صور:كمية الاسمنت الواردة لغزة غير كافية .. ملادينوف يطلق تحذيرين ويؤكد ان حرارة القطاع ترتفع

جانب من المؤتمر

غزة / خاص سوا / حذر نيكولاي ملادينوف منسق عملية السلام في الشرق الأوسط الأشخاص الذين يعتقدون أنه بالإمكان معاقبة سكان غزة من خلال فرض الحصار أو من خلال وضع قيود على الصادرات ومواد اعادة البناء التي تدخل للمواطنين في قطاع غزة.

وقال ملادينوف، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر بيت الصحافة بغزة، اليوم الخميس، "إن درجة الحرارة في قطاع غزة ترتفع، وعلى قيادة المجموعات المسلحة الفلسطينية والقادة المجتمعيين اتخاذ قرارات بهذا الشأن لأنه من المهم الحفاظ على حالة الهدوء، وهو امر مهم للجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.

وأطلق منسق عملية السلام تحذيراً آخر للذين يقومون بحفر الانفاق في غزة، او الذين يستفيدون ويستثمرون في الاسواق السوداء من أجل تسبيب النزاعات ، على حد قوله.

وأكد ملادينوف أن هذه الافعال تعرض حياة الفلسطينيين الاسرائيليين للخطر على حد سواء، وهي ممارسات غير مسؤولة وخطيرة.

وقال : "نحن نتابع هذه القضية لما يترتب عليها من ابعاد خطيرة جداً"، مشيرا إلى أن الأمر "المحزن" الآن أن سعر الاسمنت في السوق السوداء ضعف سعره في الاسواق العادية، والكثير سيقولون أن السوق السوداء يبرز في المناطق التي تفرض عليها القيود.

وأضاف : "أنا متأكد أن كثيراً من الناس يسعون للربح"، آملاً أن يدركوا انهم يسرقون من الفقراء.

وتابع : "إذا كانوا يؤمنون أنهم يستطيعون السرقة من الفقراء فنحن نواجه معضلة"، مؤكداً أن مهمة الأمم المتحدة تتمثل في التأكد من دخول المزيد من الاسمنت إلى قطاع غزة وانه يمكن ان يصل للذين يحتاجونه فعلا، مردفاً إنه "على يقين ان الشخص الذي قابلته اليوم وفقد منزله في 2008 ولم يستطيع بناء منزله يحتاج للإسمنت لبنائه وليس لاستخدامه في الانفاق".

وأكد أن التقارير تصل إلى الأمم المتحدة أنه عندما ي فتح معبر رفح لا يتدفق من خلاله الافراد فقط، لكن تفويضنا الاساسي ان نحاول من خلال التفاوض مع اسرائيل ان نسمح لإدخال المزيد من مواد الاعمار لقطاع غزة واللازمة للمشاريع التي تم الموافقة عليها.

وأشار إلى أن مهمة الامم المتحدة هي مواصلة العمل على الجوانب الانسانية والاغاثية في غزة إلى جانب مواصلة عملها في المهمة السياسية الهادفة لتوحيد الفلسطينيين وصولا لدولتهم المنشودة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأكد ان اجتماعاً لمجلس الامن سيعقد الاسبوع المقبل وسيثار خلاله مسألة قطاع غزة(..) معبراً عن أمله بأن تستطيع فرقهم من التمكن من ترتيب لقاء على مستوى الفلسطينيين والاسرائيليين ليقوموا بمناقشة إعادة عملية اعمار غزة وكذلك مناقشة الآليات التي سيتم تبنيها لهذه القرارات.

وحول اعادة الاعمار، أكد ملادينوف أن الاستفادة من الاسمنت شيء مهم جداً، ليس فقط على صعيد إعادة إعمار قطاع غزة، بل على صعيد انعاش الاقتصاد الفلسطيني ايضا.

وقال "نحن نرى أن بعض الاشخاص يفصلوا من اعمالهم نتيجة عدم وجود وظائف وأعمال، ونشهد عملية تباطء في الاقتصاد، كما نشهد ظهور اسواق سوداء متنازعة ، إن درجة الحرارة ترتفع في غزة".وفقا لقوله

وعبر عن قلقه مما حدث بعد النجاح المبدئي في عملية اعادة اعمار غزة والنجاح في التعاون الذي حصل بين الفلسطينيين واسرائيل.

وقال :" انا أدعم وأقف مع الفلسطينيين الذي يعانون من تأخير في عملية اعادة اعمار منازلهم (..) مبيناً ان القدر المسوح به من الاسمنت الذي يدخل لغزة غير كاف لاحتياجات المواطنين الذين يرغبون ببناء منازلهم.

وأوضح انه وعلى الرغم من قبول العديد من المشاريع في إطار النظام الذي تم تطويره بين اسرائيل والفلسطينيين الا ان هناك فراغا قد يمتد لفترة عامل كامل من أجل تنفيذ هذه المشاريع الموافق عليها.

وشدد على أن الامم المتحدة ما زالت تدعم الرفع الكامل للحصار على قطاع غزة، مع الاخذ الكامل بعين الاعتبار المخاوف الامنية لدى الاسرائيليين.

وأوضح أنه يجب السعي لتحقيق امكانية تحرك الاشخاص من وإلى قطاع غزة، إلى جانب امكانية تحرك البضائع والصادرات من وإلى القطاع.

وتابع ملادينوف "نأمل أن نستطيع من خلال العمل مع الفلسطينيين والاسرائيليين على استعادة بعض الاليات التي يمكن من خلالها استعادة القدر المطلوب واللازم من مواد البناء والمواد اللازم دخولها لقطاع غزة".

وبيّن أنه يجب المناقشة، مع السلطات في الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حول القضايا الحازمة التي أخذت في الفترة الماضية والمتعلقة ببعض المواضيع مثل الماء والكهرباء.

وثمن ملادينوف قرار الجانب الاسرائيلي بمد خط كهرباء اضافي لمشروع الصرف الصحي الموجود في شمال قطاع غزة ، وكذلك قرار السماح بـ10 مليون كوب من مياه الشرب لغزة ، وايضا السماح بزيادة جهد 100 ميغاوات من الكهرباء الواصلة للقطاع.

وأكد أن الامم المتحدة ستتابع تنفيذ كل هذه القرارات المهمة، للتأكد بأنه يتم فعل كل شيء.

قال  ميلادينوف إن:"  الأمم المتحدة قبلت وباركت الانتخابات المحلية الفلسطينية، عندما تم الإعلان المبدئي عنها في قطاع غزة؛ لأن الفلسطينيين بالقطاع وباقي المناطق الفلسطينية يستحقون أن يروا مؤسسات منتخبة بشكل مشروع".

وأضاف ، إن الأمر الأخطر من عدم حدوث انتخابات، هو حدوثها في جزء واحد من الوطن.

وتابع : "مر على الانقسام عقد من الزمن"، داعيا القادة الفلسطينيين وقادة المجتمع الدولي أن يبذلوا جهوداً أكثر من التي كانوا يبذلونها، والعمل بشكلٍ جيد؛ من أجل استعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفي سياقٍ متصل، قال ميلادينوف : "ما لاحظناه في الفترة الماضية، ان هناك قيود متزايدة من إسرائيل لا تقتصر فقط على العاملين في المؤسسات الدولية، بل تؤثر على الحالات المرضى والاشخاص العاديين والصحفيين ورجال الاعمال".

وأضاف : "نحن نفهم أن اسرائيل اتخذت هذه القرارات بناءً على اعتبارات امنية، وعلى الرغم من ذلك لدينا العديد من الاعتبارات الامنية الكبيرة التي يجب ان نأخذها بالحسبان على الرغم من وجودها".

وأشار إلى أن الناس تحتاج لمساحة لكي تتنفس، ولا يجب أن يصادر أحد هذا الأمر منهم؛ لأنه "إذا حدث سيصبحون عنيفين وغاضبين، وسيصبح هناك تصعيد وسيعود طائلته على الجميع .

وأعرب عن آمله أن يتم الانتهاء من التحقيق في ذاك الأمر وفقا للقانون بقدر الإمكان، لافتاً إلى أن الجميع يدرك أنه لا يمكن ممارسة الضغط على الناس لفترة طويلة وممتدة، "حيث أعتقد أن الكثيرين في إسرائيل يعرفون هذا"، على حد قوله.

وفي سياق حديثه، قال : "على الرغم من الحصار، رأينا في العامين الماضيين بعض الخطوات الإيجابية، أقل من ان تمثل رفع الحصار لكنها في الاتجاه الصحيح"، مضيفاً : "أنا لا أعتقد انه في أي مكان لا يملك احد الحق الاخلاقي في ان يحتفظ ببقايا اجزاء بشر لأسباب سياسية، أي ان كان الشخص سواء فلسطيني او اسرائيلي له الحق بأن يدفن من قبل اقاربه واصدقاءه، وهذا العبارة لا تقتصر على هذا الجزء من العالم بل على جميع الاماكن في العالم".

وأضاف:" لا أعتقد اننا قريبون من نقطة نهاية هذا الهدوء ، لكن في ذات الوقت قلقون من تأخر عملية الاعمار بشكل كبير".

وأكد ميلادينوف أن لديه مخاوفٍ كثيرة متعلقة بعملية إعادة إعمار قطاع غزة وفرص محدودة جداً للتصدير، مبيناً أنه لا يوجد خلص لفرص العمل مما يخلق ضغطاً كبيراً، متابعاً : "لن نكون مسؤولين اذا لم نحذر السلطات مما نراه او نشعر به".

وشدد أنه على الفلسطينيين والإسرائيليين أن يعملوا من أجل خلق فرص للحياة، مستذكراً في هذا الإطار أن عدد سكان قطاع غزة وصل خلال الأسبوع الجاري 2 مليون نسمة، معتبراً أن ان كل من ولد في الـ10 سنوات الاخيرة عاش تحت وفي ظل الحصار".

وأردف قائلاً : "إذا لم نقم بتزويد الاطفال بفرصة الذهاب للمدارس ومن ثم الجامعات وايجاد فرص عمل وبناء عائلات والعيش بسلام، فإننا نقوم بتغذية دائرة العنف التي كانت مستمرة في غزة لعقد من الزمن".

وأكد أنه لدينا الآن وقف اطلاق نار صامد وموجود حتى اللحظة، مشيراً إلى أن الجهود تنصب على محاولة الحفاظ على حالة الهدوء الموجودة؛ "لأنني أفضل أن نركز على ما هو حقيقي وموجود الآن لدينا اليوم، بدلا من ان نفقد هذا الشيء ومحاولة البحث عن شيء اخر"، على حد تعبيره.

ودعا ميلادينوف من أجل الحفاظ على هذا الهدوء، متابعة عددٍ من القضايا ومنها إعادة الاعمار، والنمو الاقتصادي، متابعاً : "نريد أن نرى نهاية للهجمات بالصواريخ والقذائف لأن الرد الاسرائيلي يزداد عنفا في كل مرة".

وفيما يتعلق بحركة السكان من خلال معبر رفح، قال : "ندرك أنه سيتم فتح معبر رفح لمدة 3 أو 4 أيام الاسبوع القادم لمرور الاشخاص، على الرغم من هذا الامر غير مستدام"، مؤكداً إلى وجود تواصل مع السلطات المصرية لمحاولة فهم طبيعة الاوضاع الامنية في سيناء والتي قد تسمح بفتح المعبر بشكل منتظم.

ووصف ميلادينوف القيود التي وضعها الجانب الإسرائيلي على حركة الافراد بأنها "قاسية جدا"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع الاسرائيليين لتخفيف هذه القيود عن فئات من الناس، وعلى حركة الصحفيين، لافتاً إلى أنها لم تحصل على رد حتى الآن.

وذكر أن منطق الامم المتحدة أن تعمل على محاولة مساعدة اكبر قدر من الاشخاص لإعادة بناء منازلهم، موضحاً أنها ساعدت من خلال آلية اعادة الاعمار اكثر من 100 ألف شخص ليصل لهم الاسمنت ويساعدهم في بناء منازلهم.

وحول الآلية، قال إن "هذه الالية مؤقتة، ولن تبقى قيد التطبيق للابد"، مضيفاً : "يجب علينا ان ندرك إلى أي مدى يمكن ان تكون هذه الالية ذات اهمية وظيفية وتستمر". 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد