المالكي يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه القدس
نيويورك/سوا/ دعا وزير الخارجية رياض المالكي خلال كلمة فلسطين في الاجتماع الوزاري لدول منظمة التعاون الإسلامي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، لتوفير الدعم السياسي والقانوني والمالي والاقتصادي للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، وعلى وجه الخصوص في القدس وقطاع غزة المحاصر واللاجئين.
وأثنى المالكي على الجهود المتواصلة التي تبذلها منظمة المؤتمر الإسلامي وأمينها العام لدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ورحب بافتتاح مكتب منظمة المؤتمر الإسلامي في فلسطين المحتلة، كما أعرب عن امتنان فلسطين للدول الأعضاء في المنظمة ودعمها المستمر لقضية فلسطين العادلة سواء في الأطر المتعددة الأطراف او على المستوى الثنائي.
وتطرق للوضع القائم على الأرض من ممارسات دولة الاحتلال تجاه أبناء وبنات شعبنا وأرضه ومقدساته التي تتعرض لاعتداءات يومية متصاعدة، مشيرا إلى عمليات هدم المنازل والأبنية التي وصلت إلى أعلى مستوى منذ عشر سنوات، وازدياد البؤر الاستيطانية ومصادرة الأراضي الفلسطينية، كما حذر من التقسيم المكاني والزماني للحرم الشريف، قائلا: "سيسجل التاريخ ما نقوم به لمنع هذه الكارثة، القدس في خطر، والشعب الفلسطيني لا يمكن أن يقف وحده، نحن بحاجة لمساعدتكم في إنهاء كل التدابير غير القانونية والمدمرة من قبل إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، وضمان احترام الوضع التاريخي في الأماكن المقدسة في القدس، بما في ذلك الحرم الشريف".
وفي ذات السياق ذكر الوزير المالكي أوجه معاناة الفلسطينيين من اعتقالات ادارية تعسفية والقتل خارج نطاق القضاء، واحتجاز جثث الشهداء الفلسطينيين وغيرها من الانتهاكات الجسيمة، وأشكال العقاب الجماعي اليومية، والحصار المستمر منذ عشر سنوات على 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ودعا المالكي المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، بناء على المواثيق الدولية لصون السلم والأمن الدوليين، لتحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، ومطالبته بوقف جميع هذه الأنشطة غير المشروعة، قائلا: "حان الوقت لمجلس الأمن الدولي لاتخاذ موقف واضح بشأن الإجراءات الإسرائيلية الاستعمارية، وهناك حاجة للعمل التراكمي والتدابير اللازمة التي تتخذها الدول للوفاء بالتزاماتها".
كما دعا الى دعم الآليات الدولية، بما فيها المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، ولإحياء حل الدولتين على حدود عام 1967.
في نهاية كلمته قال: "إننا اليوم نقترب من 100 عاما على وعد بلفور، و70 عاما على النكبة ، و50 عاما على احتلال الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة"، داعيا الأمم المتحدة لجعل العام المقبل السنة الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، قائلا: "لقد حان الوقت لوضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه، بما في ذلك حقه في تقرير المصير في دولته المستقلة، فلسطين، مع القدس الشرقية عاصمة لها، على أساس الشرعية الدولية".
إلى ذلك عقد وزير الخارجية عدة اجتماعات ثنائية على هامش أعمال الدورة ال 71 للجمعية العامة المنعقدة في نيويورك مع نظرائه وزراء خارجية كل من دول السويد، والارجنتين، والمملكة المتحدة، وفرنسا، كل على حدة، حيث وضعهم في صورة الوضع الحالي القائم في فلسطين وممارسات الاحتلال ضد شعبنا ومقدساته وأرضه، بالإضافة الى تبادل وجهات النظر حول تطورات الوضع السياسي.