شعت: إسرائيل لن تستغني عن السلطة ولن تبادر إلى حلها

د. نبيل شعث

رام الله / سوا / صرح مسؤول العلاقات الدولية في حركة فتح د. نبيل شعث ، ان امكانات اتخاذ الرئيس الامريكي براك اوباما بدعم مشروع قرار فلسطيني في مجلس الامن واردة وهي أمنية كل اصدقاء الشعب الفلسطيني من الأمريكيين، الذين يتمنون ان يقوم اوباما قبل ان ينهي فترة ولايته الأخيرة باتخاذ موقف يدعم حقوق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته على حدود الرابع من حزيران ١٩٦٧، ويترك خلفة تراثاً وأثراً، ويفي بوعده الذي قطعه في بداية حكمة، بان يترك خلفه ما يمكن للرئيس الامريكي الجديد ان يكمل بهذه الرؤية ".

وقال شعث في تصريح لصحيفة القدس المحلية  :"من جانبي لا يوجد لدي ثقة بأن هذا قد يتحقق، لكن من الممكن ان يقف اوباما في مرحلة ما بعد الانتخابات، في نهاية تشرين الثاني وبداية كانون الاول اي بعد ان يتم انتخاب رئيس جديد ولكنه مازال هو الرئيس اي انه يستطيع أن يترك خلفه قرارا اميركيا يصعب على الرئيس الامريكي المقبل ان يتنصل منه". مشيراً الى ان كل ذلك مراهنات وتصورات.

ولفت شعث الى ان مثل هذا التصور عندما يطرح في ديوان نتنياهو والخارجية الإسرائيلية ،قد يكون لذلك تفسيران ،الاول ان هناك خوفا حقيقيا من إمكانية ان يخطو الرئيس اوباما وانهم بصدد القيام بخطوات استباقية تعرقل وتصعب عليه ذلك ، او انها مجرد زوبعة لا نعلم حقيقة الحديث عن مثل هذا التوجه الأن.

وبخصوص الخطوات الاستيطانية المتسارعة لتوسيع وضم تجمعات استيطانية مثل الكتلة الاستيطانية 'غوش عتصيون' ومستوطنة "معالية ادوميم" الى القدس قال شعث :"ان هذه الخطوات والمشاريع الاستيطانية المحمومة مستمرة وغير مرتبطة بخطوات الرئيس الامريكي اوباما وتحركه قبل انتهاء فترة ولايته هذا نهج واستراتيجية إسرائيلية قديمة تم تسريعها في ضوء الوضع العربي والإقليمي والدولي ".

واضاف ان هذا هو المشروع الصهيوني الاستيطاني المدروس والمبرمج والذي يسير وفق رؤية صهيونية لا تريد سلاما ولا امنا ولا استقرارا بل ترسيخ الاستيطان والاحتلال والسيطرة على اكبر مساحة من الاراضي الفلسطينية بالقوة ثم بزرع المستوطنات ، وهو مشروع مستمر بوتيرة متصاعدة وسريعة ولكنه حتى في ظل المفاوضات لم يتوقف قط ،وما يجري في مدينة القدس وحولها ،وفي مناطق (C)يدلل على طبيعة الحكومة الاستيطانية التي تدفع بالمشاريع التي تأكل الاراضي الفلسطينية في هجمة غير مسبوقة بحجمها واتساعها.

يذكر ان وزير البناء والاستيطان الإسرائيلي، يوآف غالانت، قال مساء الثلاثاء، إن الكتلة الاستيطانية 'غوش عتصيون' سوف تستوعب نحو نصف مليون مستوطن خلال عقد من الزمان، مؤكدا على ما سماه الأهمية التاريخية والإستراتيجية للمنطقة، وأشار غالانت إلى أن وزارته تعمل على عدة مشاريع مختلفة في المنطقة، تم التوقيع على بعضها حديثا، مؤكداً ان الاستيطان لن يتوقف وسيتم توسيعه بشكل كبير.

وفند شعث المزاعم الإسرائيلية عن الأهمية الاستراتيجة والتاريخية للكتلة الاستيطانية 'غوش عتصيون' وقال :"ان كل ما يدعيه الجانب الإسرائيلي عن الاهمية التاريخية ما هي إلا اساطير لا اساس لها من الصحة (كلام فارغ )، الهدف الإسرائيلي من ذلك واضح واصبح مكشوفا يريدون ضم معظم اراضي الضفة الغربية ولن يتركوا إلا المدن الفلسطينية الكبرى تحت نظام حكم ذاتي محدود مسيطر عليه بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي، هذه هي رؤية الحل في المشروع الصهيوني للقضية الفلسطينية.

واكد شعث ان الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ توقيع اتفاق (كامب ديفيد )مع المصريين وهم يصرون على انه لا يوجد حل نهائي يقدم للفلسطينين ،وقال ان كل ما يطرح من قبل إسرائيل هو حكم ذاتي محدود، كان هناك امل في توسيعه من خلال المفاوضات التي استمرت ٢٠ عاماً وبالذهاب الى مؤتمر يبحث في الحل النهائي ،اليمين بقيادة نتناهو لا يريدون حلا نهائيا ولا يريدون انهاء الاحتلال، وانما يريدون المضي في المشروع الاستيطاني الصهيوني ،والسيطرة على كل ما يمكن السيطرة عليه في الضفة الغربية ، ولا يريدون ترك إلا المدن الفلسطينية المكتظة .

ولفت د. شعث إلى ما يجري في المنطقة المصنفة (C) التي تشكل ٦٢٪ من مساحة الضفة الغربية ، حيث اصبح فيها اليوم ٤٠٠ الف مستوطن مقابل ١٠٠الف فلسطيني فقط،هذا هو المشروع الاستيطاني ،اما تبرير توسيع هذه المستوطنات وزيادة عدد المستوطنين بالحديث عن مبادرة اوباما من عدمها فليس هذا هو الموضوع .

ورداً على تصريحات نائب وزير الدفاع الإسرائيلي إيلي بن دهان أنه يجب حل السلطة لتحريضها على اسرائيل و ضم الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية والتطبيق الفوري للقوانين الإسرائيلية فيها قال شعث :"ان إسرائيل هي التي تمارس التحريض وتدعم المستوطنين المتطرفين الذي يقترفون الجرئم البشعة ضد الفلسطينيين الآمنين ،فمن أحرق الفتى ابو خضير واسرة الدوابشة واحرق المساجد والكنائس وتدريب جيشهم على قتل المدنيين قضية التحريض في المناهج الفلسطينية ووسائل الإعلام الفلسطينية هي مجرد تضليل إعلامي إسرائيلي لا اساس له من الصحة والكل يدرك ان الشعب الفلسطيني هو الضحية والاحتلال هو الجلاد ".

واكد شعث ان إسرائيل لن تستغني عن السلطة ولن تبادر الى حلها لاسباب لا علاقة لها باهدافنا، لان حل السلطة يرغم إسرائيل على إعادة احتلال الضفة الغربية ونشر قوات الاحتلال في كل ارجائها مما يعرض جيشها لضربات المقاومة ،كما ان الاحتلال سيكون مرغماً على تمويل احتياجات شعبنا من تعليم وصحة وطرق وأمن وغيرها ولماذا يحمل نفسه هذا العبء، وقال ان كل التصريحات الإسرائيلية عن حل السلطة "تصريحات فارغة لا معنى لها، طلما ان السلطة متواجدة في المدن الرئيسة والجيش الإسرائيلي يقتحم هذه المدن متى يشاء ،الان الاحتلال غير مكلف للمحتلين " .

وشدد شعث على ان الهدف الإسرائيلي ليس حل السلطة ولكن اضعافها وإبقاءها محاصرة وضعيفة ،وقال عن اي تحريض يزعمون وهم الذين يرسلون آلياتهم لهدم المنازل واقتلاع الاشجار وقتل الامنين ،هم يريدون اضعاف السلطة لعرقلة حركتها على الصعيد الدولي الهادفة لتوعية الرأي العام العالمي بحقيقة ما يجري وخاصة في مجلس الامن ومحكمة الجنايات الدولية ومحاكمة قادة الاحتلال على الاستيطان والاحتلال وجرئم الحرب بحق الشعب الفلسطيني .

ووصف الوضع العربي بانه غير موات، وقال ان الامريكيين غير معنيين بالتدخل في العملية السياسية على ضوء الوضع الاقليمي، ولا يريدون التدخل عسكرياً أو سياسياً والدليل على ذلك دعمهم للتحرك الفرنسي ، دون قيادتهم وبذلك تخلت واشنطن عن قيادتها للجهود السلمية في الشرق الاوسط .

وختم شعث بالقول :"ان المرحلة المقبلة صعبة وتحتاج صبرا فلسطينيا. سنحاول تحقيق وحدتنا الوطنية ، والاستفادة من الانتخابات المحلية والبلدية في طرح إطار جديد للوحدة الوطنية، وتقوية جبهتنا الداخلية، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية لن تغير من استراتيجيتها في الداخل والحراك الشعبي وحراكها الخارجي".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد