الفيسبوك يقمع حرية الفلسطينيين

الفيس بوك

غزة /  علا حليلو / سوا /  حذفت إدارة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الجمعة الماضية، عددًا من الحسابات الإدارية لعاملين في صفحات إخبارية فلسطينية مختلفة في الضفة الغربية وقطاع غزة.

بدأ ناشطون ومدونون فلسطينيون منذ ساعات صباح الأحد حملة لوقف النشر على موقع التواصل الاجتماعي الشهير فيسبوك، بسبب ما وصفوه تعدي الأخير على حريات النشر للفلسطينيين بداعي التحريض على إسرائيل، وتبنت الحملة هاشتاغ FBCensorsPalestine#.

وقال علي بخيت عضو نادي الاعلام الاجتماعي بغزة، أن هذه الاجراءات تبدو تطبيقاً للاتفاقية الغير المعلنة والموقعة بين  ادارة الفيسبوك والاحتلال الاسرائيلي بهدف منع التحريض .

وأكد على أن هناك كم هائل من النشطاء الذين اغلقت حساباتهم خلال يومين فقط مما يدلل على أن هناك اتفاقية تمت بالفعل.

وحول تأثير النشطاء على مواقع التواصل، فقد رأى بخيت بأن تأثيرهم لم يكن بجديد، حيث بدأ ظهورهم بشكل متواضع منذ العدوان الاسرائيلي الأول على غزة عام 2008 ، وتطور حتى وصل بالصورة المؤثرة التي نراها اليوم وخاصة خلال الهبة الشعبية الأخيرة .

وأضاف بخيت أن حكومة الاحتلال شعرت بحجم تأثير النشطاء الفلسطينيين، مما جعلها تشكل وحدات كاملة لمتابعتهم وتطوير نشاطهم الخاص، وكيفية محاربتهم بكل الطرق حتى وصلت إلى حد اغلاق الحسابات الشخصية.

بدورها رأت مجدولين حسنة ناشطة إعلامية بغزة، أن الهدف من هذه الاجراءات هو واضح جداً وذلك لقمع استنهاض الشعب للانتفاضة على المحتل، مؤكدة على أن الشعب الفلسطيني لا يكل ولا يمل، وسيستمر في إنشاء صفحات جديدة لإيصال صوته للعالم الخارجي.

وأشارت حسنة إلى أن النشطاء الفلسطينيين بصدد تنفيذ حملة إلكترونية لإيقاف الاتفاق الاسرائيلي مع فيسبوك من خلال منع النشر لمدة ساعتين اليوم الأحد منذ الساعة الثامنة حتى العاشرة مساء كرد أولي واعتراض على سياسة الفيس بوك القمعية.

من جانبه اكد الناشط مصعب شاور من الخليل على أن هذا الاجراء هو مثال للسياسة التي تتبعها قوات الاحتلال على ارض الميدان من تكميم للأفواه ومنع للحريات، ومنذ اللحظة الاولى التي بدأ بها الاحتلال اعتقاله للنشطاء بتهمة التحريض عبر الفيسبوك كان التواطؤ من الفيس بإغلاق صفحات شخصية واخبارية بتهمة نشرها التحريض وهي ذات التبريرات التي ردت بها شركة الفيسبوك لكل من قدم طعن لهذه الخطوة بشكل رسمي.

واعتقد شاور بأن تأثير هذه الخطوة على النشاط الاعلامي الفلسطيني سيكون  سيء للغاية، وسيصبح البعض يتردد من نشر المواد الوطنية والتي كان يستخدمها النشطاء خوفًا من الغاء واغلاق للصفحات المتبقية.

وأضاف بأن الرد المناسب بدأ من خلال تقديم الطعون لإدارة الفيس بوك والتوضيح بأن هذه المواد هي اعلامية وطنية وليس لها علاقة بالتحريض كما يتهم الفيس بوك بخدمته المباشرة للاحتلال، بالإضافة إلى بعض الاجراءات التي انطلقت من توحيد الصور الشخصية، والتوقف عن النشر بعدد من الصفحات الاخبارية والنشطاء كخطوة احتجاجية.

ولم يختلف الناشط الاعلامي عمر شاهين بغزة عن سابقيه، ويرى بأن اسرائيل ذهبت للاتفاق مع ادارة " فيس بوك" لأنه المنبر الأقوى و الاسرع خطورة بما يقوم به الفلسطينيين سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي من فضح ممارسات الحكومة الاسرائيلية تجاه شعبنا .

ويعتقد شاهين أن الأيام المقبلة  ستشهد ربما حملة الكترونية اسرائيلية ضد الصحافة الفلسطينية والنشطاء الفلسطينيين و النشطاء المناصرين للقضية الفلسطينية ودعم عملية السلام انتشاراً في العالم وخاصة لدى الفلسطينيين.

ويرى شاهين أن الرد المناسب من النشطاء الفلسطينيين على هذه الاجراءات هو الاستمرار في كشف وفضح الاحتلال ،ولا يجب ان تثنيهم تلك السياسات والتي هدفها التخويف و الاحباط للحيلولة دون استمرار مقاومتنا السلمية لمناهضة للاحتلال.

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.  
 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد