مرض" الفيبروميالجيا" الغامض لا طبيب له و يصيب الملايين
برلين/ وكالات/ سمة المصابين به الإرهاق الدائم والشعور الغامض بالألم والإكتئاب، إنه مرض الفيبروميالجيا Fibromyalgia، أو إلتهاب العضلات والألياف المزمن، وأكثر ضحاياه من النساء. مسبباته مجهولة حتي الآن لكن أول علاج طبي له طُرح عام 2007 في الولايات المتحدة الأمريكية.
Advertisement و من أعراضه آلام مزمنة تنتشر في عموم الجسد، تختلف شدتها من يوم لآخر، يستيقظ المريض صباحا وكأنه لم ينم، وعادة ما تصيب التيبسات جميع أجزاء الجسم وخصوصاً قرب المفاصل وشعور دائم بالارهاق وعدم الراحة حتى بعد الخلود للنوم، الذي يبلغه المريض بصعوبة في النوم وصداع وخدران في الأيدي والاذرع وشعور بتورم وانتفاخ في الأيدي، بالإضافة إلى ذلك فقد يعاني المصاب من أعراض اسهال أو امساك أو مغص وشدة آلام الدورة الشهرية عند النساء وأعراض اكتئاب مزمن.
إن القيام بعمل تحاليل الدم، وصور الأشعة المقطعية وأشعة الرنين المغناطيسي للعظام والأطراف والظهر، لن تفيد الطبيب في الكشف عن علة المرض. فحيرة الأطباء لا تختلف عن الحيرة التي يشعر بها المصاب بمرض الفيبروميالجيا، فأسبابه مجهولة؛ لكن بعض الأطباء انتبهوا إلى ظهور أعراضة بعد إنتكاسة صحية أو عملية جراحية أو التهاب شديد، أو بعد تعرض المصاب إلى ضغط نفسي حاد، وتتراكم الأعراض بمرور الوقت، وقد تجتمع كل هذه الأسباب لتؤدي إلى المرض.
و يقول موقع “ابوتيكن أومشاو” الألماني الطبي أنه علي الرغم من أن إجراء فحوص دم متعددة لن تساعد الطبيب في تشخيص المرض، لكنها ستلغي احتمال حصول التباس في التشخيص.
كما أن أعداد المصابين بالمرض الذي يصيب النساء بشكل خاص أكثر من الرجال، والأعراض المصاحبة التي تتمثل في الآم في المفاصل وصداع متناوب حاد، وأحيانا صداع صباحي، ونوبات من سوء الهضم والإنقباض المعوي، والكآبة والقلق، تؤكد فقط علي أنه مرض موجود بالفعل وهناك عدد من ضحاياه.
ويري العلماء أنّ تكرار المحفزات العصبية نحو توكيد الألم في مناطق معينة من الجسد، قد يتسبب في ارتفاع مستويات مركبات كيماوية بعينها في الدماغ، تبدأ في إظهار أعراض الألم، وهو عارض سوف يتكرر لأشهر ثم لسنوات حتى تمتلك مستشعرات الألم ذاكرة مرضية تحفز المريض للتألم بمجرد تذكره أنه مصاب بآلام غامضة، وهكذا سيعيش المريض دوامة الألم وذاكرة الألم التي لن تنتهي. و من أكبر العوائق التي تواجه مريض “الفيبروميالجيا” أنه لا يعرف طبيبا متخصصا في علاج مرضه، فأغلب الأطباء لم يسمعوا بالمرض الجديد، ومن سمعوا عنه لم تمر لم تصلهم حالات ليعالجوها، ومن مرتعليهم حالات لمصابين لم يجدوا لها علاجا.
وهذا يدخل المريض في دوامة، فهو يبدأ بزيارة طبيب الأسرة، ثم يلجا الي أطباء الأعصاب، ثم الروماتيزم، ثم العضلات ، فيحاول مع أطباء العظام، وأمراض الدم، لينتهي به الحال عند الصيديلي طالبا الأدوية المسكنة للألم التي كان قد بدأ بها لوحده دون وصفة طبيب.
و يتراوح عدد المصابين بالمرض في الولايات المتحدة ما بين من 4 إلى خمسة ملايين، وقد توصل الأطباء هناك الي إيجاد علاقة بين المرض وبين علاجات بعض أدوية الأعصاب، لاسيما مضادات الكآبة. أشهر العلاجات التي جربت في علاج المرض هي ، دولوكسيتاين (Cymbalta)، ميلناسيبران ( Savella وفينلافاكسين (Effexor)، وأقراص الصرع وإزالة التشنجات بريغابالين (Lyrica) كانت أول علاج أجازته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لعلاج مرض الفيبروميالجيا.
لكن الأطباء يؤكدون على ضرورة عدم تناول أيًّ من هذه الأدوية دون إشراف الطبيب لأنّها تملك آثارا مخربة على الدماغ والجسد البشري إذا جرى تناولها بإفراط ودون رقابة، لاسيما أنّها معنية أصلا بعلاج أمراض عصبية ومنها الصرع، ويقصد منها تخفيف توتر الأعصاب ما يغير في معادلاتها الكيماوية ما لم تتم بإشراف طبيب مختص.