حكايات العدوان الإسرائيلي على غزة تروى بالوجع والالم

266-TRIAL-   غزة – إنصاف حبيب  وضعت الحرب على غزة أوزارها و عادت الحياة كما كانت من ذي قبل لكنها حياة بلا ألوان ، فالهموم والجراح لم تتوقف أثناء وقف إطلاق النار بل إنها ما زالت تنزف مستصرخة من ينجدها من بحرها الدموي اللا منتهي ، انتهت الحرب وبدأ الوجع والألم يظهر بين سطور الحكايا والقصص لتبقى في الذاكرة تحمل في طياتها حنين لكل شيء كان قبل الحرب التي سرقت جمال حياتهم و أحلامهم .  في غزة عائلات كثيرة عاشت ويلات الحرب و خرجت قسرا من منازلها بسبب سياسة الاحتلال الاسرائيلي ، الذي قام بإلقاء القذائف العشوائية على أحياء متعددة في قطاع غزة ، وعائلة الحاج حماد أبو شباب من بين هذه العائلات الفلسطينية  المشردة . يقول الحاج حماد  " حكاية عائلتي لم تبدأ هنا بل بدأت منذ عام النكبة ، فلجأنا إلى سوريا و عشنا في محافظة درعة ، فغدرت بنا أيامنا لتسرقنا إلى نزوح مرة أخرى ، فلجأنا إلى قطاع غزة إثر الاحداث السورية التي دمرت منزلنا بالكامل ، مستكملا حديثه " فاستقرت عائلتي هنا في غزة منذ ثلاث سنوات في حي الشجاعية عند بعض الأقارب ، لكن لم ننجوا من شبح الحروب ، حيث عاشت العائلة العدوان الإسرائيلي على غزة لعام 2012 و أيضا عام 2014 ". روت تجاعيد وجهه السبعينية حكايتهم قبل ان يستعد لإكمال حديثه ، و يقول " تألمت العائلة كما تألم الكثيرون من أهالي حي الشجاعية ، إثر إلقاء القذائف من الأليات الحربية على الحي ليلة 20 يونيو 2014، و يذكر السبعيني أن " هذه الليلة كأنها واحدة من الليالي السورية الحزينة ، حيث انتظرنا فيها الموت حامدين الله وشاكرين ، و بعد أن ارتطمت ثلاث قذائف في منزلنا سيطر الذعر والخوف على الجميع " و عبر عن حزنه  " نظرت إلى أبنائي الثمانية لأخطف أخر نظرات حب تواسيهم حياتهم القادمة إن كانت قذيفة غادرة تفرق بين أرواحنا جميعا "  و يذكر الحاج أنه حينما بدأت الشمس تحتل سماء ليلتهم السوداء " سمعنا الجيران يكبرون و يخرجون من منازلهم ، فطلبت من الجميع الاستعداد للرحيل من منزلنا إلى أي مكان ءأمن من هنا ، فخرجنا مسرعين نلحق بمن نجا من أهالي الحي ، لا نعلم اين نذهب ؟ ركضنا إلى المجهول حتى وصلنا إلى مدرسة تابعة للاونروا لكنها لم تستوعب اعداد طائلة من النازحين ومن مكان لأخر حتى وصلنا إلى مدرسة الرمال " يقول الحاج " لم يقف وجعنا هنا بل إن وجعي هو استشهاد إبني عبد الله أثناء مساعدته للطواقم الطبية حيث تطوع فترة الحرب ،  ذهب يوم 25 / 7 /2014 في سيارة الإسعاف إلى حي الشجاعية لإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء من تحت الأنقاض ، لكن القذيفة الغادرة كانت اسرع من عمل ابني ، فسقط شهيدا وروى دماء غزته الحبيبة " حينها عبر عن حزنه و تأوه بأه زمن حرقت كل ذكرى قضاها برفقة إبنه هنا او هناك ، قائلا " هذه الحرب سرقت مني كل شيء سرقت ابني و منزلي و أملي بالحياة البائسة هذه ، ولم يعد شيء أبكي أو أحزن عليه "  و يستكمل الحاج " قال لي عبارة لن انساها ما حييت ، يا أبي إن لم أستشهد هذه الحرب فلن اغادر غزة ابدا ، غادرت روحك قلبي يا ابني فانا الان لن أترك روحك الطاهرة وأذهب لمكان أخر " 
249
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد