مركز غزة للثقافة والفنون يحتفى برواية الكاتب/عبد الحليم أبو حجاج ( اليتيم )
غزة / سوا / احتفى مركز غزة للثقافة والفنون بصدور رواية " اليتيم " للكاتب/ عبد الحليم ابو حجاج باحتفال أقيم في قاعة مؤسسة سعيد المسحال للثقافة والعلوم بغزة بحضور عدد من الكتاب والشعراء والمثقفين والاعلاميين والفنانين وقدمت الحفل باقتدار الاعلامية ديانا كمال .بمشاركة الكاتب الكبير الروائي غريب عسقلاني والدكتور أحمد حلس وفي ختام الاحتفال قدم مركز غزة للثقافة والفنون ضيوف اللقاء درعاً تكريمياً للكاتب/ ابو حجاج ووقع للحضور روايته .
وقال رئيس مجلس إدارة المركز أشرف سحويل: إن "اليتيم" عنوان رواية الكاتب عبد الحليم ابو حجاج لها دلالات إنسانية تأخذنا معها نحو تفاصيل الوجع الفلسطيني بأحداثه التي ما زالت متواصلة وتجربة الغربة والشتات والعودة للوطن استفاد منها المبدعين. ونحن نحتفي معكم بهذا الاصدار الجديد نوثق تجارب ابناء شعبنا الغنية بالإبداع رغم ما يحفنا من واقع سياسي له دلالات ومعطيات على الأرض.
وأضاف: تأتي رواية الكاتب عبد الحليم أبو حجاج وتتدحرج في ثنايا الوجع الإنساني بتقنيات الكتابة الروائية تجربة شخصية ربما تحمل في طياتها سير ذاتية لبعض الحضور لكنها ممتلئة بالتجربة واستمرار لتجربة الكاتب والذي سبق وأن أصدر روايته الأولى بعنوان السبية.
من جهته قال الكاتب ابو حجاج، في وصف وسرد بعضاً من أحداث روايته التي تناولت قصة جابر، هذا اليتيم، رغم أن والده المنفصل عن زوجته على قيد الحياة، حياته زاخرة بالأحداث الأليمة، طافحة بالمواقف التي تستوقف رجال التربية وعلماء الاجتماع للنظر فيها وللانتباه لها.
وأضاف، إن القصة في مجملها تثير قضية تربوية اجتماعية؛ قضية العلاقات الأسرية (علاقة الزوج بزوجه، وعلاقة الوالدين بأطفالهما)، وكذلك علاقة المؤسسات الاجتماعية والجمعيات الخيرية بهكذا أطفال لحمايتهم من الانحراف السلوكي الذي قد يؤدي إلى الإجرام وإلى مزيد من المجرمين.
وأشار الكاتب إلى ان الرواية تستصرخ رجال الدين والقانون ليعيدوا النظر في اهتماماتهم وأحكامهم، وهي تناشد الأزواج الجُدُد وتدعوهم إلى التعقل والحكمة في حل النزاعات الأسرية، التي غالباً ما تطرأ في السنة الأولى من الزواج، للمحافظة على حياتهم وعلى حياة أطفالهم من الضياع والتشرذم، ولحمايتهم من السير في الطريق المعاكس صوناً لهم ولمجتمعاتهم.
من جهته قال مدير دار الكلمة للنشر عاطف الدرة، إننا نأمل أن تلاقي هذه الرواية اهتماماً من القراء والمتابعين لأن العمل الذي يثير الجدل هو عمل يحمل أسئلة تهم شريحة كبيرة من القراء، وأن الكاتب في روايته "اليتم" استطاع أن يرصد واقعاً فلسطينياً من وجهة نظره ككاتب، وهو بذلك يضيف رأياً من الآراء التي تضج بها الساحة الفلسطينية ولعلها تسهم في نقاش معمق بين أوساط المتابعين في الشأن الادبي والسياسي.
أما الدكتور أحمد حلس فأكد أن محور الرواية في قصة جابر هي قصة الكثير من الأطفال الذين ينطبق عليهم حياة جابر الطفل الذي عانى قسوة الحياة نتيجة المشاكل الأسرية مما انطبق عليه لقب اليتيم رغم وجود والديه على قيد الحياة.
وتابع: نرى اسقاطات الرواية على واقع شعبنا الذي يعاني انقساماً يقسم ظهور أبناءه إذا ما نظرنا إلى قصة جابر ممثلاً بالشعب، والأب والأم هما الفصائل والأحزاب التي بدورها أدارت لنا ظهرها والتي تشرفنا بالعمل تحت لوائها إلا أنا اليوم نفوسنا طافحة بالألم وتجد الكثير من أبناء شعبنا غاضب على أدائها رغم اننا نكن كل الحب والاحترام لمن حملوا الراية واستطاعوا ان يخرجوا بنا من شتات الغربة والتشرد الى ملكوت العزة والكرامة.
وقال: لا ينبغي ان نتنكر لدورهم في الماضي والذي ما زال موجوداً حتى اللحظة على الرغم من كل الأخطاء والسلبيات وأن الجيل الصاعد سيحمل الراية يوماً.
من جهته قال غريب عسقلاني، إن الاختلاف في السياسة موجود لكننا لا نختلف بالأدب وما سمعناه عن رأي ورد وفي الرواية أيضاً رأينا شقين "اليتيم" في معناه الحقيقي والانساني وشق حول الاختلاف بما يحمله من مخرجات وتباين في الآراء، إلا أننا نعود للرواية التي تأخذنا نحو الواقع الذي نعيشه بما تحمله من مفردات تتناول الواقع.
وتابع: إننا نتساءل ماذا يريد الكاتب في طرحه للسؤال، وماذا تقول روايته وكيفية مقدرة الكاتب على ايصال رسالته للقارئ ومقدرته على التعايش مع شخوص الرواية كي يصادق على ما ورد في الكتاب بحنكة الراوي والى أين يصل بالمتلقى من الرواية، وهل نجح الكاتب في خلق بيئة مكانية، وهل نجح في ذلك، وكيف يخرج الكاتب من الزعيق السياسي إلى منطقها الادبي، كي توصل رسالتها ويجب أن تحاكم الرواية محاكمة أدبية يميز ما لها وما عليها، ومن حقنا جميعاً جيل الأدباء الذين عاصرنا مسيرة الأحزاب، وما تشكل من جيل بعد جيل بعد النكبة أن يمنحوا تجاربهم الشخصية والسير الذاتية، وأن الادب لا يستوعب الصراخ وإنما محطة للإقناع.
كما رأى عسقلاني ان الطرح الروائي الفلسطيني في السنوات العشر الاخيرة بات منافساً حقيقياً على مستوى الرواية العربية رغم الأزمة الفلسطينية الداخلية إلا انه استطاع ان يتعايش مع تعقيدات المرحلة.
من الجدير بالذكر أن رواية اليتم هي الرواية الثانية للكاتب حيث أصدر روايته الاولى بعنوان "السبية" في العام 2010.