الظافــــر "4"... ذكـــريات لــن تمـــــوت
2014/08/28
234-TRIAL-
غزة / صبا الجعفراوي/ أصرت الطفلة إسراء عامر أن تضيء شمعة ، احتفالاً بذكرى ميلادها الرابع عشر على أنقاض منزلها في برج الظافر 4 الذي دمرته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في يوم 23/8/2014 غرب مدينة غزة.
تقول الطفلة إسراء لـ"سوا" إنها كانت في كل عام تنتظر يوم ميلادها للاحتفال به مع عائلتها في منزلها التي اعتادت أن تحييه في كل عام، لكن كان عامها هذا مختلفاً فهي لم تتلقى الهدايا من عائلتها وأقربائها كباقي الأعوام السابقة ولم تحتفل به بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي لم تتوقع في يوم من الأيام أن يدمر منزلها بالكامل.
وتتابع إسراء " يوم 23/8 أصبح يمثل حياتي بالكامل، ففيه ولدت وبدأت حياتي وعندما دمر منزلي انتهت حياتي ولكن في يوم 23/8/2015 ستعود حياتي من جديد عندما ننشئ هذا البرج ونبنيه مرة آخرى وأتمنى أن تكون حياتنا أفضل من السابق وأن أعيشها بسلام وحرية وكرامة".
وتستذكر الطفلة إسراء لحظات ما قبل عملية إخلاء البرج وقصفه وتقول :"كنت جالسة في غرفتي أطرز اسمي واسم غزة على قطعة قماش اعتدت أن أطرز عليها منذ بداية الحرب لأشغل نفسي وأخفف من توتري بسبب أصوات القصف والانفجارات، وفجأة أتى أخي ليخبرنا بضرورة إخلاء المنزل بسرعة لأنه سيقصف، في البداية لم أقتنع ولم أصدق أن البرج سيقصف فعلا وسيدمر بشكل كامل، عاندت قليلا وقلت له لن يقصفوه سنبقى هنا، قد يستهدفوا شقة واحدة أو شقتين فقط.
وتضيف " خرجت من المنزل وأنا على قناعة تامة أني سأعود لمنزلي وسأجلس في غرفتي وأكمل تطريز قطعة القماش ثانية، كانت أصوات بكاء الأطفال والنساء على درج البرج مرعبة جدا حالة الخوف سادت الأجواء ولم أستطع سماع أي شيء سوى صرخات النساء والأطفال".
وتجمع سكان البرج المدمر أطفال ونساء ورجال على ركامه مساء أمس، وأضاءوا الشموع ليذكروا العالم بتجربتهم القاسية كما عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين دمر الاحتلال بيوتهم في عدوانه على غزة، وعلقوا على ركامه شعارات كتب عليها باللغة الإنجليزية "هنا كانت أحلامنا، ذكرياتنا وحياتنا"، وكتبوا على لوحات علقت على الحائط الوحيد المتبقي من سور البرج كلمات عبروا بها عن صمودهم وإصرارهم على البقاء في نفس المكان على الرغم من تشردهم.
قصص مؤلمة عاشها سكان البرج لحظة قصفه وتدميره وهم يروون شريط ذكرياتهم ، تفاصيل كثيرة عاشوها في منازلهم ، لن يستطيعوا العودة لها مرة أخرى، ذكريات جميلة وصور دفنت جميعها تحت الركام.
فقصة الشاب محمد الشوا -17 عاماً- خير شاهد على معاناة السكان، فيقول :" 17 عاما عشتها بين جدران ذلك البرج مع عائلتي وجيراني هدمت في لحظات ، لم أتمالك نفسي بكيت وذهلت من هول المشهد الذي لا يستوعبه عقل بشري، فلقد كنت أقف بعيداً مع عدد من جيراني وأصدقائي ننتظر قصفه متوقعين العودة ثانية للبرج لأننا اعتقدنا انه سيتم قصف شقة واحدة او شقتين فقط، قصف البرج بالصاروخ الأول ولحقه صاروخ ثانٍ لم يقوى البرج على الصمود وانهار أمامنا وصرخ الجميع "امسكوا البرج امسكوه قبل ما يوقع" من هول صدمتنا.
ويتابع الشوا :"لحظات الإخلاء كانت صعبة جدا ولم نملك سوى نصف ساعة ، 44 عائلة غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين أخلت من البرج، كان المشهد صعب جدا سارعت بإخراج أفراد عائلتي من المنزل وبعدها بدأت أنا ومجموعة من الشباب بإخراج العائلات من منازلها، أخلينا 12 طابقا كل طابق يضم 4 شقق سكنية خرجوا منها لا يملكون سوى ملابسهم التي عليهم فقط.
وفوق أنقاض منزله أشعل الشاب الشوا شمعةً ليؤكد أنه لن يذهب من هنا رغم أنف الاحتلال وأنه سيبقى في المكان الذي ولد وترعرع فيه وعاش طفولته بكامل تفاصيلها بين أحضان هذا البرج الذي أضحى ركاماً، قائلا "سنعيد بناء البرج مرة أخرى وسيحمل نفس الاسم ونفس تصميم البناء وسنحيي جميع ذكرياتنا الجميلة فيه ثانيةً".
