حاربت السرطان بعد أن داهمها وأنشأت دار رعايةٍ للمصابات به

إيمان شنن

غزة / سعيد قديح / سوا / لم يكن توغل السرطان في جسد إيمان شنن ( 44 عامًا ) قبل سنوات بداية الذبول لروحها بل كانت بدايةً لمعركةٍ استمرت لسنوات، كابدت فيها معاناة المرض وحاربته حتى وصل الأمر إلى إزالة الغدة الدرقية لديها.

ومع ذلك فإن إيمان من المحظوظات لأنها اكتشفت المرض حين كان في بدايته ، قائلةً " كان الفحص المبكر سبيلي لاكتشافه في طور البداية، وهذا ساعدني في التعافي منه".

هذا ما قاد إيمان للخروج من أزمتها بفكرةٍ ساهمت في تغيير حياة كثيرات مصابات بالسرطان، فكان برنامج العون والأمل الذي أنشأته قبل 6 سنواتٍ في مدينة غزة لمساعدة المريضات وتوفير الأدوية والرعاية المناسبة لهن في ظل نُدرة مؤسسات الرعاية بمصابي السرطان في القطاع.

تقول ايمان عن الفكرة " هذه ثمرة الكفاح، ورُب ضارةٍ نافعة كما جاء في القول الشهير، البرنامج بمثابة قلب مفتوح لكل المصابات بالسرطان، ونحن نعمل كل ما في وسعنا لأجل جعل حياة المصابات أفضل وذلك من خلال برامج وأنشطة تستهدف التخفيف من الضغط النفسي لديهن".

ولا تُخفي شنن حجم الصعوبات التي تواجهها في البرنامج لا سيما في ظل عدم وجود تمويل كاملٍ يساعد على الاهتمام بصورة أفضل بالمريضات مرجعةً ذلك لقلة اهتمام المشاريع الدولية بهذه الفئة. وفي نفس الوقت كشفت عن أن عدد المسجلين في البرنامج لوحده بلغ 2900 مريض بالسرطان معظمهن من النساء المصابات بسرطان الثدي.

وتشتكي حدّة النظرة من المجتمع للمصابات بالسرطان ، قائلة " كثيرات ممن يرتدن الدار تخلى أزواجهن عنهن بعد اصابتهن بالمرض، فيأتين للمؤسسة في حالةٍ نفسيةٍ سيئة وهنا يقع على عاتقنا كفريق أن نهيئ لهم أجواء مختلفة تسعد قلوبهن".

وتجهّز المؤسسة في كل يوم أربعاء نشاطًا ترفيهيًا يجمع مصاباتٍ بالسرطان مع بعضهن البعض لتبادل الحكاوي والتجارب والتخفيف من معاناتهن.

وتذكر شنن موقفًا حدث قبل فترة قصيرة " كان المصابات يجلسن في نشاط يوم الأربعاء، وإذ بإحداهن تدخل الدار وقد تعافت قبل فترة من السرطان، لكن المفاجأة كبيرة حين أخبرت زميلاتها بمداهمة السرطان لها من جديد، ومع ذلك استقبلن الخبر بالزغاريد والأهازيج الشعبية للتخفيف من معاناتها".

وتدير ايمان صفحةً للبرنامج على فيس بوك مستثمرة اياها لنشر الأمل والإلهام للمصابين بالسرطان وبث الحياة فيهم كما تقول.

 أما أميرة عجور ( 22 عامًا ) متطوعة في المكان غالبًا ما ترعى تدوين أسماء المصابات الجدد وترتيب أنشطة جديدة لهن.

تقول عجور " أقضي أجمل لحظاتي في برنامج العون بين المصابات بالسرطان، حيث بإمكانك التعرف على قصص جديدة ملهمة، ونساء كافحن طويلًا ولا يزلن، وهناك فرصة متاحة دائمة لتحفيزهن وتشجيعهن على الكفاح أكثر خصوصًا لأن كثيرات منهن يعشن ظروف صعبة إما نتيجة الفقر أو القيود المجتمعية".

وتعود ايمان شنن للتذكير بضرورة الفحص المبكر كإجراء وقائي يساهم كثيرًا في تجنب الإصابة.

وفي رسالتها للنساء المصابات بالسرطان تذكر " السرطان ليس موت، بل بداية حياة، وعليهن عيش تفاصيل تجربة، مَن عاشها عاش باقي العمر محبًا للحياة".

وتولي شنن في برنامجها اهتمامًا أكبر بالمصابات بسرطان الثدي حتى وصل الأمر بالبرنامج لإنتاج ثدي صناعي بجهد نساء مصابات عملن في ورشٍ لإنتاجه مما من شانه تخفيف العبء النفسي على كثيراتٍ منهن.

جدير بالذكر أن هذه المادة الصحفية تأتي ضمن مشروع تعزيز الإعلام الموضوعي في غزة المنفذ من قبل مؤسسة بيت الصحافة والممول من مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" الألمانية.  

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد