مؤسسات تيسير الزواج .. فرحة قد يتبعها انفصال الزوجين
غزة / فرح شعشاعة / سوا / انتشرت في الآونة الأخيرة مكاتب ومؤسسات لتيسير الزواج في الاراضي الفلسطينية ، حيث يراها البعض أنها الحل الأمثل لمشكلة إنهاء تكاليف الزواج ، فيما يعتبرها البعض الاخر نقمه بعد الفرح.
وفاء البالغة من العمر 25 عاما تقول: "تم زواجي عن طريق مؤسسات تيسير الزواج وظننا أننا انتهينا من عقبة كبيرة كانت تواجهنا ولكن سرعان ما اكتشفنا أن هناك مشكلة اكبر بانتظارنا وهي تسديد الدفعات الشهرية لهذه المؤسسات ، فزوجي ذو دخل محدود جدا لا يكفي لان يلبي احتياجاتنا الأساسية ، فكيف له ان يسد دفعات شهرية لا تساوي نصف دخله".
وتضيف "بدء زوجي يحاول جمع المبلغ المطلوب شهريا ولكن محاولاته باءت بالفشل ، فاضطر أن يستدين من هنا ومن هناك حتى يوفر هذه الدفعات في محاولة منه للخروج من هذه الورطة".
وتشير الشابة وفاء ان التزام زوجها بسداد الاقساط انعكس سلباً على الاحتياجات الاساسية للمنزل ، حيث ظهرت المشاكل الزوجية تظهر على السطح بين الفترة والاخرى نظراً لضيق الحال.
وتردف قائلة :" زوجي بات لا يوفر احتياجات المنزل ولا طفله ولا انا كذلك ، حياتنا تحولت الى كابوس وجحيم بسبب ازدياد المشاكل الامر الذي أوصلنا الي طريق مسدود وقررت الانفصال عنه".
اما نهلة العروس البالغة من العمر 30 عاما تقول "تمت خطبتي منذ عامين وبسبب عدم توفر مصدر دخل ثابت لشريكي قررنا اللجوء الى مؤسسات تيسير الزواج لمساعدتنا على تكاليف الفرح برغم علمنا بان الأسعار ستكون مضاعفة علينا وتفاجئنا بان جودة السلع المقدمة رديئة جدا"
وأردفت" نحن الآن نشعر باننا نسد المال لشيء غير مقدم تقريبا لأننا اضطررنا لإلغاء حفلة العريس بسبب حدوث حالة وفاة ومع ذلك اجبرنا على دفع تكاليفها كاملة ، والان نحن نضيع أجمل أيام حياتنا في جمع المال اللازم لسداد هذا المبلغ ".
من جهته أكد أحد اصحاب محالات الاثاث بغزة ان مكاتب ومؤسسات تيسير الزواج تطلب منهم السلع الرديئة والمواد رخيصة الاثمان .
وقال :" رفضنا التعامل معهم لان المواصفات المطلوبة ضعيفة ولا تتناسب مع المدى الطويل ومع جودة منتجاتنا".
بدورها ترى منى موسى الاخصائية النفسية ان لجوء بعض الشباب لمؤسسات ومكاتب تيسير الزواج ، لتكفل متطلبات الفرح ، يؤدي أحيانا الي خلق مشاكل اسرية نظراً لعدم مقدرتهم على الالتزام بسداد المستحقات المالية لهذه المكاتب او المؤسسات.
وقالت لـ"سوا" :" بعض الشباب يلجؤون الى هذه المؤسسات بدون اقتناع لحل مشكلة الزواج وتكاليفه ، لكن في كثير من الأحيان يكون الشاب فاقد لأي فرصة عمل ، الامر الذي يوقعه في إشكاليه الالتزام بسداد المستحقات".
وأضافت:" هنا يقع الشاب في مشكلة عدم السداد ، الامر الذي قد يدفعه الي بيع مصاغ زوجته او الاقتراض من أقاربه من أجل سداد ما عليه من مستحقات".
وأشارت موسى إلى أن كل هذه الضغوط التي يتعرض لها الزوجين تؤثرا سلبيا على حياتهم الزوجية ، التي قد تتحول الي كابوس ممكن ان يؤدي الي الانفصال.
ودعت الاخصائية النفسية الي ضرورة زيادة الشروط اللازم توافرها للشخص الذي يرغب بالزواج عن طريق هذه المؤسسات، والتي من أبسطها أن يكون لديه مصدر دخل بحد أدنى معين يستطيع من خلاله أن يلبي احتياجات أسرته المستقبلية وسداد الدفعات المطلوبة للمؤسسة .
جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.