حال السيدة وفاء ساق الله لم يختلف عن حال باقي سكان البرج، لحظات من الخوف والرعب عاشتها أثناء الإخلاء ، فالموت كان أمام أعينهم وهم يتخبطون ويجمعون أبنائهم وكلا منهم منهمك في البحث عن أبنائه ليلتقي جميع السكان على سلالم البرج وسط مشهد مؤلم لم يسمع فيه سوى صرخات النساء والأطفال.
وتقول السيدة ساق الله :"عندما علمنا بخبر إخلاء البرج من جميع السكان سارعت أجمع أطفالي الأربعة وزوجي حتى نخرج جميعا، كانت لحظة خروجنا صعبة جدا ذلك بأن زوجي من ذوي الاحتياجات الخاصة ويستخدم عكازين لمساعدته على المشي، وعلى درج البرج كان السكان يهرعون، خفت كثيرا أن يقع زوجي وسرعان ما حميناه من جميع الجهات حتى نستطيع إنزاله للأسفل، وتخوفنا من إنزاله بالمصعد الكهربائي الذي قد يقصف في أي لحظة، نزلنا للشارع واستقبلنا الجيران وبقينا ننتظر لحظة قصف البرج، كانت أصوات الانفجارات مرعبة جدا.
وتتابع السيدة ساق الله :"بعد أن قصف البرج خرجت مع عائلتي على أمل العودة للمنزل، ولكن تفاجئنا بحجم الدمار الهائل الذي لحق بالبرج وأحاله لركام، لم أتمالك نفسي انهرت وبكيت بشدة على منزلي وحاجياتنا وحاجيات أطفالي وابنتي التي أنهت التوجيهي هذا العام وفقدت شهادتها وأوراقها بين الركام.
وردا على زعم إسرائيل بأن السبب وراء تدمير البرج هو تواجد غرف عمليات لحركة حماس تقول السيدة ساق الله "كل ما يقوله الاحتلال كذب وإفتراء ليغطوا على جريمتهم من تدمير البرج وتشريد حوالي 44 عائلة كلهم من المدنيين، جميعنا يعرف بعضنا وكلنا نعيش في البرج كعائلة واحدة نعرف بعضنا جيدا ولا أحد منا مقاوم كما يزعم الاحتلال".
وانتهج جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة من العدوان على غزة الذي استمر لواحد وخمسين يوماً، سياسة استهداف الأبراج السكنية التي تأوي عشرات العائلات الفلسطينية، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية "عقاباً جماعياً" بحق المدنيين الفلسطينيين.
62
تقول الطفلة إسراء لـ"سوا" إنها كانت في كل عام تنتظر يوم ميلادها للاحتفال به مع عائلتها في منزلها التي اعتادت أن تحييه في كل عام، لكن كان عامها هذا مختلفاً فهي لم تتلقى الهدايا من عائلتها وأقربائها كباقي الأعوام السابقة ولم تحتفل به بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة الذي لم تتوقع في يوم من الأيام أن يدمر منزلها بالكامل.
وتتابع إسراء " يوم 23/8 أصبح يمثل حياتي بالكامل، ففيه ولدت وبدأت حياتي وعندما دمر منزلي انتهت حياتي ولكن في يوم 23/8/2015 ستعود حياتي من جديد عندما ننشئ هذا البرج ونبنيه مرة آخرى وأتمنى أن تكون حياتنا أفضل من السابق وأن أعيشها بسلام وحرية وكرامة".
وتستذكر الطفلة إسراء لحظات ما قبل عملية إخلاء البرج وقصفه وتقول :"كنت جالسة في غرفتي أطرز اسمي واسم غزة على قطعة قماش اعتدت أن أطرز عليها منذ بداية الحرب لأشغل نفسي وأخفف من توتري بسبب أصوات القصف والانفجارات، وفجأة أتى أخي ليخبرنا بضرورة إخلاء المنزل بسرعة لأنه سيقصف، في البداية لم أقتنع ولم أصدق أن البرج سيقصف فعلا وسيدمر بشكل كامل، عاندت قليلا وقلت له لن يقصفوه سنبقى هنا، قد يستهدفوا شقة واحدة أو شقتين فقط.
وتضيف " خرجت من المنزل وأنا على قناعة تامة أني سأعود لمنزلي وسأجلس في غرفتي وأكمل تطريز قطعة القماش ثانية، كانت أصوات بكاء الأطفال والنساء على درج البرج مرعبة جدا حالة الخوف سادت الأجواء ولم أستطع سماع أي شيء سوى صرخات النساء والأطفال".
وتجمع سكان البرج المدمر أطفال ونساء ورجال على ركامه مساء أمس، وأضاءوا الشموع ليذكروا العالم بتجربتهم القاسية كما عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين دمر الاحتلال بيوتهم في عدوانه على غزة، وعلقوا على ركامه شعارات كتب عليها باللغة الإنجليزية "هنا كانت أحلامنا، ذكرياتنا وحياتنا"، وكتبوا على لوحات علقت على الحائط الوحيد المتبقي من سور البرج كلمات عبروا بها عن صمودهم وإصرارهم على البقاء في نفس المكان على الرغم من تشردهم.
قصص مؤلمة عاشها سكان البرج لحظة قصفه وتدميره وهم يروون شريط ذكرياتهم ، تفاصيل كثيرة عاشوها في منازلهم ، لن يستطيعوا العودة لها مرة أخرى، ذكريات جميلة وصور دفنت جميعها تحت الركام.
فقصة الشاب محمد الشوا -17 عاماً- خير شاهد على معاناة السكان، فيقول :" 17 عاما عشتها بين جدران ذلك البرج مع عائلتي وجيراني هدمت في لحظات ، لم أتمالك نفسي بكيت وذهلت من هول المشهد الذي لا يستوعبه عقل بشري، فلقد كنت أقف بعيداً مع عدد من جيراني وأصدقائي ننتظر قصفه متوقعين العودة ثانية للبرج لأننا اعتقدنا انه سيتم قصف شقة واحدة او شقتين فقط، قصف البرج بالصاروخ الأول ولحقه صاروخ ثانٍ لم يقوى البرج على الصمود وانهار أمامنا وصرخ الجميع "امسكوا البرج امسكوه قبل ما يوقع" من هول صدمتنا.
ويتابع الشوا :"لحظات الإخلاء كانت صعبة جدا ولم نملك سوى نصف ساعة ، 44 عائلة غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين أخلت من البرج، كان المشهد صعب جدا سارعت بإخراج أفراد عائلتي من المنزل وبعدها بدأت أنا ومجموعة من الشباب بإخراج العائلات من منازلها، أخلينا 12 طابقا كل طابق يضم 4 شقق سكنية خرجوا منها لا يملكون سوى ملابسهم التي عليهم فقط.
وفوق أنقاض منزله أشعل الشاب الشوا شمعةً ليؤكد أنه لن يذهب من هنا رغم أنف الاحتلال وأنه سيبقى في المكان الذي ولد وترعرع فيه وعاش طفولته بكامل تفاصيلها بين أحضان هذا البرج الذي أضحى ركاماً، قائلا "سنعيد بناء البرج مرة أخرى وسيحمل نفس الاسم ونفس تصميم البناء وسنحيي جميع ذكرياتنا الجميلة فيه ثانيةً".
حال السيدة وفاء ساق الله لم يختلف عن حال باقي سكان البرج، لحظات من الخوف والرعب عاشتها أثناء الإخلاء ، فالموت كان أمام أعينهم وهم يتخبطون ويجمعون أبنائهم وكلا منهم منهمك في البحث عن أبنائه ليلتقي جميع السكان على سلالم البرج وسط مشهد مؤلم لم يسمع فيه سوى صرخات النساء والأطفال.
وتقول السيدة ساق الله :"عندما علمنا بخبر إخلاء البرج من جميع السكان سارعت أجمع أطفالي الأربعة وزوجي حتى نخرج جميعا، كانت لحظة خروجنا صعبة جدا ذلك بأن زوجي من ذوي الاحتياجات الخاصة ويستخدم عكازين لمساعدته على المشي، وعلى درج البرج كان السكان يهرعون، خفت كثيرا أن يقع زوجي وسرعان ما حميناه من جميع الجهات حتى نستطيع إنزاله للأسفل، وتخوفنا من إنزاله بالمصعد الكهربائي الذي قد يقصف في أي لحظة، نزلنا للشارع واستقبلنا الجيران وبقينا ننتظر لحظة قصف البرج، كانت أصوات الانفجارات مرعبة جدا.
وتتابع السيدة ساق الله :"بعد أن قصف البرج خرجت مع عائلتي على أمل العودة للمنزل، ولكن تفاجئنا بحجم الدمار الهائل الذي لحق بالبرج وأحاله لركام، لم أتمالك نفسي انهرت وبكيت بشدة على منزلي وحاجياتنا وحاجيات أطفالي وابنتي التي أنهت التوجيهي هذا العام وفقدت شهادتها وأوراقها بين الركام.
وردا على زعم إسرائيل بأن السبب وراء تدمير البرج هو تواجد غرف عمليات لحركة حماس تقول السيدة ساق الله "كل ما يقوله الاحتلال كذب وإفتراء ليغطوا على جريمتهم من تدمير البرج وتشريد حوالي 44 عائلة كلهم من المدنيين، جميعنا يعرف بعضنا وكلنا نعيش في البرج كعائلة واحدة نعرف بعضنا جيدا ولا أحد منا مقاوم كما يزعم الاحتلال".
وانتهج جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة من العدوان على غزة الذي استمر لواحد وخمسين يوماً، سياسة استهداف الأبراج السكنية التي تأوي عشرات العائلات الفلسطينية، وهو ما اعتبرته منظمات حقوقية "عقاباً جماعياً" بحق المدنيين الفلسطينيين.
62