مركز رؤية يصدر تقدير موقف بعنوان: استعدادات الفصائل للانتخابات المحلية والنتائج المتوقعة

رؤية

غزة /سوا/ مع الإعلان رسميا عن إجراء الانتخابات البلدية الفلسطينية المزمع عقدها في8 من أكتوبر/ تشرين أول القادم بدأت ملامح المشهد والحراك الانتخابي الفلسطيني الملحوظ بالظهور.

وقد تجلت صورة هذا المشهد في بدء المرشحين المحتملين في الاستعداد والتحرك باتجاه إطلاق حملاتهم وبرامجهم الانتخابية وحشد المؤازرة والدعم لهم، وما ترافق مع ذلك من نشاطات واستعدادات مختلفة بدءً بعمل لجان تسجيل الناخبين، وانتهاء بالاستعدادات الحكومية المختلفة لهذه العملية.

ولمتابعة هذا الموضوع أصدر مركز رؤية تقدير موقف من إعداد الباحث الأستاذ "منصور أبو كريم" المتخصص في شؤون الفصائل الفلسطينية عنوان " استعدادات الفصائل الفلسطينية للانتخابات المحلية النتائج المتوقعة منها " في محاولة لإلقاء الضوء على كثير من الجزئيات والتفاصيل المتعلقة بهذه العملية الديمقراطية من خلال محاور متنوعة شملت استعدادات حركة فتح، استعدادات حركة حماس ، استعدادات قوى اليسار’ النتائج المتوقعة، تأثير الانتخابات على حالة الانقسام.

حيث يظهر حاليا مدى حرص كل حزب على إثبات ذاته وحضوره السياسي الفاعل في هذا المعترك السياسي والجماهيري، لاعتبار الانتخابات المحلية القادمة من أهم الخطوات التي سيتم ترتيب الأوضاع الداخلية الفلسطينية.

استعدادات حركة فتح

تخوض حركة فتح معركة الانتخابات المحلية تحت شعار نكون أو لا نكون، بسبب فشلها خلال الانتخابات التشريعية والبلدية عام 2005/2006 م، لذلك تدخل الحركة هذه الانتخابات بتحدي جدي وقوي.

بشكل عام يمكن القول التحضير لإجراء الانتخابات المحلية، قد استنفر جميع قواعد حركة فتح التنظيمية والجماهيرية، وأدى إلى اصطفاف أبناء الحركة ومنتسبيها حول الحركة وتماسكها داخلياً، وتراجع نمط المصالح الشخصية وترافع الذات الفتحاوية عن المصالح ذات الصبغة الشخصية والذي شكل مفاجأة للعديد من المراقبين والمتابعين والمحللين السياسيين، فاندمج المجموع الفتحاوي وانشغل نحو الاستعداد الحقيقي والفاعل للانتخابات المحلية للبلديات والمجالس المحلية، رغم ذلك تواجه الحركة تنافس وتحدي جدي في الضفة الغربية، خاصة من قوائم المستقلين وقوائم أبناء البلد التي تأخذ الطابع القبلي أكثر من التنافس السياسي.

استعدادات حركة حماس

تخوض حركة حماس الانتخابات المحلية تحت شعار ليس هناك ما يمكن أن تخسره الحركة، خاصة في ظل حالة الركود السياسي والاقتصادي التي تشهده الساحة السياسية الفلسطينية بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص، بهدف قياس مدى جماهيرية الحركة في الشارع الفلسطيني في قطاع غزة فمن الواضح أن حركة حماس تبذل جهوداً كبيرة وتسابق الزمن في بناء تحالفات واسعة جاذبة للجمهور، مستفيدة من عناصر عدة من أهمها وحدة مرشحيها وقوائمها، على عكس القوى الأخرى.

قوى اليسار الفلسطيني

 يُشكّل إعلان خمس قوى فلسطينية يسارية خوضها الانتخابات المحلية المقبلة المقررة في شهر أكتوبر المقبل، بقائمة موحدة تحت اسم "تحالف ديمقراطي" اختبارًا حقيقًا لليسار الفلسطيني في إمكانية المنافسة الجدية بهدف كسر الثنائية الحزبية بين حركتي فتح وحماس.

وبرغم تكتل قوى اليسار الفلسطيني في قوائم مشتركة لخوض الانتخابات المحلية، إلا أن هذا التيار يواجه بعض الصعوبات في سبيل تحقيق نتائج إيجابية، منها ارتفاع نسبة الحسم في الانتخابات 8%، وضعف الحاضنة المجتمعية لهذه القوى، واستخدامها خطاباً سياسياً قديما قد عفا عليه الزمن، لا يجد صداه الايجابي في المجتمع الفلسطيني، لذلك قد تشكل هذه الصعوبات تحدياً قويأً أمام قوى اليسار الديمقراطي بهدف خلق تيار ثالث قوي قادر على كسر حدة المعادلة الثنائية.

النتائج المتوقعة

فمن المتوقع أن تحقق حركة فتح نتائج إيجابية في البلديات والمجالس المحلية في قطاع غزة، بالحصول على الأغلبية البسيطة في معظم المجالس البلدية في قطاع غزة، مقابل تحقيق حركة حماس نتائج إيجابية في الضفة الغربية، مع تسجيل مشاركة رمزية لقوى اليسار خلال هذه الانتخابات بسبب ارتفاع نسبة الحسم.

تأثير الانتخابات على حالة الانقسام

تحمل الانتخابات المحليّة الفلسطينيّة القادمة الداء والدواء معاً، فقد تكون المخرج من الأزمة، وقد تعمل على تعميق أزمة النظام السياسي الفلسطيني، وتساهم في الرجوع إلى المربع الأول، وإلى نقطة الصفر من جديد، فهذه الانتخابات تحمل الشيء ونقيضه، في نفس الوقت، ولكن كل ذلك يتوقف على طريقة تعاطي القوى السياسيّة الفلسطينيّة مع هذه الانتخابات، مع ما يترتب عليها من نتائج،

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد