العمادي يدعو الرئيس عباس للمبادرة بخطوة هامة لإنهاء الانقسام

اللسفير محـمد اسماعيل العمادي،

غزة / سوا / حث السفير محـمد اسماعيل العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة اعمار قطاع غزة قادة وممثلي الفصائل الفلسطينية على نبذ الخلافات الداخلية والعمل على توحيد الصف الفلسطيني متمنياً على  الرئيس محمود عباس "أبو مازن" أن يبادر بخطوة مهمة من أجل فتح صفحة جديدة مع كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني لإعادة اللحمة الوطنية، ولم الشمل الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتصحيح مسار القضية الفلسطينية في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة بشكل عام . 

وقال السفير العمادي في مستهل كلمة ألقاها أمام عدد كبير من نواب المجلس التشريعي من مختلف التوجهات السياسية وممثلين عن فصائل فلسطينية أبرزهم قيادات من حركتي فتح و حماس وفصائل أخرى  وبحضور لفيف من الوجهاء ورجال الاصلاح خلال مأدبة عشاء دعاهم اليها سعادته مساء أمس " بداية أنقل لكم تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وحضرة صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وإنني أؤكد للجميع بأن القيادة القطرية تتمنى الخير دائماً للشعب الفلسطيني، وهي دوماً تساند القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية، ويأملون رأب الصدع وانهاء حالة الانقسام التي هي صفحة عابرة في تاريخ النضال الفلسطيني " .

ونوه سعادته في هذا السياق  الى أنه التقى  يوم السبت الماضي مع معالي الوزراء في الحكومات الفلسطينية المتعاقبة، وكذلك أعضاء حكومة الوفاق الفلسطيني ومسؤولي مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية على حفل عشاء سادت فيه روح الأخوة والوحدة الحقيقية معتبراً ذلك اللقاء بمثابة خطوة على طريق فتح باب الحوار والنقاش، وخطوة مهمة نحو إذابة الجليد وتحريك الجمود في ملف التقارب الفلسطيني الفلسطيني، ومحاولة من دولة قطر لتقريب وجهات النظر وتذليل العقبات والصعوبات التي يعاني منها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة .

وأعرب السفير العمادي عن سعادته وفخره بهذا اللقاء الذي جمع بين الفلسطينيين على طاولة واحدة، وتحت سقف واحدٍ متمنياً أن يكون كل الفلسطينيين على قلب رجل واحد، من أجل خدمة شعبهم الفلسطيني وقضيته العادلة، التي تحتاج إلى تكاتف الجميع في ظل هذه الظروف القاهرة والمرحلة العصيبة .

وثمن العمادي تلبية النواب وممثلي الفصائل والوجهاء لدعوته قائلاً " اليوم أجتمع معكم وبكم ويشرفني أنني أتحدث لكل القامات السياسية في فلسطين العزيزة والتي حضرت ولبت دعوتي على حفل العشاء، على أمل أن تكون هذه الخطوة بادرة مهمة في طي صفحة الانقسام وتجاوز مرحلة مظلمة قاتمة في تاريخ القضية الفلسطينية " .

وكان من بين أبرز الشخصيات السياسية والبرلمانية التي حضرت اللقاء المذكور مساء امس رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور إسماعيل هنية والدكتور صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والدكتور أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي والدكتورة آمال حمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح .    

من جهته أعرب النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر عن شكره وتقدير لصاحب السمو أمير دولة قطر سمو الشيخ  تميم بن حمد ولسمو الامير الوالد حمد بن خليفة ولقطر حكومة وشعباً ومؤسسات وللجهود التي يبذلها سعادة السفير العمادي على صعيد الإعمار والصحة والتعليم .

وقال بحر " قطر وقفت وستقف دوماً مع القضية الفلسطينية داعمة لها مادياً ومعنوياً وسياسياً في كافة المحافل الدولية وانه لمن دواعي سرورنا أن نلتقي بالإخوة جميعاً ونحن نعد للانتخابات المحلية التي دعونا باسم المجلس التشريعي لأوسع مشاركة في هذه الانتخابات حتى نصل الى بر الأمان وان يتم بعد ذلك اجراء  الانتخابات التشريعية  والرئاسية والمجلس الوطني " .

وأشاد بحر بدعوة سعادة السفير لتعزيز الوحدة الفلسطينية مشدداً بقوله " يتوجب علينا ان نتحد وهذه دعوة كريمة من سعادة السفير وبداية لتتويج هذا العمل لكي نقف صفاً واحداً " .

بدوره أعرب صخر بسيسو عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن شكره لسعادة السفير على هذه الدعوة  مؤكداً أن هذا اللقاء يعد جزءً من الجهد القطري المتواصل منذ سنوات طويلة واستكمالاً للقاءات التي استضافتها قطر برعاية اميرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من أجل تمكيننا من تنفيذ ما اتفقنا عليه ".

و قال بسيسو "  ما لدينا من تفاهمات واتفاقات أكثر مما هو مختلف عليه ، ونأمل أن يكون هذا اللقاء واللقاءات القادمة محطة لتصويب الوضع القائم الذي يتوجب علينا تصويبه والاتفاق على رؤية واحدة وطريقة واحدة في مقاومة الاحتلال " .

وأضاف " نحن على ابواب مرحلة دقيقة وفيما يتعلق بتجربة الانتخابات فنحن فوجئنا كما حماس بتحديد موعد الانتخابات ويجب علينا عدم توجيه اللوم لبعضنا البعض ونأمل مع الأخوة في حماس ان تكون هذه المرحلة بريق أمل وتفاؤل، وأن نخوض هذه الانتخابات بما يكفل خدمة أبناء شعبنا وانهاء كافة اشكال الخلافات التي هي اشكاليات تافهة في طريق تجاوزنا للمؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وسنخوض هذه الانتخابات التي ستقرر اننا شركاء وستمكننا من تقديم الخدمات الاجتماعية لمواطنينا وتحقيق الشراكة التي ستدفعنا نحو تطبيق كل ما اتفقنا عليه من شراكة في نظامنا السياسي ".

 وفي ختام حفل مأدبة العشاء ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني السابق إسماعيل هنية كلمة أشاد فيها بدور قطر أميراً وحكومة وشعباً مثمناً عالياً الدور المتميز والمتقدم الذي قامت به قطر تجاه إعادة الاعمار ودعم الشعب الفلسطيني سياسياً ومادياً كما أشاد في هذا السياق بالجهود التي يبذلها سعادة السفير العمادي وفي مقدمتها جهوده المبذولة على صعيد اعادة اعمار قطاع غزة .

وأعرب هنية عن شكره لكافة الدول العربية الأخرى التي ساهمت بإعادة اعمار قطاع غزة ومنها المملكة العربية السعودية والكويت .

  وشدد هنية على ضرورة انهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية في ظل التحديات التي تستهدف القضية الفلسطينية مؤكداً أهمية تجاوز الخلافات الداخلية واعتبارها خلافات هامشية وثانوية .

وأشاد هنية بالنموذج التركي والوحدة التي جسدتها تركيا شعباً وحكومة وبرلماناً ومعارضة في مواجهة التحديات والمؤامرات .

وقال " في حال أن يتعرض الوطن للخطر لابد وأن يعتبر الجميع أن خلافاتهم ثانوية وأن يتوحدوا في مواجهة الخطر الذي يهدد وطنهم  ".

ولفت هنية الى استجابة حركته للانتخابات رغم أنه تفاجأت بهذا الأمر ولكن قرار مشاركتها لم يخضع لأي حسابات أو اعتبارات حزبية بل نظرت فقط الى المصلحة العامة للوطن وخدمة أبناء الشعب الفلسطيني كخطوة باتجاه التقدم نحو المصالحة وطي صفحة الانقسام  ".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد