مزهر: الأيام المقبلة ستكون حاسمة وتصب في مصلحة الأسير كايد
غزة /سوا/ نظمت الجبهة الشعبية في محافظة شمال غزة، "منظمة الشهيد رشاد مسمار" وسط مخيم جباليا ، حفل تأبين للراحل أبو باسل الطناني بمناسبة مرور 40 يومًا على رحيله، وذلك بحضور جماهيري حاشد.
وحضر الحفل حشد كبير من أبناء الجبهة بالإضافة لحضور واسع لأصدقاء وذوي الفقيد وأهالي المخيم، وفي مقدمتهم قيادات تاريخية للجبهة، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية وقيادات العمل الوطني وممثلو القوى الوطنية والإسلامية.
ووجه عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول فرعها في قطاع غزة جميل مزهر التحية لروح أبو باسل الطناني الذي كان خير مثال على الرفيق العنيد الصلب.
وعلى صعيد آخر أكد مزهر بأن "الأيام القادمة ستكون حاسمة ومقررة وجميعها تصب في صالح الرفيق الصلب بلال كايد"، مشدداً على أن الجبهة لن تتخلّى للحظة عن كايد، محذراً الاحتلال ألا يختبر صبر الجبهة.
وأضاف "على رعاة التهدئة أن يلتقطوا رسالتنا جيداً، والاحتلال لن ينعم بالأمن والامان وبلال كايد يصارع الموت لأجل حريته".
وشدّد مزهر على أن "انتصار بلال سيؤسس لما بعده، وسيفشل مخططات الاحتلال في تمرير سياسة الاعتقال الإداري على أسرى انتهت مدة محكوميتهم"، داعياً المؤسسات الرسمية وغير الرسمية للسعي من أجل تدويل قضية الأسرى، و فتح ملفات الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي وسياسة الإهمال الطبي وملف المرضى وغيرها من الممارسات بحق الأسرى، وتوثيقها وتحويلها للمؤسسات الدولية للبت بشأنها، من أجل ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة أمام المحاكم الدولية".
وبشأن الانتخابات، أكد مزهر أن الجبهة ستستمر في محاولاتها من أجل كسر حدة الاستقطاب والاحتكار والهيمنة من طرفي اليمين للمؤسسات الوطنية والتفرد بالقرارات، معتبراً قرار الجبهة بالتحالف مع القوى الديمقراطية والشخصيات الديمقراطية والمجتمعية في الانتخابات البلدية القادمة، يصب أولاً وأخيراً في خدمة رؤية الجبهة التي نادت بضرورة تشكيل تيار ديمقراطي ثالث يشكّل بديلاً عن حركتي فتح و حماس ، يسخّر بالدرجة الأساسية في خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم.
واعتبر مزهر أن الركيزة الأساسية لهذا التحالف هو قائمة تحالف ديمقراطي واسع يضم كل الديمقراطيين الفلسطينيين الذين ينسجمون مع برنامجنا ورؤيتنا السياسية والطبقية والاجتماعية، وأن يشترط في تشكيل وترشيح القوائم تحقيق معايير الكفاءة والمهنية المستندة للبعد الوطني، والتمتع بالاستقامة والنزاهة والشفافية والحضور والتأثير والقبول الجماهيري، والتفاني في خدمة المواطنين.
وشدّد على أن نجاح هذا الاستحقاق الديمقراطي بدون تدخلات أو منغصات وفي أجواء ديمقراطية، يعتبر خطوة إيجابية على طريق إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية على أسس سليمة، وإجراء انتخابات للمجلسين الوطني والتشريعي والرئاسية.
وأكد مزهر بأن الدعوة مفتوحة، بل ملزمة لكل شخص بالخلاص من هذا الوضع الكارثي بالالتحام مع الجماهير واستقطابهم لصالح التحالف الديمقراطي، وبرنامجه التقدمي الديمقراطي، الذي يحقق مطالبهم وحقوقهم ويكسر الاحتكار والهيمنة والتفرد، ويحارب الفساد والمحسوبية والحزبية والعشائرية في التوظيف، وتقديم الخدمة، بعيداً عن امير الجامع وأمن المؤسسات، بل على أساس تكافؤ الفرص دون أي تمييز.
بدورها، وجهت المناضلة أم باسل الطناني "زوجة الفقيد" تحية الفخر والاعتزاز للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال على رأسهم الأسير بلال كايد ورفاقه قائلةً "تحيّةً لكم وأنتم تُعَبِّرُونَ عَنِ الخير والفضيلة والكرم والأصالة، هذه القِيَمِ التي آمَنَ عوني بتميّزِ شَعْبِنا بها وَرَآها في كلِّ الناس، وعَامَلَهم على أسَاسِها وها أنتم اليومَ تَرُدّونَ على الوَفِيِّ بالوَفاءِ وعلى الصّادِقِ بصِدْقِ مَشَاعِرِكم وَتَضَامُنِكم".
وأضافت الطناني "حَظِّي أنني كُنتُ زَوْجَةَ هذا المُناضلِ وشَريكةَ دَرْبِه، دَرْبِهِ الطويلِ الذي شَارَكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم فيه خِلالَ مَرحلةٍ مِنَ المَرَاحِل، لقد كانَ رَحيلُ أبو باسل المَحَطَّةَ الأقسَى في حياتي وَحياةِ أبنائي لكنّه زَرَعَ فينا القُدْرَةَ على التحَمّلِ والصَبْر والمُوَاجَهَة ووَضَعَنَا في الاختبارِ الصَعْبِ الذي يَمْتَحِنُ مَا غَرَسَهُ فينا، فَكُنَّا رَغمَ الألم مُحتسِبين أقوياء، نُؤمِنُ باستمراريّةِ الحياةِ وبجَدَارَتِنا في عَيْشِها كما أرادَ لها أبو باسل، نَصْنَعُ فيها الإنجازَ مِنَ العَدَم".
ورثت الطناني زوجها قائلة "رَحَلَ أبو باسل جَميلاً كجَمَالِهِ في زفّةِ عُرْسِ ابنِه عبد الفتاح، رَحَلَ أصيلا مُؤَدّيًا للوَاجب، كما عَاشَ وَتَرَبَّى، رَحَل مَحْمُولاً على أجْنِحَةِ حُبِّكُم له، وأنتم تَزفّونَهُ إلى مثواهُ الأخيرِ كمَا يَليقُ بنِهَايةِ رَجُلٍ شُجَاعٍ وَعَظِيم، إنَّ أثَرَكَ يَا أبا بَاسل أقْوَى مِنْ أنْ يَمْحِيَهُ تَدَاوُلُ الأيّام، وإنَّ إرْثَكَ كَبيرٌ نَحْمِلُ مَسؤوليَّتَهُ جَمِيعاً، وإنَّنا نَعِدُكُ بالحِفاظِ عليه، والعَمَلِ مِنْ أجْلِ حِمَايَتِه قِيمياً وأخلاقيّا وَنِضاليّا وجَماهيرياً".
وفي كلمة باسم لجنة الأسرى دعا تيسير زقوت السطلة الفلسطينية ووزارة الخارجية لضرورة الاسراع بتدويل قضية الاسرى والسعي لتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة واعتبار أسرانا كأسرى حرب.
وأشار إلى أن صمود كايد حقق صدى دولي ادى الى اصدار منظمة العفو الدولية بيانا تطالب فيه قوات الاحتلال بالإفراج الفوري عنه، مثمناً جهود حملات التضامن والدعم في فلسطين وبعض العواصم العربية والأجنبية.
كما وجه زقوت تحية الفخر والاعتزاز للرفيق جورج عبدالله والمعتقل في السجون الفرنسية منذ30عام لدعمه واسناده بلال كايد بخوضه إضراباً عن الطعام لمدة ثلاث أيام للمرة الثانية.
وفي سياق منفصل ألقى عضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق أحمد الطناني كلمة ذوي الفقيد والتي أكد خلالها على ثبات أبناء العائلة على نفس نهج ودرب الرفيق أبو باسل والتمسك بالمبادئ التي غرسها فيهم.
وتخلل الحفل عرض لفيلم وثائقي من إعداد اللجنة الإعلامية لمحافظة الشمال باسم " حارس المخيم" عرض حياة الرفيق ابو باسل ومحطات حياته النضالية وشمل مقابلات مع أسرته ورفاقه الذين واكبوا مسيرته الكفاحية.
وفي ختام الحفل قدم كلاً من جبهة العمل الطلابي التقدمية والحملة الدولية للدفاع عن احمد سعدات ومنظمة الشهيد رشاد مسمار دروعاً تكريمية لذوي الراحل أبو باسل الذين قدموا بدورهم درع الوفاء للجبهة الشعبية تسلمه الرفاق في منظمة الشهيد رشاد مسمار.