بشار الأسد: حلب "نقطة انطلاق" للانتصار في الحرب

يقدر عدد السكان الباقين في شرقي حلب بنحو 250 ألف شخص

دمشق/سوا/ قال الرئيس السوري، بشار الأسد، إن الانتصار في معركة حلب، سيمهد الطريق لاستعادة السيطرة على بقية مناطق البلاد.

بينما تواصل الطائرات الروسية والسورية غاراتها على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شرقي حلب وقامت بعشرات الضربات الجوية الجمعة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال الأسد، في حوار مع صحيفة روسية، إنه لا خيار إلا "مواصلة تنظيف المنطقة"، ودفع المعارضة المسلحة "للعودة" إلى تركيا.

ووصف توغل القوات التركية داخل الحدود السورية، في أغسطس/ آب لإبعاد القوات الكردية وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية، من الحدود بأنه "غزو" مخالف للقانون الدولي، والأعارف، وانتهاك لسيادة سوريا".

وأضاف الرئيس السوري أن حلب "باعتبارها مدينة كبيرة ستكون طريقا إلى مناطق أخرى لتحريرها من الإرهابيين"، في إشارة إلى المعارضة المسلحة.

وأسفر تفجيرعلى الحدود السورية مع تركيا عن العديد من القتلى.

إذ لقي أكثر 17 شخصا، أغلبهم من الجيش السوري الحر، عندما انفجرت سيارة مفخخة في نقطة تفتيش تديرها المعارضة قرب أعزاز، شمالي محافظة حلب، حسب ناشطين ومراقبين، ولم تعلن أي جهة عن مسؤوليتها.

وتقع أعزاز بين منطقة تخضع لسيطرة القوات الكردية غربا ومناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية شرقا.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تجري فيه الاستعدادات لجولة مفاوضات دولية جديدة من أجل توقيع وقف إطلاق نار في سوريا.

وقد صدق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على اتفاق مع الحكومة السورية يسمح لروسيا باستخدام قاعدة حميميم الجوية في سوريا "إلى أجل غير مسمى".

وكانت روسيا أعلنت أيضا عن عزمها على إنشاء قاعدة بحرية دائمة في سوريا في موقع منشآتها البحرية الحالية في ميناء طرطوس على البحر الأبيض المتوسط.

غارات متواصلة

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "غارات كثيفة استهدفت عددا من الأحياء تواصلت من الفجر حتى منتصف النهار".

ولم يورد عبد الرحمن اي تفاصيل عن عدد الضحايا في هذه الغارات.

ونقلت وكالة فرانس برس عن إبراهيم أبو الليث، المتحدث باسم قوة الدفاع المدني المسماة الخوذ البيض في حلب، إن الغارات الجوية واصلت قصف المدينة وأحياءها طوال الليل، لكنها هدأت نحو الساعة 11 بالتوقيت المحلي (8 بتوقيت غرينيتش).

وأضاف "ثمة أناس مازالوا تحت الأنقاض في طريق الباب (حي تسيطر عليه المعارضة) ويحاول عمال الإنقاذ اخراجهم من تحتها".

 

وكان الجيش السوري قال في وقت سابق هذا الشهر إنه سيقلل قصف الأجزاء الشرقية من المدينة للسماح للمدنيين بالمغادرة، بيد أن الغارات تكثفت مرة ثانية هذا الأسبوع وخلفت عشرات القتلى.

وتقول الوكالة ذاتها إن أكثر من 370 شخصا، بينهم نحو 70 طفل، قتلوا في القصف الجوي الروسي على الاجزاء الشرقية من حلب منذ إعلان القوات الحكومية السورية شن هجوم لاستعادة كامل المدينة في 22 من الشهر الفائت. ويقدر عدد السكان الباقين في شرقي حلب بنحو 250 ألف شخص، ويخضع هذا الجزء من المدينة لسيطرة المعارضة السورية منذ منتصف 2012.

وقالت موسكو، حليفة نظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس إنها تعد ممرا آمنا لخروج "المتمردين" من المدينة المنكوبة بالحرب.

وقال الجنرال الروسي سيرغي رودسكوي "نحن مستعدون لضمان انسحاب آمن للمتمردين المسلحين، و ممر لخروج المدنيين من شرقي حلب من دون عوائق، فضلا عن تسليم المساعدات الإنسانية هناك".

وتواجه روسيا انتقادات دولية متزايدة بسبب تزايد أعداد الضحايا من المدنيين في سوريا، و تتهمها دول غربية بارتكاب جرائم حرب محتملة، منذ انهيار الهدنة في سوريا التي توسطت لتحقيقها كل من واشنطن وموسكو.

وعلى الرغم الاتهامات المتبادلة بشأن الطرف الذي أدى إلى فشل الاتفاق، فقد اتفقت روسيا والولايات المتحدة الأربعاء على استئناف المحادثات بشأن سوريا.

ومن المتوقع أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف جولة محادثات جديدة في لوزان، بسويسرا، السبت بحضور وزراء خارجية تركيا والمملكة العربية السعودية وقطر، وهي الدول الداعمة للمعارضة في سوريا.

ويُذكر أن حلب كانت تمثل المركز الاقتصادي في سوريا وهي ثاني أكبر مدينة في البلد بعد العاصمة دمشق.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد