معاناة النازحين والمتضررين تتجدد وتتفاقم مع تجدد العدوان

156-TRIAL- غزة / سوا/ عيسى محمد / لم تهنأ عائلة فرج المكونة من ثمانية أفراد بعودتها الى منزلها المدمر بشكل جزئي في عزبة عبد ربه شرق جباليا حتى عادت لتنزح منه الى مناطق غرب مدينة غزة التي تراها امنة إلى حد ما.
ولم تنتظر العائلة التي قضت معظم ايام الحرب مشتتة بين منازل الأصدقاء ومدارس الأنروا أكثر من ساعة بعد انهيار التهدئة عصر أول من أمس.
وشرع رب الأسرة جميل فرج في الخمسينات من عمره باستئجار سيارة واجلاء الأسرة وبعض الحاجيات الأساسية على وجه السرعة خشية من تفاقم الوضع الأمني، سيما وان منزله يقع مقابلة الحدود الإسرائيلية الشرقية للقطاع.
ولا يريد فرج ان يواجه نفس مأساة أقاربه الذين استشهدوا وأصيبوا بعدما دمرت قوات الاحتلال منزلهم فوق رؤؤسهم بعد ساعات من هجومها البري على شرق القطاع.
وانخرطت حفيدته ايناس بالبكاء الشديد بعد خروجها من المنزل بعد سماعها أصوات انفجارات الصواريخ والقنابل التي القتها طائرات الاحتلال على مناطق متفرقة من المدينة.
واثار انهيار التهدئة التي تبعها غارات اسرائيلية مكثفة على مناطق متفرقة في القطاع استياء زوجة فرج لتأملها بتمديد التهدئة والتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار وانتهاء العدوان.
وقالت إن زوجها وأبنائها شارفوا على الانتهاء من اصلاح بعض الأضرار التي لحقت بالمنزل ليستأنفوا الحياة فيه بعد شهر ونصف من التشرد.
ولا يختلف الحال مع عائلة حامد دردونة التي غادرت حي السلام المجاور لعزبة عبد ربه، لجأت الى عائلة المواطن منير عيد في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة لتبدأ رحلة جديدة من التشرد بعد عشرة ايام من الراحة في منزلها الذي يبعد 600 متر عن الحدود الاسرائيلية.
وعزا دردونة نزوحه مرة اخرى من منزله الى خطورة منطقة سكناه وتدمير عشرات المنازل فيه منذ بدء العدوان الاسرائيلي.
ولم يتمكن دردونة من اصطحاب كل الملابس والاحتياجات الضرورية من المنزل بسبب اقدام طائرات الاحتلال على قصف أراضي زراعية بالقرب من منزله.
ويخشى دردونة الذي خرج ومجموعة كبيرة من أقاربه من المنطقة أن تطول فترة التصعيد ما يعيده إلى مربع المعاناة مع النزوح وضيق الحال وصعوبة الحياة.
وظهرت علامات التوتر على أبنائه الصغار الذين دخلوا إلى منزل عيد على استحياء رغم ترحيبه بهم.
وعجت الشوارع بآلاف المواطنين الذين نزحوا على وجه السرعة من المناطق الشرقية للقطاع وخصوصاً شرق مدينة جباليا وغزة وبيت حانون باتجاه غرب مدينة غزة البعيد عن الحدود.
ودفعت عملية استهداف لمجموعة من المواطنين في منطقة العطاطرة غرب بيت لاهيا مساء أول من أمس، عشرات العوائل لمغادرة حيي السلاطين والعطاطرة القريبين من الحدود الإسرائيلية الشمالية.
وعادت العوائل إلى مدارس للانروا في حي النصر بمدينة غزة، وسط صعوبات كبيرة واجهوها بسبب نقص المواصلات.  
وعاد مشهد النازحين يملئون الشوارع بحثاً عن منازل وشقق للايجار او اماكن عامة خالية كما هو الحال مع عائلة سامي حسان الذي فشل في العثور على شقة او مكان يأويه ما دفعه الى اللجوء لاحد مدارس الانروا في ساعة متأخرة من ليلة اول من امس.
ولم يخف حسان في الاربعينات من عمره استيائه الشديد من الحياة والعيش في مدارس الانروا بسبب الاكتظاظ وانعدام الاهتمام والنظافة في المكان، بالاضافة إلى غياب الخصوصية، معرباً عن أمله في انتهاء هذه الموجة من التصعيد في وقت قريب جداً كي يعود إلى منزله في غرب مدينة بيت لاهيا.
115
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد