السعودية: الحج رسالة سلام ولا مكان لتسييسه

الكعبة المشرفة -توضيحية-

جدة/سوا/ دأبت السلطات السعودية منذ سنوات على تخصيص شعار لكل موسم حج، ليكون منطلقاً لأداء مهماتها ومسؤولياتها، ويتماشى مع الأهداف السامية للإسلام، ويتوافق مع العبادات التي يؤديها الحاج في مناسكه، وسط أجواء من الطمأنينة والروحانية في أطهر البقاع على وجه الأرض، بيد أن الرسالة الأعم التي تحرص عليها السلطات السعودية في كل موسم حج، تتمثل في المطالبة بعدم تسييس الحج، تحت أي ظرف وبأي شكل من الأشكال.

وفي هذا العام، أطلقت السعودية شعار "الحج رسالة سلام"، لتعزيز قيم السلام من خلال الركن الخامس للإسلام، ورفع مستوى الوعي لدى الحجاج، بهدف التوعية أولاً، ولضمان أداء الحاج لمناسكه بكل يسر وسهولة، بعيداً عن الشعارات المسيسة، والتصرفات المخالفة والمنافية للقيم الإسلامية.

وفي هذا الصدد، قال مستشار أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج الدكتور هشام بن عبدالرحمن الفالح: إن "اختيار السلام شعاراً للحج، جاء بسبب ما نعيشه هذه الأيام، في بعض دول العالم الإسلامي، وبعض الدول المحيطة بالمملكة، من أمور لا تخفى، ويندى لها الجبين".

وفي تصريحات لوكالة الأنباء الإسلامية الدولية "إينا"، أضاف الفالح: "لذلك أخذنا في هذه الحملة مهمة إيصال فكرة أن شعيرة الحج العظيمة، لا تقبل أي تسييس أو أي أعمال مخالفة لما يلزم الحاج القيام به، من أداء الشعائر بكل يسر وسهولة، فالحج عبادة وسلوك حضاري".

وقال: إن الحملة تهدف إلى "تأكيد أن الحج رسالة سلام، فالحاج الذي قدم ليؤدي فريضة الحج، نريد منه أن يكون في أثناء الحج رسولاً للسلام، بأدائه للشعائر بسكينة وسلام، دون تدافع ولا مشاحنة". وتابع: "كذلك بعد أداء الفريضة نريد من الحاج أن يكون رسول سلام في بلده، من خلال ما وجده في الحج من خدمات، ومن تيسير للمسلمين، وأن ينقل معه هذا المفهوم".

وأوضح رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج، أن "الحملة تمر بمراحل مختلفة، وهي الآن في مرحلتها الأولى المتمثلة في استقبال الحجيج، فيما ستركز المرحلة الثانية على مفهوم لا حج بلا تصريح، والتأكيد على أهمية التصريح، لمن أراد الدخول إلى العاصمة المقدسة". مبيناً أنه تمت إعادة أكثر من 70 ألف شخص، لا يحملون التصريح.

وكشف الفالح، أن المرحلة الثالثة للحملة تتمثل في التأكيد على سلوكيات الحجاج، منذ قدومهم إلى المسجد الحرام وانتقالهم إلى عرفات ومنى ومزدلفة، فيما تنحصر المرحلة الرابعة والأخيرة في تقديم الشكر والتقدير للحجاج، الذين أدوا فرضهم بيسر وسهولة، والجهات المشاركة في إنجاح الحج.

ودعا الحجاج إلى الالتزام بجداول التفويج المعطاة لهم من مؤسسات الطوافة، أو بعثات الحج، لاستعمال القطار، والحافلات، أو لرمي الجمرات. معللاً ذلك بأنها: "جداول معدة ومنسقة مسبقاً مع جميع الجهات ذات العلاقة". مؤكداً أن كل الأخطاء التي حصلت في الأعوام السابقة، تبدأ من عدم الالتزام بجداول التفويج.

وقبل 17 يوماً من بدء أعمال الحج، كثفت السلطات السعودية جهودها، لنقل شعار #الحج_رسالة_سلام، من التنظير إلى التطبيق، إذ أكدت السلطات السعودية أنها استعدت لمواجهة أكثر من 13 افتراضاً للأخطار المحتملة، من خلال مراكز ووحدات الدفاع المدني في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة.

وقالت السلطات السعودية: إن 17 ألف ضابط وفرد من قوات الدفاع المدني، سيشاركون في تنفيذ الخطة العامة للطوارئ بالحج، تدعمهم ثلاثة آلاف معدة وآلية، في حين استحدثت وزارة الحج السعودية منهجيات جديدة في برامج تفويج الحجاج هذا العام، لتفادي إشكاليات التدافع.

كما اعتمدت وزارة الحج نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات، لرصد حركة الحشود في مكة والمشاعر المقدسة، لتسجيل مخالفات التفويج، عبر التطبيقات المحمولة، وإرسالها إلى خوادم المعلومات في وزارة الحج والعمرة، لتحديد مصادر الخلل.

وشددت السلطات الرقابة الصحية، وخصصت 216 خبيراً صحياً، للتفتيش على الأغذية والأدوية والأجهزة الطبية الواردة عبر المنافذ، والتفتيش على المنشآت الغذائية الواقعة في نطاق مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وتحسباً لأي ارتفاع في درجات الحرارة، زادت السلطات الصحية، عدد أسرة ضربات الشمس هذا العام بواقع 79 سريراً، ليصبح إجمالي عدد الأسرة المخصصة لعلاج ضربات الشمس 216 سريراً في مستشفيات المشاعر المقدسة.

كما كثفت السلطات الصحية إجراءاتها الوقائية والعلاجية على القادمين للحج، عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية، لمنع وفادة أي أمراض معدية إلى داخل المملكة، عبر استيفاء الجوانب الوقائية والاحترازية، مع إعطاء الجميع العلاج الوقائي واللقاحات اللازمة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد