السلطات الاسرائيلية تضيق الخناق على سكان غزة
غزة / دينا سعيد / سوا / بدأت اسرائيل مؤخرا باتخاذ سلسلة اجراءات ضد سكان قطاع غزة ، وتحديداً الذين يتنقلون عبر حاجز بيت حانون (ايرز) الواقع شمال القطاع.
وقالت صحيفة هآرتس الاسرائيلية في عددها الصادر بتاريخ الثامن عشر من هذا الشهر ان جهاز الامن العام الاسرائيلي (الشاباك) قام بسحب تصاريح المرور الخاصة بموظفي الشؤون المدنية بغزة لأسباب أمنية رفض الافصاح عنها.
وقال أحد التجار الفلسطينيين رفض الكشف عن هويته ان السلطات الاسرائيلية سحبت تصريح الـ(BMC) الخاص به بعد استدعائه للمقابلة داخل معبر "ايرز".
وأوضح التاجر انه تفاجئ من طبيعة الاسئلة التي تم توجيهها له اثناء التحقيق معه داخل المعبر.
وبين ان هذه الاجراءات أعاقت عمله ومنعته من استيراد المواد اللازمة الذي يتاجر بها، مشيرا الي ان الاستمرار بهذه السياسية سيضر بالحركة الاقتصادية بغزة.
وتعتبر فئة التجار الأكثر تضرراً من هذه الاجراءات ، حيث انخفض عدد إصدار التصاريح من 3500 تصريح الي أقل من 1500 تصريح ، وفقا لما قاله محمد المقادمة مدير الاعلام بالشؤون المدنية.
وأوضح المقادمة ان هذه الاجراءات تؤثر على الحركة التجارية وتمنع دخول العديد من السلع ومواد الخام الي قطاع غزة.
وبين ان السلطات الاسرائيلية تريد من هذه الاجراءات تضيق الخناق على قطاع غزة وتقليل مستوى التنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
واكد المقادمة وجود اتصالات مع الجانب الاسرائيلي من أجل انهاء ازمة سحب التصاريح.
وتعد الهيئة العامة للشؤون المدنية (هيئة فلسطينية رسمية) في الضفة الغربية وقطاع غزة حلقة الوصل بين السلطة الفلسطينية وكافة مؤسسات "السلطة المدينة" التابعة للاحتلال وتقوم بحل الإشكاليات المختلفة.
من جهته يؤكد الكاتب والناشط الحقوقي مصطفى ابراهيم ان سحب تصاريح موظفي الشؤون المدنية والتجار والمرضي هو انتهاك للقانون الدولي الانساني واتفاقية اوسلو التي وقعت مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وقال مصطفى ان 60% من المرضى وخاصة مرضى السرطان لا يحصلون على تصاريح المرور ، لان هناك شروط معقدة تفرضها السلطات الاسرائيلية على مرافقي المرضى.
وبين ان من بين هذه الشروط ان لا يقل عمر مرافق المريض عن 55 عاما ، الامر الذي يعقد وصول المرضى الي المستشفيات في مواعيدهم وتأجل من شفائهم.
واشار الي ان جميع هذه الاجراءات تتفق مع سياسة العصا والجزرة التي اعلن عنها وزير الامن الاسرائيلي "افيغدور ليبرمان" من اجل الضغط علي حركة حماس ونزع سلاحها.
ونوه الي ان جميع منظمات حقوق الانسان تقوم بدورها في كشف ورفع انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي الي المنظمات الدولية لكن الدور الاكبر يقع علي عاتق السلطة الوطنية حيث انها يجب ان تنقل معاناة الشعب الفلسطيني الي المحافل الدولية خاصة ان فلسطين اصبحت عضواُ في كثير من المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
وأكد ان اسرائيل تنتهك جميع مبادئ حقوق الانسان بدءً من الحق في الحياة وانتهاءً بحرية التنقل والسفر وغيرها من الحقوق الاساسية للفلسطينيين .
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.