خارطة طريق عربية لإتمام المصالحة بين الرئيس عباس ودحلان وحماس
غزة / سوا / كشف مصدر عربي رفيع المستوى النقاب عن تحرك مصري أردني سعودي إماراتي تجاه حل القضايا العالقة في الداخل الفلسطيني وصولاً لعقد مؤتمر دولي للسلام للضغط على اسرائيل للقبول بمبادرة السلام العربية "التي سيتم تعديلها".
ونقل موقع دنيا الوطن المحلي عن المصدر قوله أنّ اجتماعات مكثفة عُقدت في الآونة الأخيرة على مستوى (الأمن - المخابرات) للدول صاحبة خارطة الطريق التي أسّست لها مصر وصاغتها وهي ( مصر - الأردن -الإمارات والمملكة العربية السعودية) وبالتنسيق مع بعض القنوات القطرية .
وفي التفاصيل فإن عقد الانتخابات البلدية المُزمع إجراؤها في الثامن من أكتوبر للعام الجاري سيسبقها مصالحة فتحاوية داخلية تجمع اللجنة المركزية للحركة مع العضو المفصول منها محمد دحلان , وبحسب الحديث المنقول على لسان المصدر العربي فإن دحلان وافق على إتمام المصالحة المذكورة دون عودته الى عضوية اللجنة المركزية مع توقعات بعودة عضويته في فتح .
لكن المصدر أكدّ أن كل من تضرر من العلاقات المتوترة منذ خمسة أعوام سيتم إعادته الى الحركة وكل من تم تصنيفه من المتجنحين او تم فصل راتبه سيتم اعادته ، متوقعاً أن يكون هناك "بعض الحل" في الشهر القادم "سبتمبر".
وكانت اللجنة المركزية لحركة فتح اصدرت بياناً رحبّت فيه بالتلاحم الفتحاوي على مستوى القاعدة لحقه بيان مصري ردني مشترك على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي وملك الاردن الملك عبدالله يُرحبان فيه ببيان المركزية المذكور وبالمصالحة الفتحاوية الداخلية .
قيادي كبير مقرب من محمد دحلان كشف في تصريحات خاصة لذات الموقع النقاب عن مصالحة قريبة جداً بين "دحلان" و "الرئيس أبو مازن" حسب تصريحه .
القيادي الذي يتنقل بين غزة - رام الله مصر والإمارات يؤكد أن التحرك المصري السعودي الاردني الاماراتي كبير هذه المرة وحاسم , مشيراً إلى تجاوب من اللجنة المركزية والرئيس ابو مازن حيال هذه المبادرة ، مشددا في ذات الوقت على ان الخطة العربية لا تخص دحلان وفتح فقط وإنما هذه البداية وهي جزء صغير من الخطة , مؤكدا ان الخطة العربية ستستمر في جهودها الى حين تحقيق المصالحة مع حركة حماس .
وتوقع القيادي المقرب من دحلان قرارات هامة ستصدر بحق من أُطلق عليهم "المتجنحين" قبل عيد الأضحى القادم ، مشيراً إلى حالة التماسك والوحدة التي حققتها الحركة على مستوى الجماهير في خضم التحضير للانتخابات البلدية .
وكان جمال محيسن وهو عضو لجنة مركزية معروف بتشدده ضد "دحلان" رحّب بالجهود المصرية الاردنية نافياً بيان نُشر على لسانه بأنه لا عودة لـ"المفصولين" من فتح .
ويؤكد تصريح "محيسن" أنّ المباحثات واللقاءات تتسم بجدية كبيرة سيما مع بيان اللجنة المركزية الذي يُعتبر الأول منذ الأزمة المعروفة مع دحلان وكذلك انصهار المؤيدين لدحلان في الضفة وغزة مع القوائم الرسمية التي أقرتها اللجنة المركزية للحركة للانتخابات البلدية القادمة .
عودة الى المصدر العربي الذي أكدّ أنّ الدول العربية لن تتوقف عند اتمام المصالحة الفتحاوية الداخلية والهدف الرئيسي منها تقوية فتح وإنما ستستمر بجهودها لإنفاذ المصالحة الفلسطينية الداخلية بين حركتي فتح وحماس مؤكدا أنه وعند الوصول الى تحقيق المصالحة الحمساوية الفتحاوية الداخلية سيتم البدء بجهود عربية دولية من خلال جامعة الدول العربية والتحركات الديبلوماسية استناداً الى مبادرة السلام العربية والمبادرة الفرنسية الاخيرة للضغط على اسرائيل للموافقة على اتفاق سلام مع الفلسطينيين .
وفي الحديث عن مصالحة فتح فإن القيادي المقرب من دحلان يؤكد انّ تعليمات وصلت بوقف التراشق الاعلامي منذ الاعلان عن موعد الانتخابات البلدية وهو الخطوة الاولى لتهيئة الأجواء للمصالحة المرتقبة .
في هذا السياق يشير القيادي المقرب من دحلان ان الاخير وصل القاهرة مؤخراً واجتمع مع قيادات مصرية للحديث حول الأمر , كما يواصل ممثل شخصي للرئيس ابو مازن عقد لقاءات متفرقة مع المسؤولين الاردنيين والمصريين .
يشير المسؤول العربي ان لجنة مصغرة من رؤساء اجهزة المخابرات او ممثلين عنهم للدول ذات العلاقة بالخارطة المذكورة في اجتماع متواصل ومستمر لتهيئة الأجواء وتحديد الاجراءات التي ستخرج بها المصالحة الداخلية الفتحاوية تمهيدا للمصالحة الفلسطينية الداخلية .
وستنتقل المباحثات بعد عقد الانتخابات المحلية لإعادة الجلسات الثنائية للمصالحة بين حركتي حماس وفتح مع تعهدات خليجية بحل الإشكاليات التي تقف عائقا امام المصالحة ومن ضمنها موظفي حماس في غزة - مع ضمانات مختلفة وحل جذري لمشكلة الامن في قطاع غزة.
ورفض قيادي فلسطيني مقرب من اللجنة المركزية التعليق على التقرير مختصراً حديثه "دعنا لنرى ونشاهد".