غزة: الملاعب المعشبة.. استثمار ومتنفس للشباب

ملعب معشب في غزة

غزة / محمد داوود / سوا / أصبح من المألوف علينا مشاهدة الملاعب الرياضية المعشبة ببساطها الأخضر تنتشر في انحاء مختلفة من قطاع غزة، لتعطي فرصة للشباب والأطفال، بممارسة رياضتهم المفضلة "كرة القدم".

فهل تخدم هذه الملاعب شباب وأطفال القطاع المحاصر منذ عشر سنوات، وتفعلُ قدراتهم الرياضية وصولاً الى تحقيق أهدافهم ؟

يقول الشاب محسن أبو ربيع وهو مدير ملعب "بي سبورت" في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غـزة، "أحببنا أن نقيم الملعب المُعشّب ليخدم الشباب والأطفال لاستثمار اوقاتهم، خاصة وأن مدينة بيت لاهيا تفتقر لمثل هذه الملاعب، وبدلاً من اللعب في ساحات المدارس والأراضي والشوارع العامة الغير مجهزة، والتي نتج عنها العديد من الحوادث والمشكلات، توجّب علينا إقامة هذا الملعب".

ويضيف أبو ربيع، ان الملاعب المعشبة تعطي اللاعبين شعور بالسعادة والراحة والاطمئنان أثناء اللعب نظراً لشموليتها وتميزها بالتوفير الاقتصادي، إذ لا تحتاج لزراعة العشب، وكذلك لا تحتاج للريّ واستهلاك المياه، خاصة اننا في قطاع غزة نعاني من شح كبير في كمياتها.

ونوّه أن اقامة ملعب "بي سبورت" ويعني "كُن رياضياً"، جاءت كمبادرة شبابية مع صديقه أمجد اشتيوي بهدف الاستثمار، مع الاخذ بعين الاعتبار مراعاة الظروف الاقتصادية التي يعيشها أهالي القطاع.

ويعمل الملعب خلال أيام الأسبوع على ثلاث فترات، الأولى صباحية من الساعة 6 إلى 2 ظهراً وتكلفتها 30 شيكل، والفترة الثانية مسائية من 2 مساء الى 7 وتكلفتها 40 شيكل ، أما الفترة الثالثة من 7 مساء الى 1 منتصف الليل  وتكلفتها 50 شيكل، وهى تعد الفترة الاكثر رغبة لدى الشباب في زيارة الملعب.

ويقول أحد اللاعبين، إن التكلفة المادية مناسبة نوعا ما، لكنه يأمل أن تقوم أحدى الشركات أو المؤسسات الحكومية أو الدولية بتبني مثل هذه الملاعب وإعفاء اللاعبين من الرسوم التي يدفعونها ، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة.

وعن فصل الشتاء ذكر أبو ربيع أن اصحاب غالبية الملاعب سيقومون بتغطيتها بأغطية جلدية كبيرة حفاظاً على استمرارية اقبال الشباب عليها.

وتسمى الملاعب المعشبة "بالخُماسية"، نظراً لقوانين اللعب فيها والذي يحدد عدد اللاعبين من الفريقين 5 أشخاص في كل فريق ، وجاء إنشاؤها قبل عامين بمبادرة من شركة "آيكونز" للتطوير والتسويق الرياضي, بالتعاون مع نادي الهلال الرياضي بغزة، وتم إنشاء ملعبين داخل نادي الهلال في منطقة السودانية شمال غزة, ومثلهما في منطقة تل الهوى وسط المدينة، الى أن لاقت الفكرة إعجاب المستثمرين والرياضيين، خاصة وأن القطاع بحاجة الى مثل هذه المساحات والملاعب.

ويسود محيط الملعب أجواء رياضية جميلة أثناء ساعات النهار والليل، وتزداد فترة الليل جمالاً بالأضواء الكاشفة التي تزين أرضه، واطمئنان الأطفال المتواجدين في المكان، إذ يتيح لهم العشب الصناعي تعلم اللعب بشكل احترافي.

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد