رفع العلم الفلسطيني في ملاعب أوروبا.. ماذا يمثل للفلسطينيين؟

جماهير سيلتيك خلال لقاء الفريق الإسرائيلي هبوعيل بئر السبع

غزة /خاص سوا/إيهاب أبو دياب/ اعتدنا أن نجد العلم الفلسطيني خفاقا في المدرجات العربية خلال المحافل الرياضية المختلفة في العقود المنقضية؛ في ظاهرة تعبر عن مدى تضامن شعوبها مع القضية الفلسطينية.

لكن في الفترة الأخيرة، انضمت الجماهير العالمية لمناصرة قضيتنا الفلسطينية بشكلٍ لافت، حيث أصبحت ألوان العلم الفلسطيني دائمة الإطلالة في الدوريات الأوروبية الكبرى، إلى أن وصلت أخيرا لدوري أبطال أوروبا البطولة التي تصنف الأولى عالميا على صعيد كرة القدم.

ففي التصفيات المؤهلة لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، رسمت جماهير فريق سيلتيك الاسكتلندي خلال مواجهة نظيره هبوعيل بئر السبع الإسرائيلي الأربعاء الماضي، لوحةً فنيةً تاريخية بألوان العلم الفلسطيني امتدت على طول المدرجات.

 

 

محمد العجلة متابع فلسطيني للأحداث الرياضية الدولية، اعتبر أن "اللفتة التي نفذتها الجماهير الاسكتلندية خلال لقاءها بالفريق الإسرائيلي، ميزةً جديدة تضاف لأساليب نصرةً القضية الفلسطينية على الصعيد الدولي".

وشدد العجلة خلال حديثه لـ"سوا" على ضرورة استثمار هذا الحدث، عبر تصديره إلى دول العالم كافة، للتأكيد على حق الفلسطينيين بأرضهم في كل مكان، داعيا إلى خلق وسائل فعالة للتواصل مع الجماهير الأوروبية، من أجل اطلاعها على الممارسات الإسرائيلية بحق الرياضة الفلسطينية.

وعلى شاكلة سيلتيك، كان لبعض اللاعبين طرقهم الخاصة في التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وقضيته، حيث كشف الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة شعارا نقشه تحت قميصه بعبارة "تضامنا مع غزة" خلال مباراة منتخبه مع نظيره السوداني في بطولة كأس الأمم الأفريقية السادسة والعشرين بغانا عام 2008، لكن اتحاد اللعبة اكتفى بتحذيره دون توقيع عقوبة عليه.

 

'

وكذلك ما فعله الدولي المالي فردريك كانوتيه خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، عندما نشر صورة له على حسابه الشخصي عبر "الفيسبوك"، وهو يرتدي قميصا أسودا طُبع عليه "فلسطين"، وكتب حينها أسفل الصورة " لو كنت ألعب لأظهرت هذا القميص في كل مباراة ألعبها ولا يهمني أي عقوبات، الحرية لفلسطين".

أما عامر أبو عامر متابع آخر لكرة القدم العالمية، قال : "من الرائع أن نرى هذه اللفتات من شرفاء العالم، ونبذهم للاحتلال"، معتبرا أن انتشار هذه الظاهرة يشير إلى أن الرأي العام العالمي في تغير مستمر لصالح قضية الفلسطينيين.

وانتقد أبو عامر، اعتبار العلم الفلسطيني لافتةً غير مشروعة وفقا لقوانين اليويفا، مشددا على ضرورة نقل هذه الظاهرة إلى كل المحافل الدولية التي بإمكانها أن تؤثر على شعوب العالم كافة.

وأشار إلى أن عقوبة "اليويفا" للفريق الاسكتلندي لن تؤثر على قناعاته القائمة على التضامن مع القضية الفلسطينية؛ خاصة أنه سبق للاتحاد أن أصدر عقوبة بحق ناديهم بلغت 16 ألف جنيه إسترليني عام 2014 لذات السبب.

وفرض "اليويفا" غرامة مالية على سيلتيك بقيمة 34 ألف يورو، واعتبر رفع أعلام فلسطين من طرف جماهيره، شعارات سياسية وسلوكا مخالفا.

من جانبها ردت جماهير سيلتيك على غرامة اليويفا بإطلاق حملة تبرعات، وهاشتاغ #MatchTheFineforPalestine# احتجاجا على القرار، ودعما للشعب الفلسطيني.

 

'

وما يؤكد تعاطف الأندية العالمية الكبرى مع القضية الفلسطينية، استضافة فريق ريال مدريد الاسباني أعرق الفرق الأوروبية والعالمية، للطفل الفلسطيني أحمد دوابشة بعدما أحرق المتطرفون الإسرائيليون منزل عائلته بمدينة الخليل، وأودى بحياة والديه وشقيقه.

بدوره، قال فادي حجازي المختص في الشأن الرياضي الفلسطيني إن "هذه اللفتة تعد سابقة جديدة في المحافل الرياضية الدولية الكبيرة"، مضيفا إن "هذا الأمر يسلط الضوء حول أهمية القضية الفلسطينية وما يعانيه الشعب الفلسطيني بسبب الاحتلال".

واعتبر حجازي خلال حديثه لمراسل "سوا" أن ظهور هذه الظاهرة في بطولة كدوري أبطال أوروبا بشكلٍ خاص أمرا هاما؛ "لأن هذه البطولة تحظى بزخمٍ إعلامي كبير من مختلف الوسائل العربية والعالمية".

واستطرد حجازي قائلا : "رغم أهمية هذه الظاهرة، إلا أنها تصطدم بقوانين اليويفا الصعبة، حيث يعتبرها لافتاتا غير مشروعة في الملاعب الكروية".

ودعا، وسائل الإعلام الفلسطينية إلى ممارسة دورها الفاعل في إبراز أهمية هذه الظاهرة؛ لما لها من انعكاسات إيجابية على صعيد القضية الفلسطينية بشكلٍ عام، والرياضة المحلية خاصة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد