غضب اسرائيلي وترحيب فلسطيني بقرار اليونسكو بشان الاقصى

مدينة القدس

غزة / محمود البزم / خاص سوا / أثار اعتماد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" قرارا اعتبرت فيه بأن المسجد الأقصى تراثاً إسلامياً خالصاً ، خشية وقلقا اسرائيليا، فيما لقي ترحيبا فلسطينيا عريضاً.

ويتضمن القرار ستة عشر بندًا تدين الانتهاكات الإسرائيلية في الأقصى، وتطالب إسرائيل كقوة محتلة بإعادة الأوضاع فيه لما كانت عليه قبل شهر أيلول عام 2000، إذ كانت حينها دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية صاحبة السيادة الكاملة على الأقصى.

وتبرز أهمية هذا القرار من الجانب الفلسطيني أنه استخدم مصطلحات ومسميات إسلامية كـ" القدس ، الحرم الشريف، والمسجد الأقصى" ولم يستخدم مصطلح "الهيكل " كما تدعي إسرائيل والذي اعتبرته بأنه إنكارا صريحا لما تزعم أنه تاريخ طويل يربطها بالمسجد.

خشية اسرائيلية

وأبدت اسرائيل  قلقا وخشية كبيرة على جميع الأصعدة الرسمية وعلى وسائل الإعلام الاسرائيلية إثر تبني اليونسكو للقرار بشكل رسمي. 

وأبرز أسباب ذلك القلق هو خوف اسرائيل من الحديث عن أثار تاريخية فلسطينية آخري موجودة في قرى بالضفة الغربية أو القدس قامت باحتلالها، وفق ما ذكر المختص بالشأن الاسرائيلي حاتم أبو زايدة.

وقال أبو زايدة خلال حديثه مع وكالة "سوا" الإخبارية إن قرار نزع الشرعية عن الرواية الاسرائيلية من قبل منظمة ذات ثقل كبير في العالم له معنى كبير، مضيفا أن اسرائيل معنية بعدم القدح في مشروعية ادعاءاتها حول الأقصى.

ولكن في مقابل ذلك توقع أبو زايدة ألا يكون للقرار انعكاسات عملية على الأرض.

وأكد أبو زايدة على أهمية قرار "اليونسكو" واعتبره  بأنه خطوة إعلامية وسياسية ومعنوية أمام العالم، ويدافع عن حق الفلسطينيين والمسلمين ككل بالمسجد الأقصى.

وهاجم رئيس الوزراء الاسرائيلي " بنيامين نتنياهو " منظمة اليونسكو واعتبرها فاقدة للشرعية.

وقال نتنياهو إن القرار يؤكد "عبثية التعامل المنحاز والأحادي الجانب للأمم المتحدة مع الديموقراطية الوحيدة في منطقة عاصفة، يذبح فيها ويقتلع ملايين البشر"، على حد تعبيره.

أما رئيس البرلمان "الإسرائيلي "يولي ادلشتاين" فقد علق على القرار قائلا: "اذا لم تكن لليهود علاقة بالأماكن المقدسة، فاليونسكو والأمم المتحدة ليست لهما أي علاقة بالتاريخ والواقع".

وإلى جانب ذلك أعلن وزير التعليم الإسرائيلي "نفتالى بينت"، تعليق التعاون مع منظمة “اليونسكو" بحسب ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.

ومن الجدير ذكره أن القرار يؤكد أيضا أن حائط البراق جزء لا يتجزأ من المسجد الاقصى، ويرفض الاجراءات الاسرائيلية أحادية الجانب.

ترحيب فلسطيني

من جانبها رحبت الحكومة الفلسطينية  بقرار(اليونسكو) النهائي بالحفاظ على التراث الثقافي العربي الفلسطيني وطابعه المميز لمدينة القدس.

واعتبرت الحكومة على لسان المتحدث باسمها يوسف المحمود أن هذا القرار الاممي يشكل ادانة للاحتلال الاسرائيلي وممارساته وسياساته الهادفة الى تغيير المعالم الطبيعية والحقيقية لمدينة القدس.

ودعت الحكومة الأسرة الدولية الى تحرك جاد وفاعل من أجل إنهاء الاحتلال والمساهمة في جهود احلال السلام والأمن في المنطقة عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس.

وباركت الفصائل والأحزاب الفلسطينية قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة واعتبرته انتصارا للقضية الفلسطينية.

وفي ذات السياق, أكدت حركة فتح أن القرار ينفي نفيا مطلقا وجود أية علاقة تاريخية يهودية بمدينة القدس عموما وبالمسجد الأقصى خصوصا

من جانبها قالت حركة حماس أن القرار يعد انتصاراً للقضية الفلسطينية ونسفاً للرواية الإسرائيلية بشأن الأقصى وإحباطاً لكل الممارسات التي مارسها الاحتلال على منظمة اليونسكو للعدول عن قرارها الأولي السابق.

دعوة بتحرك عربي وإسلامي

من جهته طالب فؤاد الرازم مدير مركز القدس للدراسات والأبحاث باستثمار القرار والبدء بتحرك عربي واسلامي وفلسطيني موحد من أجل إلزام اسرائيل برفع يدها عن المسجد الأقصى وعودة المسؤولية لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس.

وأشار الرازم خلال حديثه مع "سوا" إلى أنه منذ صدور القرار صعدت اسرائيل من هجمتها على الأقصى بالاقتحامات، مشددا "على أنها لا تلتزم بمواثيق ولا اتفاقيات دولية وأن انسحابها من اليونسكو يؤكد ذلك".

وأوضح أن ضعف اهتمام الأنظمة العربية والإسلامية والسلطة الفلسطينية والفلسطينيين ككل بهذه القرارات وعدم متابعتها أدى إلى  تجاوز اسرائيل لها والاستمرار بتنفيذ مخططاتها في القدس، "وفقا للرازم".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد