الإعلان عن إقامة أكبر محمية بحرية في العالم في القارة القطبية الجنوبية
لندن/سوا/ وافق مندوبو 24 دولة بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي على أن تكون منطقة "روس سي" أو "بحر روس" الواقعة في القارة القطبية الجنوبية هي أكبر محمية بحرية في العالم.
ويعني هذا منع الصيد التجاري في مساحة تقارب 1.57 مليون كيلومتر مربع في القارة المتجمدة الجنوبية لمدة 35 عاما.
ورحب المهتمون بشؤون البيئة بتلك الخطوة إذ يرون فيها حماية لتلك المنطقة التي يعتقد أنها تضم أفضل نظام بيئي في العالم.
ويأمل هؤلاء المعنيون بالبيئة أن تكون تلك هي الخطوة الأولى في سبيل إقامة محميات أخرى في المياه الدولية في العالم.
وخلال الاجتماع الذي عقد في هوبارت في أستراليا، وافق أعضاء هيئة الحفاظ على مصادر الحياة البحرية في القارة القطبية الجنوبية بالإجماع على تخصيص بحر روس ليكون محمية بحرية بعد سنوات من المفاوضات المطولة، بحسب ما أعلن وزيرة الخارجية النيوزيلندي موري ماكلي.
ويشكل بحر روس نحو 2 في المائة فقط من مساحة المحيط الجنوبي لكنه يضم نحو 38 في المائة من فصيلة طائر البطريق المسماة "آديلي"، و30 في المائة من طائر النوء أو ما يعرفه البعض باسم طائر البيترل، ونحو 6 في المائة من فصيلة الحيتان القطبية المعروفة باسم مينك.
وكانت الولايات المتحدة ونيوزيلندا قد تقدما بالمقترح الذي وافقت عليه جميع الدول الأخرى.
وبمقتضى ذلك الاتفاق، لا يمكن أخذ أو نقل أي شيء من المنطقة بما في ذلك الحياة البحرية والمعادن.
يقول العلماء إن بحر روس هو منطقة لم يمسسها الإنسان تقريبا وبالتالي فهي تمثل مختبرا طبيعيا رائعا
وبرزت خلال المفاوضات تسوية بشأن تخصيص مناطق بعينها يُسمح فيها بصيد الكريل، وهو حيوان بحري شبية بالربيان او الجمبري، للأغراض البحثية.
وقال السباح لويس بيو، مناصر الأمم المتحدة للمحيطات، الذي قضى سنوات طويلة في الدعوة إلى إقامة المحمية البحرية "ما حدث جعلني أشعر بالابتهاج الشديد. هذه هي أكبر محمية في العالم سواء بحرية أو برية."
وكان لويس بيو قد حاول لفت الأنظار إلى بحر روس عبر السباحة عدة مرات في المياه شديدة البرودة.
كما وافقت روسيا أيضا على الاتفاق الذي رحب به سيرجيه إيفانوف ممثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون البيئة.
سبح لويس بيو عدة مرات في المياة شديدة البرودة للفت الأنظار إلى بحر روس
وكان بوتين قد أعلن عام 2017 عاما البيئة، كما زادت روسيا مؤخرا من حجم المحمية الطبيعية حول منطقة فرانتز جوزيف لاند في القارة القطبية الجنوبية.
وقال إيفانوف "لدى روسيا تاريخ ناصع في الاستكشاف والعلوم في القارة القطبية الجنوبية. وفي وقت الاضطرابات السياسية هذا في العديد من مناطق العالم، يسعدنا أن نكون جزءا من هذا الجهد الدولي الجماعي لحماية بحر روس."
وكانت أحد المسائل الشائكة في المفاوضات هي طول فترة الحماية، إذ كانت الصين ترغب في ألا تزيد الفترة عن 20 عاما. إلا أن الأطراف اتفقوا جميعهم في النهاية على أن تكون الفترة 35عاما.