يوم من الذاكرة -الثامن والعشرون من تشرين أول/أكتوبر
رام الله /سوا/ شهد يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر، أحداثا عديدة تتعلق في القضية الفلسطينية، ومن أبرزها تنفيذ العصابات الصهيونية مجزرة قرية الدوايمة المهجرة، واتخاذ القمة العربية في الرباط بالإجماع قرار عام 1974 ينص على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثّل الشرعيّ والوحيد للشعب الفلسطيني.
تفاصيل المذبحة:
لقد هاجمت العصابات الصهيونية يوم الثامن والعشرين من تشرين الأول 1948، قرية الدوايمة ونفذت مذبحة بحق أبنائها استشهد خلالها حوالي 170 شخصا من أهالي القرية.
وخرج من تبقى من أهل القرية قسرا، شأنهم شأن أهالي سائر المدن والقرى الفلسطينية التي تم تدميرها والتنكيل بأهلها.
وتقع قرية الدوايمة على بعد حوالي 25كم غربي مدينة الخليل وتحدها من الشمال قرية بيت جبرين ومن الغرب قرية القبيبة ومن الجنوب يحدها قريتا أم الشغف والوبيدة.
وسبق وقوع المجزرة قيام العصابات الصهيونية بالاحتشاد في قرية القبيبة منذ يوم الخميس 27 تشرين الأول 1948 وحتى قبيل ظهيرة اليوم التالي، ثم اتجهت هذه القوات شرقا إلى بلدة الدوايمة سالكة الطريق الممهدة قاصدة احتلال القرية بتزامن مع قيام الناس بأداء صلاة الجمعة.
وعمدت هذه القوات المرور عبر وادي الغفر والوصول إلى رسم أم عروس المكتظ بأشجار الزيتون الرومي الذي يحجب ما وراءه عن أنظار أهل القرية، وأخذت تسير ببطء تجاه جورة سلمى، فأخذ المناضلون من أهل القرية يطلقون النيران على المصفحات والدبابات ولكن دون جدوى حيث لا يخترق الرصاص آليات المعتدين ولا يحول دون تقدمها، فواصلت سيرها وتفرعت إلى ثلاثة أقسام قسم اتجه ناحية بئر السبل شمال القرية ليدخل القرية من عقبه بئر السبل متجها إلى المركز.
أما القسم الثاني فقد سلك الطريق الرئيسي باتجاه قناة عدوان ليصل إلى مركز القرية الجنوبي وتوزع جنوبا وشرقا وشمالا، فيما اتجه القسم الثالث من القوات الإسرائيلية إلى ناحية وادي السمسم ثم التف ليصل إلى طرف القرية الجنوبي رأس وادي حزانة الشرقي.
وقد تركت الجهة الشرقية لهروب الناس تجاه قرية إذنا وخرب قرية دورة القريبة، وهكذا تم احتلال القرية، وما لفت الأنظار في هذا اليوم هو المذبحة التي حدثت في مغارة تسمي عراق الزاع حيث كانت عشرة عائلات أغلبها من عشيرتي العوامرة والقيسية قد أخذت بعض الأمتعة والأطعمة واختبأت في مغادرة عراق الزاع التي تقع في الجهة الجنوبية الشرقية من القرية على بعد لا يزيد عن كيلومتر عن طريق الدوايمة الجنوبي، ولدى التفاف قوات الاحتلال على الطرف الجنوبي من القرية حدث أن أطلق بعض الأشخاص القريبين من المغارة النار باتجاه مصفحات المهاجمين فتنبه الجنود إلى مصادر النيران واتجهوا نحوها فشاهدوا بعض الأمتعة نزل بعض الجنود واتجهوا نحو المغارة واذا بها عدد من الرجال والنساء والأطفال فأخرج الجنود الجميع من المغارة إلا امرأتين اختبأتا خلف الأمتعة أمر الجنود الجميع بالاصطفاف وحصدوهم بنيرانهم وكان عدد هؤلاء 55 شهيدا.
كما استشهد العشرات من أبناء القرية في الشوارع أثناء هروبهم وأكثرهم من الشيوخ والنساء والأطفال، كما أن بعض الشيوخ استشهدوا في مسجد القرية "الزاوية" وآخرون استشهدوا في بيوتهم لدى تمشيط القرية من قبل القوات الإسرائيلية خلال الأسبوع الأول من الاحتلال.
وكانت حصيلة شهداء مذبحة الدوايمة أكثر من 170 شهيدا، وتشريد أهلها بقوة السلاح، والتي لم تدمر إلا بعد شهور عدة ، عندما شرعت القوات الإسرائيلية بنسف البيوت التي يختبئ فيها المواطنون، وتواصل التدمير تدريجيا حوالي ثلاث سنوات، وبعد ذلك جُعلت القرية منطقة تدريب عسكري ثم أقيمت في هذه المنطقة مستوطنة "اماتزيا" أي قوة الله وذلك سنة 1955.
احتلال الجليل( 28 تشرين أول/اكتوبر1948)
كانت قوات جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي تتمركز في الجليل الأعلى وجزء من الجليل الأوسط وكانت تقوم بعمليات إنهاك مستمرة للقوات اليهودية المتمركزة في ذلك القطاع من أراضي فلسطين التاريخية، لذلك سعى اليهود إلى ضرب جيش الإنقاذ في الجليل واحتلاله وبالتالي استكمال التقدم إلى حدود الانتداب الشمالية.
وخلال أسبوع حشدت القوات اللازمة، وكانت خطة الهجوم أن تقوم القوات الإسرائيلية بعملية تطويق جيش الإنقاذ ضمن مثلث يقع بين سعسع شمالا وصفد شرقا ونهاريا على الساحل غربا وذلك بحركة كماشة وبدأت العملية احتلال الجليل ليلة 28-29 تشرين الأول/أكتوبر 1948 وكانت القوة الإسرائيلية تتكون من أربع ألوية وهي: لواء "شيفع" وقوامه كتيبة مدرعة وكتيبتا مدفعية وسرية مشاة، ولواء "عوديد"، ولواء "غولاني"، ولواء "كرملي"
ومع بدء تنفيذ العملية تقدم اللواء "شيفع" من صفد إلى ميرون ثم إلى صفصاف فاحتلهما ثم احتل جبل الجرمق أعلى قمة في فلسطين وأصبح على مشارف سعسع وأما في الغرب حاول اللواء "عوديد" التقدم من نهاريا باتجاه ترشيحا فلم يتمكن بسبب المقاومة العنيفة التي لقيها من جيش الإنقاذ وفي ليل 29-30 تشرين الأول/ أكتوبر تقدم اللواء "شيفع" نحو سعسع فاحتلها دون مقاومة تقريبا واستمر بمواصلة التقدم شمالا وشرقا وصباح يوم 30 تشرين الأول/أكتوبر دخل اللواء "عوديد" بلدة ترشيحا بلا مقاومة وذلك بعدما أخلتها قوات جيش الإنقاذ ليلا بلا قتال بعد أن بلغها وصول القوات الإسرائيلية إلى سعسع.
وفي ليل 29-30 تشرين الأول/أكتوبر تحركت قوة إسرائيلية من لواء "غولاني" على طريق الناصرة عيلبون المغار شمالا واحتلت عيلبون وفي صباح 30 تشرين الأول/أكتوبر احتلت القوات الإسرائيلية المغار، وكانت قوات جيش الإنقاذ قد انسحبت بأكملها من الجليل وبذلك استكمل احتلال الجليل التي أطلق عليهما الإسرائيليون اسم عملية "ميرام"، وهي أكبر عملية للقوات الإسرائيلية في الشمال شاركت فيها أربعة ألوية عسكرية.
أحداث أخرى:
وفي مثل هذا اليوم، عام 1974م أقرت القمة العربية في الرباط بالإجماع أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثّل الشرعيّ والوحيد للشعب الفلسطيني.
وشهد يوم 28تشرين أول/أكتوبر 1919م، افتتاح أول دار للمعلمين في مدينة القدس .