إعترف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، إنه لم تصل إلى أجهزة الأمن أية معلومات تحذر من عملية إطلاق النار التي وقعت في القدس صباح أمس الأحد. وقال إردان إنه "لم تُطرح تحذيرات لحدث معين كهذا في جميع المداولات لتقييم الوضع" وإدعى "لكننا عرفنا أنه ربما تقع عمليات في أعقاب تزايد التحريض".

العملية نفذت في مكان مركزي في القدس والتقطتها عدسات الكاميرات وأوقعت عددًا من القتلى، ومنفذها، شخص معروف وناشط في الدفاع عن الأقصى، وستكون دافعًا للعديد من الفلسطينيين لتنفيذ عمليات مشابهة، لا سيما في القدس ومنطقة الخليل.

المحلل العسكري في القناة العاشرة الإسرائيلية، ألون بن دافيد، قال إن ما يميز هذه العملية هو سرعتها وعدم ورود أي معلومة لجهاز الأمن العام (الشاباك) أو الشرطة حول تنفيذها، مع أن المنفذ استخدم سلاحًا ناريًا، وبالتأكيد حصل عليه من مكان ما .وأضاف بن دافيد أن سلاح العملية هو عامل أساسي فيها، لأن المنفذ استخدم بندقية من نوع M16، لكن لا أحد يعلم بعد إذا كانت من النوع البدائي أم المتطور، ولا كيف حصل المنفذ عليها. هذا النوع من الأسلحة يستعمل في أوساط الجيش الإسرائيلي.

وفي حين حاول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، القول أن الشرطة عملت بشكل سريع وحازم بعد بدء عملية إطلاق النار، كما دعا المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، روني ألشيخ، الإسرائيليين في القدس إلى عدم تشويش مجرى حياتهم بسبب العملية، وقال ألشيخ "إننا منتشرون بشكل مكثف في القدس، لكن لا يوجد تغيير في تقييم الوضع حاليا. الجمهور قوي، والجمهور في القدس متدرب ويعرف كيف يعود إلى الحياة الاعتيادية وآمل أن الجمهور يعتمد على الشرطة أيضا".

 الإذاعة الإسرائيلية ذكرت صباح اليوم، أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أبقت اليوم على حالة التأهب، خوفا من أن تؤدي عملية القدس أمس، عن قيام فلسطينيين بمحاولة لتقليدها وتنفيذ عمليات إضافية.

وحسب الإذاعة العبرية التي اشارت إلى أن نوعية عملية القدس، لا سيما كون منفذها، معروفا في القدس المحتلة بنشاطه في حركة المرابطين المحظورة منذ العام الماضي، ومعروفا للسلطات الإسرائيلية، حيث كان من المفروض أن يبدأ بتنفيذ محكومية لعدة أشهر، ستثير بطبيعة الحال تساؤلات كثيرة خاصة لجهة "إخفاق" أجهزة الأمن الإسرائيلية وتحديدا الشاباك في توقع العملية.

وتخشى إسرائيل من أن تكون العملية ليست الاخيرة في الهبة الشعبية التي انطلقت في القدس في شهر تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، وتبدي خوفا من أن تتحول العملية إلى نقطة تحول، وإلى محاولات لتقليدها، وانها قد تكون نموذجاً يحتذى في صفوف الشبان المقدسين أو الضفة الغربية.

وحسب محللون إسرائيليون الذين أجمعوا على أن عملية القدس لن تكون الأخيرة،  وقال المحلل العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هريئيل إن عمليات إطلاق النار ستصبح المفضلة لدى الفلسطينيين بسبب عدد القتلى والجرحى التي تستطيع حصده، مقارنة بعمليات الدهس والطعن التي تنتهي باستشهاد المنفذ وإصابة عدد قليل، ومعظم الإصابات لا تكون خطيرة.

وحاول هريئيل أن يعزز من أن الدافع الديني خلف العملية وقال واضح في هذه العملية الدافع الديني، والسبب المباشر هو محاولة تقسيم المسجد الأقصى وطرد المسلمين منه، لا سيما في فترة الأعياد اليهودية، التي ترتفع فيها وتيرة اقتحامات المستوطنين.

ومع كل ذلك لا يزال هناك إجماع في إسرائيل على التنكر للحقوق الفلسطينية بمن فيهم الصحافيين والمحللين الإسرائيليين الذين يبحثون في تفاصيل العملية والقول أن الدافع الديني واضح فيها، ولا يجرؤ أي منهم القول أن الإحتلال هو السبب ومحاولات تهويد القدس والمسجد الأقصى مستمرة، بالإضافة للمعاناة اليومية والعقاب الجماعي الذي تمارسه سلطات الاحتلال في القدس وباقي الأراضي المحتلة، ومهما إتخذت إسرائيل وأجهزتها الأمنية المختلفة من إجراءات والتي تمتلك كل أدوات التكنولوجيا الحديثة واتهام مواقع التواصل الاجتماعي بالتحريض، لن توقف المقاومة الفلسطينية بأشكالها المختلفة.

Mustafamm2001@yahoo.com

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد