملته الانتخابية، بنقل سفارة واشنطن في "تل أبيب" إلى القدس المحتلة وتكريسها "عاصمة أبدية لإسرائيل"، ما أثار غضب الفلسطينيين. وقال مستشاره الخاص، ديفيد فريدمان، أن "ترامب لا يعتقد أن إقامة المستوطنات فعلٌ يدان، مثلما لا تعدّ المستوطنات غير قانونية، وليست عقبة في طريق السلام". 


وتشكل مواقف ترامب الضدّية من القضية الفلسطينية موضع ترحيب إسرائيلي واسع؛ حيث اعتبر ساسّة الاحتلال فوز المرشح الجمهوريّ بالرئاسة الأميركية "فرصة ممتازة لإنهاء حل الدولتين"، و"إطلاق إقامة المستوطنات دون انتقادات وتحفظات أميركية".


ورأى رئيس مجلس المستوطنات في شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، أنها "لحظة مهمة في تاريخ الاستيطان، من خلال رئيس أميركي داعم للاستيطان، ومساند لضمّ الضفة الغربية للكيان الإسرائيلي".


فيما اعتبر رئيس ما يسمى بلدية الاحتلال في القدس المحتلة، نير بركات، أن "الوقت مواتٍِ لتصعيد البناء الاستيطاني في المدينة، نظير استغلال ولاية ترامب التي ستشكل فرصة ذهبية لأجل تعزيز الطابع اليهودي للقدس والبناء فيها".


أما عضو البرلمان الإسرائيلي " الكنيست "، إيلي يشاي، فقد طالب "رئيس الحكومة الاسرائيلية بإطلاق البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، بما فيها القدس" المحتلة.
بينما دعا عضو "الكنيست" من حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف، بتسلال سموتريش، إلى إلقاء "حل الدولتين الخطير في مزبلة التاريخ"، مقابل "إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية والمدن الاستيطانية في الضفة الغربية"، بحسبه.


من جهتها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن "العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ليست على رأس أولويات إدارة ترامب"، متوقعةً قيام الرئيس الأميركي المنتخب "بتقليص دور بلاده في عملية السلام".


ووفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن ترامب "سيسعى إلى تقليص التدخل الأميركي في المنطقة، مقابل الالتزام بمحاربة تنظيم "داعش"".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد