أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا تعقد مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع
غزة / سوا / عقدت أمس أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا مؤتمر الأمن القومي الفلسطيني الرابع.. مائة عام على سايكس بيكو ووعد بلفور فلسطين إلى أين؟ وذلك في قاعة الهلال الأحمر الفلسطيني بغزة، والذي من المقرر أن يستمر لمدة يومين، بحضور ومشاركة كل من رئيس الأكاديمية د. محمد المدهون والنائب الأكاديمي د. أحمد الوادية، ورئيس جامعة الأقصى د. محمد رضوان ورؤساء الجامعات والكليات ولفيف من قادة الفصائل والأكاديميين وشخصيات رسمية ونسوية ونواب تشريعي ولفيف من الباحثين والحضور الكريم.
وفي كلمته أوضح رئيس المؤتمر د. محمد المدهون أن المؤتمر يأتي من أجل أن نعقد راية عنوانها كيف يمكن لنا كأبناء لهذه القضية ولهذا الشعب أن نلتقي بكل قوانا وفصائلنا وتوجهاتنا واختلافاتنا التي في جوانبها كثير من الاتفاق على طاولة واحد لنفكر في مستقبلنا ونرسم خارطة فلسطين القادمة، وأن يكون هذا الملتقى جامع لأصحاب السياسة والفكر والقرار والباحثين للعمل سويا على أن تحديد المسار وتصويب البوصلة.
وبين د. المدهون أن المؤتمر ليس غاية في حد ذاته وإنما غاية لما بعده، وأضاف: "علينا أن نخرج من بوتقة المؤتمرات الاحتفالية لمؤتمرات جادة تخرج بنتائج علمية رصينة تكون على طاولة أصحاب القرار والصناع"، منوهًا إلى أن أكاديميته تعقد هذا المؤتمر بنسخته الرابعة بالشراكة مع جامعة الأقصى.
وقال: " يستوحي هذا المؤتمر الأحداث والتاريخ ووقائع الحاضر كما ويُعد هذا المؤتمر رد علمي على مؤتمر هرتسيليا الصهيوني وأن المسار العلمي الذي يختطه الاحتلال هو المسار الذي علينا أن نقوم به نحن وان يوظف العلم لمصلحة القرار والشعوب".
داعيًا الأكاديميين والباحثين الى المشاركة في كل جلسات المؤتمر لتكون لنا بصمة في جلستنا الختامية ورؤية استشرافية لمستقبل فلسطين وتقديمها لأصحاب القرار على أن يمضوا على أساسها
وأشار د. المدهون إلى أن الأكاديمية غدت بصمة في واقع شعبنا الفلسطيني في القطاع وسيكون لها بصمة في الضفة وخارج فلسطين عنوانها أن البحث العلمي ومسار النخبة الذي اختطه الأكاديمية تمضي على أساسه بجودة وكفاءة ورؤية وشراكة دائمة مع جامعة الأقصى، مقدما شكره وتقديره لكل اللجان العاملة لتحقيق النجاح الذي يصبوا إليه
بدوره أوضح رئيس جامعة الأقصى د. محمد رضوان أن عقد هذا المؤتمر يأتي انطلاقًا من إيمان جامعة الأقصى بالتعاون مع الأكاديمية في نشر المعرفة وتعميق جذورها وترسيخ المفاهيم الحقيقة لدى شعبنا حول قضاياه المركزية والوقوف على رؤية استشرافية للمستقبل العربي والفلسطيني.
وقال:"على الرغم من المتغيرات التي تحيط بالعالم والمنطقة إلا أن القضية لا تزال متحفظة بمكانتها رغم كل محاولات الطمس والتزوير والتحريض لإزاحة الأنظار عن معاناة الشعب الفلسطيني"، منوهًا الى أن إرادة شعبنا أصبحت أكثر أملاً في المستقبل وإيمانا بعدالة قضيته.
وأشار رضوان الى أن المخططات الأمريكية والصهيونية تمثل مدخلا هاما للدراسات العلمية الجادة للخروج برؤية علمية واضحة تحدد الأهداف المستقبلية للسياسيين، منوهًا الى أن أولى الخطوات الصحيحة على طريق التحرير هو تحقيق المصالحة الفلسطينية على قاعدة التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني والعودة وقيام الدولة المستقلة.
من جهته أوضح رئيس اللجنة التحضيرية د. أحمد الوادية أن الأكاديمية عقدت هذا المؤتمر تزامنًا مع ذكرى وعد بلفور المشئوم ومع متغيرات كثيرة ومتسارعة على الساحات الدولية والإقليمية والعربية والفلسطينية، الأمر الذي استوجب وقفة تقييميه لكي نكون أكثر واقعية وجدية، في ظل الانتهاكات التي مورست بحق شعبنا الفلسطيني على كافة الأصعدة والمستويات السياسية والاقتصادية والإعلامية.
وبين د. الوادية أن اللجنة التحضيرية عكفت للعمل بشكل حثيث وبجهود متواصلة ليلًا ونهارًا لتنظيم فعاليات هذا المؤتمر والذي وصل لهذا المستوى، ليكون مخرجاته النهائية عبارة عن ثلاث جلسات تتناول المحاور الثلاثة المهمة وهي الأمن القومي الفلسطيني، والأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية، والتعرف على الرؤية الاستشرافية لمستقبل فلسطين.
وأشار إلى أن الأكاديمية حرصت على مشاركة الكل الفلسطيني فكانت اللجنة التحضيرية من الفصائل وقادة العمل الوطني الفلسطينية واللجنة العلمية من الجامعات الفلسطينية لان الشراكة أساس النجاح ولكي يشكل هذا المؤتمر لوحة وطنية بامتياز ألوانها ألوان العلم الفلسطيني.
وقدم الوادية شكره وتقديره لكل الجهود التي شاركت في إنجاح المؤتمر وكل من كان له دور في التحضير والمتابعة في ذلك.
من جهته أوضح رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر د. خالد صافي أن الأكاديمية تسعى من خلال المؤتمر إلى محاولة صياغة رؤية شاملة لتحديات الأمن القومي الفلسطيني والسعي نحو استشراف مستقبل فلسطين في ظل المتغيرات الفلسطينية والإقليمية والدولية، وإبراز التحديات السياسية التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات المحلية والعربية والإقليمية والدولية
وبين أن المؤتمر يهدف إلى تبيان الرؤى الفلسطينية والعربية اتجاه المخططات الاستعمارية الجديدة في المنطقة، والتعرف على الاستراتيجيات الفلسطينية والعربية والدولية لمواجهة المشروع الغربي الصهيوني للوطن العربي، إلى جانب تحليل تأثير الحراك العربي على إعادة تشكيل خارطة المنطقة العربية والقضية الفلسطينية، والوقوف على أهم الرؤى الاستشرافية لمستقبل القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات الراهنة.
وأشار صافي إلى أن عدد الأبحاث التي قُدمت للمؤتمر 38 بحثاً اجتاز منها عملية التحكيم الأولى للعرض أثنين وثلاثين بحثا ستوزع على جلسات المؤتمر على مدار يومين. وإضافة لذلك هناك أوراق بحثية ستقدم من قبل فصائل إسلامية ووطنية فلسطينية حول رؤيتها لواقع القضية ومستقبلها. كما ستكون هناك أوراق بحثية من شخصيات سياسية وبحثية فلسطينية وعربية مرموقة، لافتًا الى أنه سيعقب جلسات المؤتمر السبع جلسة ثامنة ختامية تتضمن قراءة نتائج وتوصيات المؤتمر، إضافة لورقة تتضمن قراءة استشرافية لمستقبل القضية الفلسطينية يلقيها رئيس المؤتمر.
وخلال كلمة له على الهواء مباشرة أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس أ. خالد مشعل بجهود أكاديمية الإدارة والسياسية للدراسات العليا في عقد مثل هذا المؤتمر لما له من أهمية كبيرة خاصة وأنه يجمع كل أطياف شعبنا، معربًا عن أمله في أن يخرج المؤتمر برؤية مشتركة تهدف لدعم مشروعنا الوطني، خاصة وأن المؤتمر سيناقش أمننا القومي الفلسطيني والعربي
وأشار مشعل إلى أن حسن إدارة الصراع يأتي بالمقاومة والسياسية والعقل الراجح وهي تمثل ضرورة لإدارة صراع معقد متشابك إقليميا ودوليا وفيه اختلال في مواجهة موازين القوى
وحول رؤيته المستقبلية لفلسطين أكد مشعل على ضرورة الشراكة الوطنية الحقيقة والتي تُعد أولوية من هي أولويات تحقيق حلم عودتنا واستعادة أرضنا والعمل على
استعادة الوحدة الوطنية وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، لافتًا الى أننا بحاجة لإستراتيجية سياسية مشتركة على المشروع الوطني وملامحه وأهدافه ورؤيته وبرنامجه السياسي وخيارات التحرر
كما وطالب باستعادة مشروع المقاومة والتحرير والتوافق على إستراتيجية نضالية مشتركة لأنها تمثل الذراع الحقيقي الضاغط على الاحتلال، وأن تكون لنا مرجعية وطنية مشتركة موحدة للداخل والخارج الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطيني مشددًا على ضرورة العمل لإعادة الاعتبار للمنظمة والتي تعد منجز وطني أراد العدو أن تحصر الفلسطيني وقضيته في الضفة وغزة والسلطة
ودعا مشعل إلى العمل على حماية المسجد الأقصى وحمايته من التهويد والدفاع عن القدس ومواجهة الاستيطان وحصار غزة الظالم منذ عشر سنوات وتحرير الأسرى الذين افتدوا وطنهم بحريتهم واللاجئين الذين ينتظرون العودة لوطنهم
وفي كلمة مسجلة لأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات أوضح أن ما حققته فلسطين من انجازات جاءت بتضحيات شعب عظيم قدم الغالي والنفيس لأجل أرضه ووطنه، مؤكدًا على أن فلسطين لن تكون على الخارطة إلا إذا تحققت المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، منوهًا الى أنه لن تكون هناك دولة في القطاع أو بدون القطاع، مشددًا على ضرورة تحقيق الشراكة السياسية لان فلسطين والقدس أهم من كل عواصم ومدن الدول.
وطالب د. عريقات بضرورة العمل دومًا على تعزيز مكانة فلسطين في كافة المحافل الدولية منوها إلى أن فلسطين أخذت مكانة دولية بصفة مراقب في الأمم المتحدة وغيرها من الأماكن.
ونوه عريقات إلى أن فلسطين تسعى لتحقيق السلام وأن السلام لن يتحقق إلا على أساس دولة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، والالتزام بمبادرة السلام العربية بشكل واضح ومحدد في ظل وجود إجماع دولي حول ذلك.
وأشار إلى أن إسرائيل وحكومتها وضعت المستوطنات كعقبة لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية وتسعى دوما لإفشال كل المبادرات التي تخدم القضية الفلسطينية وتريد دولة دون سيادة أو سلاح وتسعى لتحقيق مصالحها فقط دون الالتزام بأي قرارات دولية، داعيًا تحقيق المصالحة الفلسطينية لتحقيق أهداف الدولة الفلسطينية.
د. ياسين أقطاي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية التركي أكد على أن هذا المؤتمر جاء ليذكر على أن ما حدث بعد مائة عام من سيكس بيكو لم يؤثر على قضية فلسطين فقط بل على قضية الأمة كلها، منوهًا الى أن النتيجة الأولى بعد الحرب العالمية الأولى كانت تشتت وانهيار الدولة العثمانية.
ودعا أقطاي إلى ضرورة العمل على إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية خاصة في ظل التغييرات الإقليمية التي جلبت العزاء والدمار للأمتين العربية والإسلامية، مشددًا على ضرورة توحيد الجهود العربية والإسلامية للتصدي لأي تدخلات في المنطقة العربية
هذا وسيتخلل المؤتمر 3 جلسات في اليوم الأول ستناقش النظام السياسي الفلسطيني والواقع الفلسطيني المعاصر ومستقبل القضية الفلسطينية، كما وسيتخلل اليوم الثاني جلسة بعنوان الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية ورؤية استشرافية لمستقبل فلسطين ورؤية استشرافية لمستقبل المنطقة العربية.